في مشهد يعكس الثراء الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوليفة من الملامح التراثية التي تشكّل الهوية الشعبية الإماراتية، احتشد سكّان مدينة نيودلهي أمام بوابة الهند، الصرح التاريخي الوطني في البلاد، ومول DLF، ومعرض نيودلهي للكتاب، لمشاهدة الفعاليات التراثية التي نظّمتها إمارة الشارقة احتفاءً باختيارها ضيف شرف الدورة الـ 27 معرض نيودلهي الدولي للكتاب.
وبين أهازيج البحّارة، والرقصات الشعبية الإماراتية الشهيرة، جابت العروض التراثية شوارع وأزقّة المدينة في لوحات تمزج في حضورها التنوّع الذي يرافق التراث الشعبي الفني لدولة الإمارات، حيث قدّمت فرقة الشارقة الوطنية عدداً من العروض الشعبية التي عرّفت الزوّار بأبرز الملامح التراثية لدولة الإمارات، من خلال العزف على آلة الطنبورة الوترية، والطبل الكبير (الشيندو)، إضافة إلى استعراضات فلكلورية على آلة المزمار (الأنديما) أو ما يطلق عليها شعبياً الهبّان وهي قربة جلدية تحاكي في موسيقاها القربة الأسكتلندية.
واشتملت العروض التي قدمتها الفرقة للجمهور رقصات شعبية تسرد حكاية المجتمع الإماراتي وتعرّف بالحِرف التقليدية الأصيلة التي كان يصنعها الأجداد، حيث أخذ أعضاء الفرقة من خلال أزيائهم التقليدية الزوّار في جولة عرّفت بأنماط المعيشة الإماراتية التي كانت تشتهر في الماضي، في مشاهد تداخل بها الغناء والأهازيج الخاصة التي يحفل بها التراث الشعبي الاماراتي.
واكتظت الشوارع المحاذية لبوابة الهند بالزوّار الذين تفاعلوا مع الرقصات والأهازيج الإماراتية التي قدمتها الفرقة على وقع الطبول والغناء التراثي الذي ينشد أشعاراً شعبية تروي حكايات مروية في الذاكرة المحلية الإماراتية، ليتعرفوا من خلالها على واحد من أبرز الروابط الثقافية والتاريخية التي تجمع الإمارات مع الهند منذ آلاف السنوات.