ترأس معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وفداً إماراتياً إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا لحضور قمة الأعمال والاستثمار لرابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، بهدف استكشاف فرص جديدة لتوطيد الشراكة التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الرابطة التي تعد من بين أسرع مناطق العالم نمواً.
وتعتبر القمة الحدث السنوي للسياسات الاقتصادية الذي يجمع رؤساء الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصانعي السياسات وقادة الأعمال لمناقشة القضايا الرئيسية التي تواجه جنوب شرق آسيا.
وعلى هامش الزيارة، التقى معالي ثاني بن أحمد الزيودي عدداً من رؤساء الوزراء والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين من مختلف دول المنطقة كما عقد عددا من الاجتماعات الثنائية مع عدد منهم تم خلالها استكشاف المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية بين الإمارات ورابطة آسيان، ومواصلة بناء توافق دولي في الآراء حول القضايا الرئيسية للتجارة العالمية في الفترة التي تسبق استضافة دولة الإمارات المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في فبراير المقبل.
وعقد معالي الزيودي اجتماعات ثنائية مع وزراء من الدولة المستضيفة إندونيسيا، شملت معالي ذو الكفل حسن وزير التجارة، ومعالي بهليل لاهاداليا وزير الاستثمار، ومعالي ساندياغا أونو وزير السياحة والاقتصاد الإبداعي، وركزت المناقشات على بدء تطبيق اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الدولتين الصديقتين، والتي دخلت حيز التنفيذ مطلع سبتمبر الجاري.
واتفق الجانبان، خلال هذه اللقاءات، على العمل بروح الفريق الواحد لضمان تحقيق مستهدفات هذه الاتفاقية التاريخية بالوصول إلى التجارة الخارجية غير النفطية إلى 10 مليارات دولار سنوياً في غضون 5 أعوام، مع التركيز على تعميق الشراكة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك مثل الزراعة والطاقة والخدمات اللوجستية والسياحة والاقتصاد الإسلامي وغيرها.
كما التقى الزيودي مع كبار المسؤولين غرفة التجارة الإندونيسية لبحث آفاق تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في الدولتين الصديقتين مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية التي يمكنها تحفيز الشراكات التجارية والاستثمارية بين مجتمعي الأعمال في الجانبين.
والتقى الزيودي معالي شام نيمول وزيرة التجارة في كمبوديا لمناقشة الترتيبات الخاصة بتفعيل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة في يونيو الماضي، وركزا على أفضل السبل للاستفادة من الفرص التي توفرها الاتفاقية الصفقة.
كما عقد الزيودي اجتماعاً مع معالي تنغكو ظفر التنغكو عبد العزيز وزير الاستثمار والتجارة والصناعة في ماليزيا، لتقييم التقدم المحرز في المحادثات الرامية إلى التوصل لاتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الدولتين الصديقتين.
وركز معالي الزيودي في اجتماعه مع معالي نغوين هونغ دين وزير الصناعة والتجارة في فيتنام على تسريع التقدم في محادثات الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، والفرص الاستثمارية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والاقتصاد الأخضر.
كما أجرى معاليه مناقشات بناءة مع كل من معالي ألفريدو باسكوال وزير التجارة والصناعة في الفلبين، ومعالي فرانسيسكو كالبوادي لاي نائب رئيس وزراء تيمور الشرقية لبحث سبل تعميق العلاقات الثنائية.
وبحث الزيودي مع جون دبليو إتش دينتون ، الأمين العام لغرفة التجارة الدولية النتائج الإيجابية للاجتماعات الوزارية لمجموعة العشرين التي انعقدت مؤخراً بمشاركة الإمارات، كما تناولا مستجدات الاستعدادات لاستضافة الإمارات الاجتماع الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية.
وخلال لقاء الزيودي مع الدكتور كاو كيم هورن الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا، ونائبه ساتفيندر سينغ ناقش الجانبان سبل توسيع التعاون بين دولة الإمارات والرابطة تحت مظلة معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة بين الطرفين العام الماضي.
