هناك نسبة متزايدة من الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى رجال الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين استبدلوا الإعلانات بالعلاقات العامة بهدف بناء وجود أكبر وأكثر فعالية لعلاماتهم التجارية في سوق العمل المتسارع الخطى في الدولة.
ستنفق الشركات الناشئة أو الشركات الصغيرة والمتوسطة وسطياً ما يصل إلى 10٪ من إجمالي الإيرادات على الإعلانات، مع وجود أبحاث تدل على أن إجمالي الإنفاق ينخفض مع ارتفاع الأرباح. عادة، يتم تقسيم هذا الاستثمار بين تطوير الهوية التجارية والمحتوى والتسويق على وسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات مع المحللين. إلا أن الشركات الناشئة ورجال الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة تتجه وبشكلٍ متزايد إلى العلاقات العامة بدلاً من الإعلان لأنها تتطلع إلى ترويج خدماتها ومنتجاتها من خلال محادثة هادفة في وسائل الإعلام تعود عليها بمعدلٍ أعلى للعائد على الاستثمار.
وعن هذا يقول المدير العام لشركة "بي آر كوميونيكيشنز" السيد بهاء الفطايري: "من أجل القيام بحملة ناجحة بالفعل، يجب على الشركة استثمار ما يصل إلى 30٪ من إجمالي المبيعات في مجال العلاقات العامة والاستراتيجيات الإعلامية الشاملة. إذ أن العلاقات العامة والمحتوى الجديد يلعبان دوراً رئيسياً في تعريف الناس بعلامتكم التجارية وما الذي تقوم به أو تعبر عنه. ففي مثل هذه الظروف الصعبة في السوق وبوجود العديد من المنافسين الأقوياء، يعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية."
وتعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة العمود الفقري للاقتصاد الوطني، فوفقاً لوزارة الاقتصاد في دولة الإمارات تقوم الشركات الصغيرة والمتوسطة ولوحدها باستخدام 86٪ من القوة العاملة في القطاع الخاص، في حين يمكن تصنيف300,000 شركة كجزء من هذا القطاع. وفي دبي، تمثل هذه الشركات 95٪ من إجمالي المنشآت وتشغّل 42٪ من إجمالي القوى العاملة، حيث تساهم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دبي بنسبة 40٪ من إجمالي الناتج المحلي.
في السنة الأولى من التشغيل وعندما تبدأ المؤسسات الجديدة بالعمل الجاد لبناء علامتها التجارية وإيجاد مكانة لها، قد تتناقص الميزانيات الإعلانية بسرعةٍ كبيرة. في الإمارات العربية المتحدة، التي أنفقت 46٪ من إجمالي الإنفاق الإعلاني الإقليمي في الربع الأول من العام، تبلغ كلفة الحملات الإعلانية المطبوعة 3000 درهم شهرياً، بينما تصل تكاليف إعلانات البث إلى30,000 درهم شهرياً، وتبلغ كلفة الحملات الإعلانية الخارجية 300 ألف درهم شهرياً.
وأضاف الفطايري: "لقد تغير المشهد الإعلامي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث يحظى الإعلان عبر المحتوى اليوم باهتمام أعلى من الهوية الإعلانية للعلامات التجارية. وتوفر استراتيجية العلاقات العامة فرصة ممتازة للشركات للتواصل مع جمهورها المستهدف من خلال المحتوى التحريري الأصلي والبحوث والملاحظات التي تثري المحادثة العامة حول المواضيع التي تتعلق بمنتجها أو خدمتها. فحجم الشركة لا يلعب دوراً كبيراً في جذب الانتباه إلى المحادثة وإنما فحوى الرسالة التي تقدمها."
وبالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة التي تقوم الآن بوضع ميزانية تسويقية لعام 2018، فإن النصيحة واضحة: ينبغي على الشركات الجديدة أن تستثمر في مجالٍ يتيح لها التفاعل مع جمهورها المرجوّ عبر منصة إعلامية حيوية تقدم معلومات وملاحظات تخلق المزيد من الفائدة والعائد.
ويختتم الفطايري قائلاً: "إن الإمارات العربية المتحدة هي مركز حيوي للأعمال التجارية، مما يعني وجود دعم كبير لأولئك الذين ينضمون إلى مجتمع الشركات الناشئة، ولكن هناك أيضاً مستوى هائل من المنافسة. وبالتالي من الضروري للشركات الجديدة أن تتفاعل مع جمهورها وتعمل على تحديد هويتها ووجودها في الأشهر الأولى من العمل. ومن أجل التركيز على الأنشطة والأعمال الأساسية، على رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الاستعانة بشركات خارجية مختصة بالعلاقات العامة والتسويق على منصات متعددة وأن تركز استراتيجيتها على تبادل المعرفة والمعلومات من أجل الترويج للمنتجات والخدمات."