تحت سارية علم دولة الإمارات العربية المتحدة، شهدت جزيرة العلم بالشارقة، مساء أمس الأول (الجمعة)، حفل الأوبريت الضخم "حكاية وطن"، الذي تغنى فيه عدد من كبار الفنانين الإماراتيين يتقدمهم الفنان الدكتور حسين الجسمي، والفنان فايز السعيد، والفنان جاسم محمد، بمسيرة التضحيات التي قدمها الأجداد والآباء المؤسسين، وقصة بناء الإنسان على يد قيادتنا الرشيدة، مستعرضين أبرز المحطات التاريخية التي انطلقت منها الإمارات لبناء حاضرها ومستقبلها.
واحتشد جمهور غفير امتلئت به مدرجات مسرح جزيرة العلم، ليتابع بنبضات قلبه قبل عينيه، مزيجاً من سبع لوحات غنائية واستعراضية ومسرحية، كتب كلماتها الشاعرين راشد شرار وناصر الشنفري، لتعبّر عن حب الإماراتيين لوطنهم، وتضحياتهم من أجل رفعته وشموخه، لتظل دولتهم التي تحتفل هذا العام بذكرى مرور خمسة وأربعين عاماً على إنشائها، واحة للأمن والأمان، والخير، والازدهار.
وشهد الأوبريت حضور عدد كبير من الشخصيات الرسمية، ومن أبرزهم الشيخ خالد بن أحمد بن سلطان القاسمي، المدير العام لدائرة الحكومة الإلكترونية في الشارقة، والشيخ سعود بن عبد العزيز المعلا، رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة الثقافي للشطرنج، وسعادة خولة الملا، رئيسة المجلس الاستشاري في الشارقة، وسعادة خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، رئيس اللجنة العليا لاحتفالات إمارة الشارقة باليوم الوطني الـ45، وسعادة الدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وسعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسعادة طارق سعيد علاي، مدير مركز الشارقة الإعلامي، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لاحتفالات إمارة الشارقة باليوم الوطني الـ45، إضافة إلى العديد من الشخصيات المجتمعية والإعلامية، وطلبة المدارس الذين لعبوا دوراً بارزاً في إنجاح الحفل من خلال مشاركتهم في معظم اللوحات والعروض التي تضمنها الأوبريت.
واستمتع الجمهور باللوحات السبع المتتالية للأوبريت، بداية من اللوحة الأولى التي حملت عنوان "الماضي العريق"، وتضمنت مشاهد مسرحية وعروضاً فنية تراثية، جسدت معاناة الأجداد من أجل الحصول على لقمة العيش، وركزت على إبراز نمط الحياة في الماضي، ونوعية التعليم والصحة، وكيفية تمكن الإنسان الإماراتي من تحدي الصحراء، بالصبر والإيمان، لتحقيق المستحيل، وتوحيد الرؤى والرايات.
وشاركت مجموعة من طالبات المدارس في تقديم اللوحة الثانية التي حملت عنوان "حكاية وطن"، وجسدت قصة الاتحاد وقوته، وحكاية الإمارات السبع، وسردت مسيرة كل إمارة ومشاركتها في تحقيق الحلم، ورسم مستقبل الدولة، كما عرضت التجربة الاستثنائية التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم من خلال وحدتها وحرصها على بناء مستقبل أفضل لأبنائها.
وتحت عنوان "نعشق ترابك يا الإمارات"، سعت اللوحة الثالثة من الأوبريت إلى تقديم صورة من صور التضحية والبطولة لشباب الإمارات، وجنودها البواسل، وشهدائها الأبطال، منتقلة بين صروح العلم والمعرفة، إلى ساحات نداء الواجب، التي ترتفع فيها هامات الشهداء عالياً من أجل عزة الوطن وكرامته. لينتقل العرض بعدها إلى لوحة الأوبريت الرابعة "إلا الوطن"، التي يقف فيها الإماراتيون صفاً واحداً من أجل حماية تراب الوطن.
وأهدى الأوبريت لوحته الخامسة إلى "رجال الحزم والقوة"، من قادة الإمارات الاستثنائيين، الذين يرسمون السعادة لشعبهم، ويغرسون في نفوسهم الإبداع والابتكار، ويوفرون لهم التعليم والصحة، ويعملون على دعم الشباب وتمكين المرأة، ويخططون للمستقبل، كي تظل دولة الإمارات قوية عزيزة، تحتل المركز الأول في جميع المجالات.
وتناولت اللوحة السادسة التي حملت عنوان "شيخ الإنسانية"، مسيرة العطاء الإنساني لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل من الإمارة الباسمة منارة علم وثقافة فاتخذ من المعرفة بداية لبناء الإنسان، واهتم بالأطفال في مراكز الأطفال والمدارس، وحقق أحلام الشباب في مراكز الناشئة والجامعات وجعل من الإنسان جل اهتمامه.
كما تناولت هذه اللوحة أيضاً المبادرات الإنسانية لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة على المستوى المحلي والعالمي، واهتمامها بالأطفال والفتيات والسيدات، ورعايتها للاجئين والمرضى والمحتاجين، ودعمها للعمل الإنساني على مستوى العالم.
واختتم أوبريت "حكاية وطن" لوحاته مع اللوحة السابعة والأخيرة التي حملت عنوان "وطن الرايات"، حيث التقى الفنانون والممثلون في العمل وعدد كبير من طلاب وطالبات مدارس منطقة الشارقة التعليمية، على خشبة المسرح، ليرفعوا علم دولة الإمارات العربية المتحدة، وعينوهم ترنو إلى السماء حمداً وشكراً لما حققته الدولة من نجاحات وإنجازات وفرت لشعبها سبل العيش الكريم والحياة السعيدة.
يذكر أن الأوبريت من ألحان عبد الله الشحي وعلي النقبي وأحمد رضوان، وشارك فيه الفنان الدكتور حبيب غلوم والفنان علي جمال ومجموعة من الفنانين الشباب، وهو من إعداد المخرج المساعد حبيب العوفي، وإخراج الدكتور محمد يوسف، والإخراج التلفزيوني للمخرجين ناصر محمد المال وماجد شومن، وتأليف وإشراف وحيدة عبد العزيز.