تنطلق القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دورتها السادسة هذا العام تحت شعار "تقنيات مبتكرة لاقتصاد مستدام" برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله، خلال يومي 20 و21 أكتوبر المقبل بمركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات، وذلك بالتزامن مع إقامة الدورة الحادية والعشرين من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس)، والدورة الرابعة من معرض دبي للطاقة الشمسية، وفعاليات "الأسبوع الأخضر" في دورته السادسة.
وتناقش القمة ثلاثة محاور هامة بما في ذلك التعاون الدولي في مجال الاقتصاد الأخضر، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية التعاون والشراكات الدولية في مواجهة التحديات العالمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتنعقد فعاليات القمة في دبي تعزيزاً لمساعي الإمارة لكي تصبح عاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، حيث حققت دبي العديد من الخطوات الملموسة في هذا الصدد من أبرزها تحقيق سبق عالمي تمثل بحصول دبي على التصنيف البلاتيني العالمي الخاص بالمدن - الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، بحسب تصنيف المدن العالمية من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة الامريكية، لتكون بذلك أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تحصل على هذه الشهادة المرموقة، بالاضافة الى انجازها في تحقيق الانخفاض الكبير في الانبعاثات الكربونية في دبي، حيث انخفضت صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي بنسبة كبيرة لتصل إلى نحو 19٪ بحلول نهاية عام 2018، أي قبل عامين من الموعد المستهدف في استراتيجية الحد من الانبعاثات الكربونية 2021 لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16٪ بحلول عام 2021.
وقال سعادة سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر: " نعمل وفق رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تحقيق التنمية المستدامة على كافة الصعد، بما في ذلك رؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071، وخطة دبي 2021، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، لتكون دبي المدينة الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم بحلول عام 2050".
وأكد سعادته: يمثل الانخفاض الكبير في إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في دبي أحدث انجازاتنا الملموسة في جهودنا للانتقال إلى نموذج عالمي رائد للاقتصاد الأخضر يشمل كل القطاعات الحيوية في الإمارة. وسوف نلقي الضوء على هذا الانجاز ضمن فعاليات القمة المقبلة لتشجيع كافة الأطراف المعنية ودفعهم للعمل على تكثيف جهودهم من أجل المضي قدماً ومواصلة المسيرة الناجحة لتحقيق نمو أخضر مستدام على كافة الصعد."
والجدير بالذكر أن إعلان دبي، الذي يصدر عن القمة في دورتها كل عام يتماشى مع رؤية دبي طويلة الأجل والرامية إلى تحويل الإمارة إلى "عاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر". وقد شهد إعلان دبي لعام 2018 بعضاً من توصيات المشاركين تتمثل في تشجيع الاستثمارات الخضراء في مشاريع المدن الذكية القابلة للتمويل ، والعمل على تعزيز المبادرات الخضراء من خلال تمكين رواد الأعمال الشباب أصحاب القدرات على إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، وزيادة التعاون الدولي في مجال الاستدامة من خلال المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر.
وتبذل دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي على وجه التحديد جهوداً ريادية في تبني حلول ستجعل من مدينة دبي الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم بحلول العام 2050. وفي مبادرة جديدة ومبتكرة لاستخدام تقنيات الطاقة الشمسية، أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي مؤخراً عن طرح مناقصة الخدمات الاستشارية لدراسة وتطوير وإنشاء محطات طاقة شمسية عائمة في مياه الخليج العربي. ويأتي هذا دعماً لأهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لتنويع مصادر الطاقة في الإمارة وجعل دبي مركزًا عالميًا للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر وتوفير 75 ٪ من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.
يذكر أن القمة سيحضرها كبار صناع القرار والمسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال الدوليين ونخبة من أشهر الخبراء العالميين، الذين سيجتمعون لوضع منهجيات عمل واستراتيجيات تعاون عالمية لإثراء الحوار الدولي والعمل بين أصحاب المصلحة في ترسيخ آليات تحقيق الاقتصاد الأخضر في مختلف دول العالم.
وستناقش القمة أيضاً هذا العام السياسات المصممة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، مع عرض الحلول المبتكرة والممارسات الرائدة لتعزيز التغيير نحو اقتصاد أخضر مستدام.