كشف تقرير صدر في العام 2016 عن مجلة "كونتاينر منجمنت" البريطانية، إحدى المجلات العالمية الرائدة والمتخصصة في الموانئ والملاحة والنقل البحري ومناولة الحاويات، عن حصول ميناء الملك عبدالله على أعلى تصنيف كأسرع موانئ الحاويات نمواً في العالم، وذلك في دراسة للأرقام التي حققها 120 ميناء شملها التقرير. كذلك، انضم ميناء الملك عبدالله في عام 2017 إلى قائمة أكبر مئة ميناء في العالم، محتلاً المرتبة 98 وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من بدء عمليات التشغيل.
ويعد ميناء الملك عبدالله أحدث المشاريع العملاقة في مجال البنية التحتية بالشرق الأوسط، حيث يتم بناؤه استناداً إلى أحدث المواصفات، وتم تصميمه وتنفيذه لمواكبة النمو التجاري والاقتصادي للمملكة في العقود القادمة. وتمكن الميناء بالفعل من تحقيق نجاحات سريعة وتطور مذهل في عملياته خلال سنوات قليلة فقط، وارتكز هذا النجاح على عدة عناصر كان من أهمها تأسيس الشركة المتخصصة للخدمات البحرية في العام 2013 كمشروع مشترك بين شركة تطوير الموانئ، وهي الجهة المالكة والمطورة لميناء الملك عبدالله، والشركة الوطنية لخدمات الموانئ المحدودة.
والشركة المتخصصة للخدمات البحرية هي المزود الرئيسي للخدمات البحرية بميناء الملك عبدالله، مثل خدمات الإرشاد البحري، حيث يضم فريقها مرشدين بحريين على درجة عالية من الكفاءة والتأهيل، ويتمتعون بخبرات طويلة في التعامل مع أكبر السفن العالمية التي زار معظمها ميناء الملك عبدالله. وجميع المرشدين الذين يتم توظيفهم للعمل في قسم الخدمات البحرية المتخصص من الشباب السعودي الطموح، وهم يخضعون لتدريب دوري وفقاً لأعلى المعايير الدولية، فضلاً عن التطوير المهني المستمر على رأس العمل، كما يفخرون بسجل إنجازاتهم الخالي من الحوادث بنسبة 100%
وفي مجال خدمات القطر، تقدم الشركة المتخصصة للخدمات البحرية خدماتها لكافة السفن في ميناء الملك عبدالله، بينما يوفر أسطول زوارق القطر المتنوعة والمتعددة الأغراض لدى الشركة الدعم اللازم لحركة السفن بميناء الملك عبد الله على مدار الساعة، ناهيك عن الخدمات المتنوعة التي تقدمها الشركة لصالح بعض الأعمال البحرية على سواحل البحر الأحمر وذلك للحفاظ على مكانة هذا الممر البحري والذي يصنف من أهم الممرات عالمياً بحسب الخبراء.
وبالإضافة إلى عمليات الموانئ، تقدم زوارق القطر خدمات المساعدة والإنقاذ وإطفاء الحرائق للسفن على السواحل أو المبحرة عبر البحر الأحمر. وفي العام 2016، قدمت الشركة خدمات المناولة والقطر لـ 1,460 سفينة، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد بنسبة 30% بنهاية العام الجاري 2017.
ويتولى إدارة الشركة المتخصصة للخدمات البحرية فريق من المسؤولين السعوديين الأكفاء، وتتمتع الشركة بقدرات وتقنيات هي من الأكثر تطوراً في المنطقة، وتشمل أسطول من أربعة زوارق قطر ASD بطاقة سحب تتراوح ما بين 47 إلى 85 طن (دولفين-1، ودولفين-2، وواهو-1، ومارلين-1)، وكذلك زورق إرشاد (باراكودا-1)، وهذا الأسطول هو من الأفضل في المنطقة، كما أن كافة وحدات الأسطول مسجلة بوزارة النقل وتحمل العلم السعودي.
ويتولى فريق من الأفراد المؤهلين والمدربين عمليات فحص تحت الماء باستخدام أحدث الأجهزة، ليوفروا خدمات الفحص والمعاينة والتشخيص، وخدمات الصيانة والخدمات الاستشارية، علاوة على خدمات التزويد بالوقود التي ستتوفر في المستقبل القريب.
ويعد ميناء الملك عبدالله من أهم مكونات مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والوادي الصناعي، حيث يعمل على تعزيز دوره في دعم مسيرة التنمية والنمو بالمملكة والإسهام بفاعلية في تحقيق رؤية 2030 التي جاءت كمعلم بارز في مسيرة المملكة نحو التنمية، وخارطة طريق لها لدخول عصر ما بعد النفط من خلال المشاريع التنموية الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز مكانتها المالية والاقتصادية.
وبموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، يسهم ميناء الملك عبدالله في تعزيز المكانة التجارية للمنطقة، حيث يقع الميناء مباشرة على الخط الملاحي الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا، بما يمكنه من تقليل الوقت المطلوب للشحن بين الشرق والغرب بخمس إلى سبعة أيام، وهي ميزة استراتيجية في ظل تزايد الأهمية الاقتصادية لكل من الصين والهند، ذلك إلى جانب قربه من المراكز الصناعية والسكانية بالمملكة، واستمرار عمليات تطويره من أجل زيادة وتسريع كفاءة الشحن.