دعت الشركات الرائدة في مجال الخدمات ومورّدي المنتجات والمعدات لقطاع الغسيل إلى إقامة شراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف وضع معايير لعمليات وجودة المنتجات على مستوى المنطقة. وجاء ذلك خلال ندوة حوارية نُظمتها إدارة ’معرض جلف لاوندريكس- لينن كير‘ الذي يقام ضمن إطار ’أسبوع الشرق الأوسط لتقنيات التنظيف 2016‘. وأجمع المشاركون في الندوة على وجود حاجة ملحة لتأسيس جمعية مهنيّة خاص بقطاع الغسيل والتنظيف بهدف توفير الدعم والتدريب للمشغلين والعاملين في القطاع.
وقد شدد ساجال ناندا، العضو المنتدب لشركة ’جلف بروتيك‘، على الحاجة لترسيخ الوعي بين المستهلكين وتوفير التدريب للمشغلين، حيث قال بهذا السياق: "يعاني قطاع الغسيل والتنظيف في الإمارات من التجزؤ الشديد، كما يفتقر للمعايير الموحدة. وقد يشكل ذلك تحدياً يعيق تطبيق أفضل الممارسات المعتمدة في قطاع الغسيل والتنظيف عالمياً. وسعياً للارتقاء بمعايير هذه السوق في المنطقة، أعتقد أنه من الضروري تبني مبادئ توجيهية وإجراءات تشغيل موحدة فيما يخص مرافق التنظيف التجارية وكذلك الكائنة في مقرات العمل. كما أن تعزيز الوعي وتوافر التدريب المنتظم سينعكس إيجاباً على جودة وكفاءة عمليات الغسيل وبالتالي سيقود لتبنّي اعتماد أفضل الممارسات".
وفي معرض تعليقه على أهمية تعزيز المعرفة في القطاع، قال شينموي تشاتيرجي، مدير العمليات في شركة ’ليننكرافت‘: "يشهد القطاع تطوراً سريعاً ومن الضروري امتلاك الخبرات والمعرفة والقدرة لتمكين عملائنا من مواكبة هذا التغيير. ونعتقد أن هناك حاجة ماسّة لتثقيف وتطوير الموظفين الرئيسيين، والأهم من ذلك الارتقاء بالتصورات السائدة حول القطاع بشكل عام لاسيما من حيث اعتماده على الابتكار وتبني التغيير الملموس".
وأضاف تشاتيرجي: "تعتبر قلة مختبرات فحص الأقمشة في المنطقة أحد مجالات النمو المتاحة، وأعتقد أن هناك جهات تهتم حالياً بهذا الموضوع. نعتمد اليوم على المختبرات الدولية لإجراء الفحوص الشاملة للأقمشة إلا أن هذه الممارسة تخفض من كفاءة سير العمل، إذ أن امتلاك المعرفة والخبرات الكافية في السوق الإماراتية سينطوي على نتائج إيجابية لا تقدر بثمن. ونعتقد أيضاً أنه فيما لو تم افتتاح مركز تدريب إقليمي فإن ذلك سيعزز دون شك من تطوير كوادر العمل الحالية وجذب مزيد من الموظفين، فضلاً عن تشجيع تبادل أفضل الممارسات".
ثم أردف تشاترجي ليقول: "يجب أن تمثل معايير السلامة عنصراً محورياً في أية إجراءات جديدة، وينبغي أن يترافق ذلك بالطبع مع خفض الأثر البيئي".
بدورها، أكدت رؤيا نوري، العضو المنتدب في شركة ’ناترونيكس إنترناشونال‘ التي تزود مرافق الغسيل والتنظيف في المنطقة بأحدث التقنيات المبتكرة، على أهمية توفير التدريب اللازم لتعزيز إنتاجية وكفاءة قطاع التنظيف والغسيل. كما أشارت نوري إلى الحاجة لصياغة إجراءات قياسية مناسبة تساعد على التمييز بين خواص كل قطعة يتم غسيلها أو تنظيفها.
وقالت نوري بهذا السياق: "هناك العديد من الشركات المتخصصة بغسيل الملابس والتنظيف الجاف التي تقدم خدمات بتكلفة منخفضة على حساب الإجراءات الصحية والقياسية، وهو ما يؤثر سلباً على الأسعار في السوق ومستوى القطاع عموماً. ولكن إذا تم اعتماد معايير محددة وملزمة لجميع الشركات المعنية، فسوف نشهد حينها تقدماً كبيراً في أعمال القطاع. وينبغي أن تمثل فحوص البكتيريا واحدة من أهم وحدات القياس عالية الجودة لأنها تطمئن العملاء حول إجراءات النظافة والصحة في الغسيل والتنظيف".
وفيما يتعلق بوجهة نظر العملاء، قال أنيل شاه، مدير عمليات الغسيل في مدينة جميرا: "تعتمد مرافق غسيل الملابس في المنطقة على تقنيات مبتكرة، ولكنها بحاجة إلى جمعية مهنية للمساعدة على إقرار الأسعار والتقنيات وجودة المنتجات الكيميائية. حيث سيساهم ذلك في ترسيخ مستوى الشفافية في القطاع وفتح قنوات اتصال بين الفنادق والعملاء الآخرين وقطاع الغسيل عموماً. كما يجب أن يعتمد القطاع على مؤشرات الأداء الرئيسية التي ستوفر مبادئ توجيهية متنوعة بدءاً من اختيار الأقمشة وتدريب المشغلين وصولاً إلى قياس معايير الجودة الغسيل والتنظيف".
وتمثل هذه الندوة الحوارية مبادرة لمشاركة المعرفة نظّمتها إدارة ’معرض جلف لاوندريكس- لينن كير‘ الذي يقام ضمن إطار ’أسبوع الشرق الأوسط لتقنيات التنظيف‘. وتشتمل قائمة المشاركين في الندوة على خبراء في مجالات المعدات، والمواد الكيميائية، والبرمجيات، والخدمات ضمن قطاع التنظيف والغسيل. كما اشتملت قائمة المتحدثين على كل من خورخي داماسكينو، المدير العام لشركة ’ببل دريم لوندري‘؛ وعبد الرحيم سيدراتي، المدير العام لشركة ’برنوس جنرال تريدنج‘؛ وعلي رضا، الرئيس التنفيذي لشركة ’ناترونك إنترناشونال‘؛ وعثمان تارين من شركة ’بتلرز‘ للتنظيف الجاف وخدمات غسيل الملابس؛ ومحمد سليم حسين، مدير تطوير الأعمال لقسم الغسيل لدى شركة رضا لأنظمة النظافة.
ويعتبر ’أسبوع الشرق الأوسط لتقنيات التنظيف‘ الحدث الأكبر في المنطقة الذي يجمع بين مزودي خدمات التنظيف ومزوّدي المعدات والمواد الكيميائية، وذلك بهدف مناقشة آخر التوجهات واستعراض أحدث الابتكارات ومنتجات التنظيف المستدامة. وسيتضمن الحدث لعام 2016 أجنحة جديدة مخصصة لإدارة النفايات والنظافة والصرف الصحي وحلول التنظيف المتخصص. ويشتمل ’أسبوع الشرق الأوسط لتقنيات التنظيف‘ على 3 معارض رئيسية هي: ’جلف لاوندريكس- لينن كير‘ و’معرض جلف كار ووش‘ و’معرض كلين ميدل إيست بولير‘. وسينطلق هذا الحدث في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بين 13-15 نوفمبر المقبل.