أشارت دراسة أجرتها مؤخراً ’فروست آند سوليفان‘ – الشركة المتخصصة في الاستشارات والبحوث والتحليل- بأنّه من المتوقع لإجمالي حجم النفايات التي تولدها منطقة دول مجلس التعاون بأن يرتفع من 94 مليون طن متري في 2015 إلى 120 طن متري سنوياً بحلول عام 2020، ويعزى ذلك بالدرجة الرئيسية إلى التنامي السكاني واتساع نطاق القطاع الصناعي، علماً أنّه من المتوقع لارتفاع نفايات البلديات لوحده أن يرفع من فرص السوق بنحو 1.5 - 2 ضعف على مدى الأعوام الخمسة القادمة.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن المدن في دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتّع بمكانة رائدة على صعيد اعتماد أحدث الحلول في هذا القطاع، بما يشمل الإقبال على المنهجيات التي تسمح باستخراج القيمة من المخلفات مثل إعادة التدوير أو استخدام النفايات في توليد الطاقة؛ حيث تعمل بلدية دبي على تشييد منشأة بقيمة 2 مليار درهم إماراتي لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة في منطقة الورسان، بينما أعلنت أبوظبي في الآونة الأخيرة عن عزمها تركيب سلال مهملات متطورة تقنياً واعتماد نظام حديث لجمع النفايات. ويتيح هذا المشهد للشركات الخاصّة العاملة في مجال النفايات (بما يشمل جمعها ونقلها ومعالجها والتكنولوجيا المرتبطة بها) الكثير من فرص النمو، ولاسيما في ظل السعي الحكومي للتشجيع على الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال إدارة النفايات.
وقال جمال عبدالله لوتاه، الرئيس التنفيذي لشركة إمداد معلقاً: "تلجأ البلديات في المنطقة إلى الشركات الخاصة من أجل توفير خدمات متكاملة لجمع النفايات وإدارة المكبات، وهو ما أدّى إلى تطوّر قطاع إدارة النفايات ليغدو مجالاً استثمارياً جذاباً للشركات الخاصة بالتوازي مع ما تشهده المدن الإقليمية من تنامٍ سكاني وتطور صناعي. ومن شأن أنظمة إدارة النفايات المستدامة التي توفرها شركات مثل شركتنا أن تضمن جودة عالية وأداءً مستداماً في هذا المجال، ولا شك بأن الشراكات بين القطاعين العام والخاص سيكون من شأنها الدعم في توفير مزيد من القيمة خلال الأعوام القادمة".
ومن جانبه، نوّه سلطان جراب، مدير المشاريع لدى مجموعة ’لافاجيت‘، إلى أن معظم النفايات في دولة الإمارات العربية المتحدة هي عبارة عن مواد قابلة لإعادة التدوير، حيث قال: "لا يقتصر الأمر على مجرّد جمع النفايات، بل يشمل أيضاً معالجتها بطريقة صديقة للبيئة؛ ففي حين ما زالت المكبّات تعتبر خياراً مجدياً اقتصادياً في البلاد، غير أنّ القطاعين العام والخاص يبذلان الكثير من الجهود لمعالجة النفايات بشتى الطرق الممكنة التي تحول دون إرسالها إلى المكبّات. وقد أثمرت جهود فصل النفايات -اعتباراً من سلال المهملات وحتّى منشآت المعالجة- عن ارتفاع الطلب على الحلول والتقنيات والخدمات الجديدة في هذا المضمار، ونتوقع لهذه العناصر- جنباً إلى جنب مع مستويات النمو السكانيي والتنمية الإقليمية- أن تشكل حافزاً مذهلاً لتطور واتساع قطاع إدارة النفايات".
وعلّق جايرامان ناير، رئيس مجلس إدارة شركة ’فيرتشوال إنفو سيستمز للمؤتمرات والمعارض‘ (VIS Exhibitions and Conferences)، الجهة المنظمة لـ’أسبوع الشرق الأوسط لتقنيات التنظيف‘، بالقول: "كانت معظم النفايات في الخليج حتّى فترة قريبة ناجمة عن قطاعي الإنشاءات والخدمات البلدية، غير أننا نشهد اليوم نمواً متسارعاً في كميات النفايات الإلكترونية والنفايات الطبية وغيرها من النفايات الخطرة، مما يتطلب اعتماد منهجيات أكثر مراعاةً للبيئة في التعامل مع هذا الواقع. ولهذا السبب يهدف جناحنا المتخصص في إدارة النفايات ضمن ’أسبوع الشرق الأوسط لتقنيات التنظيف‘ إلى إتاحة منصة تجمع مزودي الخدمات والمنتجات تحت سقف واحد لاغتنام الفرص التي تتيحها هذه التطورات".
وتجدر الإشارة إلى أن معرض ’أسبوع الشرق الأوسط لتقنيات التنظيف‘ (MECTW) يعتبر الفعالية الأضخم في المنطقة التي تجمع مزودي خدمات التنظيف وموردي معدات التنظيف والمواد الكيميائية تحت سقف واحد، وذلك بهدف مناقشة أحدث التوجهات واستعراض أهم الابتكارات ومنتجات التنظيف الصديق للبيئة. وتشتمل فعالية هذا العام على أجنحة جديدةً مخصصة لإدارة النفايات، والصرف الصحي، والتعقيم، والتنظيف المخصص. وتضم فعاليات أسبوع الشرق الأوسط لتقنيات التنظيف معرض ’جلف لوندريكس‘ ومعرض ’لينن كير إكسبو‘، ومعرض ’جلف كار ووش‘، ومعرض ’كار كير إكسبو‘ بالإضافة إلى معرض ’كلين ميدل إيست بولير‘. ومن المقرر أن يًقام المعرض هذا العام بين 13-15 نوفمبر في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.