في إطار مساعيها لتطوير توجهات ذكية تضمن تعزيز النشاط الاقتصادي، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، والحد من الأثر البيئي وتحسين نوعية الحياة في المدن، تلقي القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2017 في دورتها الرابعة والتي ستقام يومي 24 و25 اكتوبر الحالي في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، الضوء على دور المدن الذكية في تسريع التحول للاقتصاد الأخضر.
وتقام القمة تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله، وتنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر تحت شعار "تعزيز الابتكار، قيادة التغيير"، وتشهد مشاركة واسعة من مختصين وخبراء وصناع القرار في مجال الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.
وبحسب تقديرات مراكز الدراسات العالمية ووفقا لمعدلات نمو الناتج العالمي الاجمالي فإن هناك حاجة لاستثمارات تقدر قيمتها بـ 57 تريليون دولار في مجال البنية التحتية وذلك حتى عام 2030، حيث يتوقع أن يتم توفير تريليون دولار سنويا وذلك من خلال تطوير بنية تحتية ذكية.
وتعمل المدن الذكية حول العالم حاليا على ابتكار مختلف أنواع التقنيات الرائدة والحديثة والتي تسهم في تقليل التلوث وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، الأمر الذي يجعل من هذه المدن نموذجا ناجحا يمكن تبنيه. وتساهم إقامة هذه المدن الذكية على تحقيق أهداف حماية الكوكب، فضلاً عن تحفيز النمو وبناء بنية تحتية صديقة للبيئة، وتوفير فرص عمل جديدة للأجيال القادمة.
وستناقش جلسات القمة العالمية للاقتصاد الأخضر التزام الحكومات في مواضيع بناء مدن أكثر كفاءة وذكاءاً، والتي يمكنها أن تشكل نموذجا يحتذى في الابتكار وبناء المناطق الحضرية والبنية التحتية الذكية. وتجمع القمة تحت مظلة واحدة خبراء ومختصين من كافة أنحاء العالم بما فيهم مسؤولين حكوميين وباحثين من القطاعين العام والخاص، وذلك بهدف تقديم خلاصة خبارتهم وتجاربهم في أفضل السبل والوسائل التي يمكن من خلالها للمدن الذكية والتقنيات الحديثة المساهمة في تحسين حياة الأجيال القادمة.
وتشير التقديرات إلى أن نصف البشرية تعيش حاليا في المدن والمناطق الحضرية، ومن المتوقع أن تستمر النسبة بالنمو. وتحتاج المدن لبذل الكثير من الجهد لتحقيق التقدم الذكي، وخفض انبعاث الغازات الكربونية، (كونها تتسبب بحوالي 70% من هذه الانبعاثات) إضافة إلى ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية. كما وتسعى القمة إلى تحقيق التواصل والترابط بشكلٍ أكبر مع الأجيال الجديدة من المدن الخضراء.
وقال سعادة سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر: "تسعى قيادتنا الرشيدة وفق رؤية واستراتيجيات تستشرف المستقبل، إلى جعل دولة الإمارات العربية المتحدة الأكثر استدامة والأذكى ومن أفضل الدول على مستوى العالم.
وأشار سعادته: الى أن المدن تعتبر محركا أساسيا لنمو الاقتصاد العالمي. ومن هذا المنطلق يتعين تشجيع تنبي وبناء المدن الذكية في الوقت الحالي، لأنها تعمل على تعزيز النمو الأخضر، وكفاءة استهلاك الطاقة. وفي الوقت ذاته فإن المدن الذكية يتضمن تنمية مستدامة للأجيال الحالية والقادمة، وتساهم في تطوير أنماط حياة أفضل للجميع".
وتابع سعادة سعيد الطاير: "تسعى جميع الحكومات في العالم ومن ضمنها دولة الامارات العربية المتحدة إلى دفع عجلة الاستثمارات في المدن الذكية وذلك بهدف زيادة مرونة المدن وجعلها أكثر قابلية لأن ترتقي لحاجات وتوقعات ساكنيها، ولجعلها كذلك جاذبة للاستثمارات وفرص الأعمال بشكل أكبر. وفي الوقت الذي يستغرق فيه تحول المدن العادية لتصبح مدنا ذكية فترة أطول نسبيا، فإن التحول في الدولة يسير بثبات وتوازن، حيث يتم تطوير عدة مناطق ومجتمعات سكانية في الدولة باستخدام أحدث التقنيات المبتكرة وذلك بهدف تسريع الوصول الى هذا الهدف".
بدورها، قالت سعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، المدير العام لمكتب دبي الذكية والتي ستكون متحدث رئيسي في القمة: "نحتاج لتبني مفهوم المدن الذكية بشكل كامل وفعال وذلك بهدف تعزيز الواقع الاقتصادي وبناء استراتيجيات التنمية للحكومات التي تلعب دورا أساسيا في بناء المدن الذكية بالتعاون مع كافة الأطراف الفاعلة. وفي وقتنا الرهن وفي ظل تزايد الحاجة لأن تكون المدن أكثر استدامة وذكاءاً، فإن الحكومات حول العالم وفي دولة الإمارات تعمل على تطوير تقنيات جديدة لتستخدمها لرفع وتيرة عمليات التنمية في الدولة. ونحن على ثقة بأن الجلسات الخاصة بالمدن الذكية في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر ستقدم العديد من الحلول والمبادرات التي من شأنها أن تساعد الحكومات وجميع الأطراف المعنية الأخرى في تحقيق أهدافها الخضراء".
وتتزامن إقامة القمة مع الدورة التاسعة عشر من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس 2017) والدورة الثانية من معرض دبي للطاقة الشمسية 2017، ضمن فعاليات الأسبوع الأخضر في دبي.