وركز الجانبان خلال اللقاء على سبل تحفيز التجارة المشتركة بين الإمارات ودول الرابطة والتي بلغ إجماليها 15.3 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من 2023، بزيادة 2 في المائة مقارنة بالنصف الأول من 2022، وتبلغ حصة رابطة آسيان نحو 5.2 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات.
وفي اليوم الثاني من القمة، سلط معالي الزيودي الضوء على الأهمية المتزايدة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في استراتيجية التجارة الخارجية لدولة الإمارات، وذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان "الابتكار والاستدامة والازدهار: تعزيز الشراكة بين الإمارات وآسيان".
وفي كلمته الرئيسية، أكد الزيودي أن دول جنوب شرق آسيا تعد شركاء تجاريين واستثماريين رئيسيين لدولة الإمارات كون الجانبان يتشاركان رؤية مستقبلية مشتركة داعمة لحرية التجارة وتدفق رؤوس الأموال باعتبارهما حافزين مهمين للنمو والازدهار، وسلط الزيودي الضوء على أبرز قطاعات التعاون المشترك مثل الزراعة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والخدمات اللوجستية والسفر والسياحة وغيرها.
وقال معاليه : “تعد قمة الأعمال والاستثمار في رابطة أمم جنوب شرق آسيا منصة مهمة للتواصل مع الوزراء وكبار المسؤولين في واحدة من أكثر المناطق حيوية ونمواً في العالم، والمحادثات والقرارات التي تجري خلال القمة تنعكس بشكل مباشر على اقتصادات دول جنوب شرق آسيا، وتتخطاها إلى ما هو أبعد ”.
وأضاف معاليه: “مع استمرار تحول مركز الثقل الاقتصادي العالمي شرقاً، يمكن لدولة الإمارات ورابطة آسيان استحداث منصة جديدة لتوفير الفرص وتوجيه رؤوس الأموال إلى القطاعات عالية النمو، وتطوير حلول جديدة في مجال الأمن الغذائي وتحول الطاقة وصناعات المستقبل القائمة على الابتكار ”.
وقال معاليه "إن تركيز برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تنفذه دولة الإمارات لتوسيع شبكة شركائها التجاريين على دول جنوب شرق آسيا، عبر إبرام اتفاقيات مع كل من إندونيسيا وكمبوديا، ومواصلة إجراء محادثات للتوصل مع اتفاقيات مثيلة مع كل من تايلاند وفيتنام وماليزيا يؤكد الثقة المتزايدة لدولة الإمارات في هذه الاقتصادات الواعدة ودورها في تحقيق مستقبل أفضل للاقتصاد الآسيوي بشكل عام".
وتحدث الزيودي كضيف شرف في لقاء مائدة مستديرة مع القطاع الخاص نظمها مركز آسيا هاوس البحثي بحضور ممثلي شركات رائدة متعددة الجنسيات لمناقشة تطور العلاقات بين دولة الإمارات ورابطة دول جنوب شرق آسيا.. وخلال اللقاء، سلط معاليه الضوء على خطط دولة الإمارات لتوسيع شبكة شركائها التجاريين مع العالم، ورغبتها في بناء علاقات تجارية واستثمارية أقوى مع دول رابطة آسيان، التي تعتبر مركزاً جديداً مهماً للنمو.
يشار إلى أن الوفد الإماراتي المشارك في قمة الأعمال والاستثمار لرابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" ضم كلاً من سعادة عبدالله سالم الظاهري سفير الدولة لدى الجمهورية الإندونيسية، وسعادة عبد الله سلطان العويس نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة وسعادة جمال سيف الجروان ، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، وأحمد إبراهيم المطوع ، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي، وداوود الشيزاوي؛ رئيس الملتقى السنوي للاستثمار، وعبد السليم في آي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة اللولو الدولية، بالإضافة إلى ممثلين عن مجموعة موانئ أبوظبي، وغرف دبي، ومركز دبي للسلع المتعددة، وشركة جي 42 للرعاية الصحية ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين.