التركيز المتنامي لدولة الإمارات على الإنتاج المحلي للأغذية يسلط الضوء على حلول تحويل الصحارى إلى أراضٍ قابلة صالحة للزراعة باعتماد التقنيات المستدامة
أعلنت ديك ريكساند، الشركة المتخصصة في حلول الاستدامة المرتبطة بزراعة الصحراء والحفاظ على المياه والتي تتخذ من دبي مقراً لها، عن دعمها لرؤية الحكومة للأمن الغذائي التي تم طرحها في جلسة خاصة عُقدت مؤخراً. وشددت الجلسة التي حضرها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير ديوان الرئاسة في دولة الإمارات، ومريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، على أهمية التقنيات المبتكرة والمبادرات الفعالة من أجل تطبيق هذه الرؤية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال مروان السركال، المستشار الاستراتيجي في ديك ريكساند: "يكتسب هذا اللقاء الخاص بالأمن الغذائي أهميته من سببين رئيسيين يتمثلان في ترتيب الأولويات واختيار التوقيت المناسب لها، حيث تركز دولة الإمارات على الأمن الغذائي المُستدام في الوقت التي تواجه في سلاسل التوريد العديد من التحديات التي ظهرت خلال أزمة كوفيد-19. كما يعتبر استخدام التكنولوجيا بما يساهم في تحقيق رؤية الأمن الغذائي طريقة عملية للغاية وتوحي بنتائج إيجابية".
وبرزت ديك ريكساند في السنوات الأخيرة بصفتها إحدى الجهات الرائدة على مستوى الاستدامة الإقليمية من خلال نشاطها الواضح في مجالات زراعة الصحراء والحفاظ على المياه وإدارة مياه الأمطار. واستطاعت الشركة من خلال حل الرمال المسامية الخاص بها والذي نال استحسان الأمم المتحدة تحويل الصحارى إلى أراضٍ صالحة للزراعة، حيث تعتمد التقنية على الاحتفاظ بالمياه مع توفير نفاذية للهواء مما يؤدي إلى إنتاج محصول مثالي مع حاجة أقل للمياه بنسبة 80%، الأمر الذي يجعلها حلاً مثالياً في مجال الأمن الغذائي لدولة الإمارات التي تشكل الصحراء نسبة 80% منها وتعتبر ندرة المياه فيها قضية ملحة.
وأعلن صانعو القرار في اجتماعهم الأخير عن خطتهم لجعل نسبة مساهمة المزارع المحلية في إجمالي مشتريات الحكومة من المواد الغذائية تصل إلى 50% بحلول عام 2023، الأمر الذي يتطلب مجموعة من الحلول لزيادة مساحة الأراضي الزراعية. وتشير أحدث بيانات البنك الدولي إلى أن نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في دولة الإمارات لا تتجاوز 0.7%، ويمكن للتقنيات الحديثة مثل الزراعة العمودية والزراعة المائية المركّبة أن تحدث فارقاً ولكن ليس على نطاق واسع.
ومن جانبه، قال تشاندرا ديك، الرئيس التنفيذي لشركة ديك ريكساند: "تشكل الصحراء نسبة 80% من إجمالي مساحة دولة الإمارات، الأمر الذي ساهم في صعوبة الاعتماد على الزراعة. ويمكننا التغلب على مشكلة ندرة الغذاء من خلال تحويل هذه المساحات الشاسعة إلى أراضٍ قابلة للزراعة. ونحتاج لمثل هذه النقلة النوعية ذات الآثار الإيجابية على كافة مفاصل الاقتصاد في البلاد، دون إغفال أهمية توافق هذه الحلول مع الأولويات الوطنية الأخرى مثل الأمن المائي والاستدامة وتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية".
وتتكامل دعوة تشاندرا لإجراء تحليلات متعددة الأبعاد لندرة الغذاء والمياه مع الأهداف الأوسع لدولة الإمارات مثل تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050. ويتطلب التحكم بمستويات هذه الانبعاثات من الجهات المعنية تقليل الحمل على محطات تحلية المياه، والتي توفر حالياً معظم المياه اللازمة للزراعة. ويمكن أن تساعد تقنية الرمال المسامية، من خلال خفض كمية المياه اللازمة للري بنسبة 80%، في تقليل الحمل على محطات التحلية ذات الانبعاثات الكبيرة مع توفير محصول زراعي مثالي.
وتابع مروان السركال: "نلتزم برؤية الحكومة المتمثلة في التركيز على الأمن الغذائي مع التوفيق بين الأولويات المتعددة. كانت رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتحويل الصحاري إلى غابات شرارة الإنطلاق التي شكلت هذه الأمة النابضة بالحياة، ونأمل مواصلة هذا الإرث بما يساهم في تطوير الدولة".