رغم مرور عقود على الإعلان عن طرح سيارة كامري لأول مرة إلى الأسواق، إلا أنها حافظت بامتياز على مكانتها المفضلة وبقيت بمثابة الأيقونة النموذجية في عالم صناعة السيارات حول العالم ومحط تقدير المختصين ومقدمي جوائز التفوق والريادة.
فلقد أعلنت مؤسسة "كيلي بلو بوك" المختصة مؤخرا عن تتويج كامري بجائزة "الخيار الأفضل 2015" إضافة إلى منحها لقب "السيارة الأفضل قيمة"، وذلك في إطار التقدير للهندسة المتقدمة التي تقدمها "كامري" كما والمتانة والعملانية التي اشتهرت بهما على الدوام.
ولأن عامل "السلامة على الطرقات" يعد اعتبارا أساسياً في قرار شراء السيارة، فقد حرص مهندسوا كامري على توفير أعلى متطلبات الأمان في مراحل التصنيع الأمر الذي توجّها بالحصول على جائزة أخرى من "كيلي بلو بوك" تقديرا لتوفير معايير صارمة للسلامة على الطريق.
وفي نفس الإطار، فقد حصدت كامري خلال عام 2015 جائزة "الخيار الأول للسلامة" من قبل مؤسسة السلامة على الطرقات IIHS الأمريكية والمختصة بأبحاث ومبادرات رفع معدلات الأمان على الطريق وتشجيع جهود تطوير التقنيات في هذا الإطار. ولقد منحت المؤسسة تقييم خمس نجوم لـ "كامري" بناء على التجارب والاختبارات الخاصة بالأداء.
وإلى ذلك، تعد سيارة تويوتا كامري من السيارات الأكثر مبيعا في العالم، كما إنها تحظى بمسيرة نجاح تمتد إلى أكثر من ثلاثة عقود من الريادة على الطريق وتحتل مكانة مرموقة في قلوب الناس، خصوصا في المنطقة العربية والسوق السعودي تحديدا، حيث اقترن اسم "كامري" لسنين طوال بالاعتمادية والموثوقية على الطريق إلى جانب الراحة والعملانية.
ولقد اعتمد نجاح كامري على مرورها بعدد من مراحل التطوير عبر مسيرتها، فقد تناول تصميمها تغيرات عديدة تمثلت في تقديم تصميم خارجي أكثر رحابة وعملانية، كما التحول إلى الاعتماد على الوقود الخالي من الرصاص لتوفير بيئة أكثر نقاءًا، ناهيك عن تقديم طرازات مختلفة وخيارات إضافية للمحرك. وبعيدا عن لغة التصميم وجهود التطوير، فإن أكثر ما يميز كامري هو احتلالها لمكانة مرموقة في قلوب ملاكها وعشاقها وذلك منذ انطلاقتها الخجولة عام 1980 عبر طراز سيلكيا كامري وحتى اليوم من خلال الطرازات العصرية والشخصية الاستثنائية للسيارة.
وفي هذا السياق، علق الدكتور عادل بن محمد عزت، المدير العام التنفيذي للتسويق بشركة عبد اللطيف جميل بقوله: " لقد شهدت الكامري نجاحا كبيرا في الأسواق التي تم تقديمها فيها لأول مرة، الأمر الذي دفع بشركة تويوتا العالمية إلى أن تعتبر الكامري من السيارات تحقق نجاحا في مسيرة الشركة"، وأضاف: "إن التصميم المطور لكامري لم يكن هو عامل الجذب الوحيد للسيارة بل كان الاعتماد الأكبر على التقنيات المتقدمة والراحة والعملانية التي توفرها السيارة للسائق والركاب معا".
وفي مطلع الثمانينات، شهدت كامري تقديم محرك بأربع أسطوانات قادر على توفير قوة بمعدل 92 حصان، وهو أداء عالي ومتقدم في ذلك الوقت، وخصوصا بالنظر إلى وزن السيارة، حيث أنه ومن خلال توفير جسم ذو وزن خفيف نسبيا وعلبة تروس من خمس سرعات يدوية، كان لكامري ميزة تنافسية عالية من حيث الأداء تضاهي سيارات بمحركات أكثر قوة لكن بوزن عالي وبالتالي قوة جر متدنية. وكان الظهور الأول لكامري قد تضمن طرازي السيدان والهاتش باك، بمحرك بسعة 2 لتر يؤمن توفيرا جيدا للوقود وخصوصا مقارنة بسيارات من نفس الفئة تكبرها حجما.
وقد شهدت مسيرة كامري أجيال متعاقبة من الطرازات، فقد قدمت تويوتا في عام 1987 تصميما جديدا كليا للكامري بمقدمة أكثر عصرية وتصميم عام أكثر انسيابية. وقد اتسم هذا الطراز آنذاك بتقليص ضجيج المحرك بفضل تقنيات جديدة داخل منظومته تخفف من الاهتزازات، الآمر الذي يعد استثنائيا لسيارة من هذه الفئة في ذلك الوقت.
وكان عام 1988 بمثابة محطة هامة في مسيرة السيارة، حيث قدمت تويوتا لأول مرة طراز كامري بمحركات فئة ست أسطوانات، ومحرك جديد أكبر سعة بواقع2.5 لتر، مع قوة حصانية عالية تصل إلى 153 حصانا لتوفير قيادة وأداء سلس وهادئ مع الحفاظ على القوة والاعتمادية. كما قامت الشركة في نفس العام بتقديم طراز الدفع الرباعي المستمر وتقنية المكابح المانعة للانغلاق.
ومع مطلع عام 1992، أعلنت تويوتا عن تقديم جيل جديد كليا من كامري، حيث كان في قائمة التطوير الاعتماد على جسم أكبر حجما، بخيار محركين محرك من أربعة أسطوانات بسعة 2.2 لتر مع قوة حصانية بلغت 130 حصانـا، كما وفرت تويوتا للطراز خيار المحرك ذو الستة أسطوانات بسعة 3 لتر بقوة عالية بلغت 185 حصانا. وقد شمل هذا الطراز تطوير الداخلية لتصبح أكثر رحابة وملائمة وعملانية.
وخلال فترة التسعينات، قامت شركة تويوتا بالعمل المستمر على تطوير كامري للانتقال بها من نموذج السيارة المتوسطة المدمجة إلى الكبيرة الفارهة، حيث قدمت عام 1997 طرازا جديدا حمل مميزات أكثر للرفاهية ومحرك أكثر قوة وكفاءة، وقد استمرت الشركة في تطوير سيارة كامري حتى الوصول إلى الجيل الحالي والذي تضمن لأول مرة الإعلان عن تقديم نموذج الهجين "الهايبرد" الصديق للبيئة للسوق العالمي، إضافة للكشف عن مظهر جديد آخر بمحرك ستة أسطوانات يوفر قوة تبلغ 268 حصانا. واليوم، لاتزال تحظى كامري بشعبيتها المعهودة، والتي اكتسبتها عبر عقود من الزمان، والتي لطالما ارتبطت بالاعتمادية والثقة وخصوصا في أسواق المنطقة والسوق السعودي.
تعود العلاقة المتميزة بين شركة تويوتا للسيارات وشركة عبد اللطيف جميل لأكثر من نصف قرنٍ مضى، التي نمت لتصبح إحدى الشركات الرائدة في قطاع السيارات بالمملكة، وواحدة من أكبر الموزعين المعتمدين المستقلين لسيارات تويوتا في العالم.