تنتقل رئاسة مجموعة تواصل المرأة، وهي مجموعة تواصل غير حكومية تابعة لمجموعة العشرين، إلى إيطاليا بالتزامن مع تسلّمها رئاسة مجموعة العشرين من السعودية لعام 2021. وتجمع مجموعة تواصل المرأة شبكة مندوبين دوليين يمثلون المنظمات النسائية غير الحكومية، والمجتمع المدني، ورائدات الأعمال، والشركات، ومراكز الفكر في الدول الأعضاء في مجموعة العشرين. وتهدف المجموعة إلى ضمان تعميم اعتبارات النوع الاجتماعي في مناقشات مجموعة العشرين وترجمتها في البيان الختامي لقادة مجموعة العشرين.
وستجتمع ترويكا مجموعة تواصل المرأة افتراضياً، والتي تضم مندوبين من البلد المضيف السابق (اليابان عام 2019) والحالي (السعودية عام 2020) والمقبل (إيطاليا عام 2021)، إلى جانب مندوبي المجموعة الآخرين، يوم 12 ديسمبر، للاحتفال باختتام الرئاسة السعودية للمجموعة بنجاح وتسليم القيادة رسمياً إلى إيطاليا من خلال مشاركة كتيب شامل يلخص مسيرة العام للمساهمة في ضمان انتقال سلس. وسيناقش المشاركون إنجازات عام 2020 وسبل مواصلة الزخم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة خلال عام 2021. وستستضيف إندونيسيا القمة عام 2022، وبناءً على ذلك ستشمل الترويكا الجديدة كل من السعودية وإيطاليا وإندونيسيا.
ومع اختتام السنة الخامسة من أعمال مجموعة تواصل المرأة، وفي خضم جائحة كوفيد-19، الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة التي أثرت بشكل غير متناسب على النساء وفاقمت التفاوت بين الجنسين، سرّعت المجموعة جهودها وحثت قادة مجموعة العشرين على استغلال الفرصة لإيلاء الأولوية لتعافٍ اقتصاديٍ شامل لقضايا النوع الاجتماعي. وتُّوجت أعمال مجموعة تواصل المرأة خلال العام الماضي بإصدار البيان الختامي للمجموعة، المؤلف من سلسلة توصيات عملية وشاملة للجنسين حول سياسات تعد ضرورية للتعافي من الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها العالم حالياً بسبب كوفيد-19. ورحبت المجموعة بإعلان قادة مجموعة العشرين الصادر الشهر الماضي، والذي عكس عدداً من توصيات البيان الختامي لمجموعة تواصل المرأة ضمن التزامات قادة مجموعة العشرين بقيادة العالم "لتشكيل حقبة قوية ومستدامة ومتوازنة وشاملة ما بعد جائحة كوفيد-19"، والذي أدرك أهمية الدور الحاسم للمرأة في إعادة بناء الاقتصادات العالمية.
وقالت الدكتورة ثريا عبيد، رئيسة المجموعة: "كانت استضافة مجموعة تواصل المرأة خلال السنة الحالية الحاسمة شرفاً ومسؤولية كبيرة في نفس الوقت. اليوم، الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نعاود التفكير في التقدم الذي تواصل المجموعة تحقيقه نحو تمكين المرأة وشمول الجنسين مع انتقال الرئاسة إلى إيطاليا. عمل المجموعة لم ينته بعد، وفي الأشهر والسنوات المقبلة، علينا إبقاء النساء في مقدمة كل عمليات صنع القرار. ونتطلع إلى العمل عن قرب مع الوفد الإيطالي، ونثق بأنه سيواصل البناء على منجزات المجموعة حتى الآن".
وأشارت رئيسة المجموعة المقبلة، الدكتورة لورا ليندا ساباديني: "يشرفني أن أتولى منصب رئيس مجموعة تواصل المرأة العشرين للعام 2021، وأتطلع إلى العمل مع الترويكا لمواصلة الزخم الذي حققته الرئاسات السابقة، خاصة بعد قيادة المملكة العربية السعودية للمجموعة في عام 2020. على الرغم من أن الوباء أثر بشدة على النساء، فقد أظهرن قوتهن في العديد من القطاعات الحيوية التي لم تكن تعتبر في السابق مهمة. سيتصدى مجموعة تواصل المرأة في إيطاليا للتحدي المتمثل في ضمان أن تكون المرأة في طليعة السياسات على الصعيدين العالمي والوطني ، وعدم ترك أي امرأة وراء الركب."
وفي مواجهة تحديات غير مسبوقة سببتها الجائحة، عقدت مجموعة تواصل المرأة أول قمة افتراضية لها في أكتوبر المنصرم لمشاركة وابتكار وتسريع وإلهام الحلول الديناميكية للارتقاء بالمرأة نحو مستقبل أكثر إنصافاً. وعبر تحويل القمة إلى منتدى عبر الإنترنت، تمكنت المجموعة من توسيع نطاق وصولها إلى أكبر جمهور شهدته مجموعة تواصل المرأة حتى الآن وأكثره تنوعاً، حيث اجتمع أكثر من 1,300 شخص من 52 دولة. ويمكن الوصول إلى تسجيلات جميع جلسات القمة عبر قناة المجموعة على منصة يوتيوب.
كما عملت مجموعة تواصل المرأة برئاسة السعودية على مدار العام مع عدة شركاء لإجراء بحوث ونشر عدد من التقارير منها: تقرير "إذا ليس الآن، فمتى؟ خارطة طريق نحو تعافي اقتصادي أكثر إنصافاً بين الجنسين"، مع أكسنتشر للأبحاث، وتقرير "رائدات الأعمال، خطة عمل لإعادة البناء بشكل أفضل" بالتعاون مع مركز التجارة الدولية، وغرفة التجارة الدولية، و ’يو بس إس‘، وتقرير "مواجهة الكيانات الاجتماعية التمييزية لتمهيد الطريق نحو الإندماج الكامل للمرأة والمساواة بين الجنسين في دول مجموعة العشرين"، بالتعاون مع مركز التنمية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وخلال فترة الرئاسة السعودية لمجموعة تواصل المرأة، عقدت جمعية النهضة، الجهة المستضيفة لهذا العام، سلسلة من الحوارات الوطنية في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية بغرض تنظيم عمل تشاركي لتحديد الأولويات والخروج بقائمة توصيات تعنى بالتَّمكين الاقتصادي للمرأة السعودية. والهدف من هذه المبادرة هو إصدار تقرير يمثل المنظور المحلي حول مجالات التركيز الرئيسية للمجموعة: الشمول في صنع القرار، والشمول في سوق العمل، والشمول المالي، والشمول الرقمي، وريادة الأعمال كمحور أفقي للمحاور السابقة. يستند التقرير الناتج عن تلك الحوارات على الأدلة العلمية وأفضل الممارسات الدولية ومصادر بيانات فريدة، ليمثل الأصوات المتنوعة للمرأة في السعودية ويحدد سلسلة من التوصيات التي ستعمل جمعية النهضة على تنفيذها لتعزيز المساواة بين الجنسين في السعودية.
ومع انتقال رئاسة مجموعة تواصل المرأة إلى إيطاليا، سيحافظ ممثلو المملكة، بمن فيهم ممثلو جمعية النهضة، على مشاركتهم كمندوبين من السعودية في المجموعة وكجزء من الترويكا، ليواصلوا بذلك جهودهم المهمة في مجال تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً.