تحت رعاية معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة جامعة زايد، نظمت الكلية الجامعية بالجامعة الدورة الثانية من مؤتمرها السنوي "التطبيقات اللغوية وتدريس اللغات"، تحت عنوان "التفاعل مع التغيير: اتجاهات جديدة في التعليم والتعلم".
واستمرت جلسات المؤتمر، الذي يعد الأكبر من نوعه في هذا المجال بالمنطقة العربية، على مدار ثلاثة أيام في مركز المؤتمرات بفرع الجامعة في دبي، بحضور الدكتور مايك ويلسون نائب مدير الجامعة وعدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، وبمشاركة نخبة من المتحدثين الدوليين إلى جانب مئات الخبراء والتربويين والمتخصصين في مختلف اللغات، الذين قدموا من مختلف قارات العالم يدفعهم حماس كبير لتحسين مهاراتهم الشخصية في التدريس باستخدام أساليب إبداعية وحلول مبتكرة.
وناقش المؤتمر خلال نحو 300 جلسة وورشة عمل عدداً من الطروحات المهمة بينها، على سبيل المثال، تطوير معايير تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، إعداد معلمي اللغة الإنجليزية بمنطقة الخليج للبحث العلمي، الممارسات المثلى في تعليم اللغة العربية وتعلمها، تعزيز مهارات التفكير النقدي في صفوف اللغة، وإعداد الأبحاث الجديرة بالنشر في الدوريات العلمية، وغيرها.
ورحب سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد بالمشاركين في المؤتمر، مؤكداً أهمية القضايا التي يتصدى لها، حيث يهدف إلى مساعدة اللغويين التطبيقيين ومعلمي اللغات ليس فقط في مواكبة التطورات في هذا المجال، ولكن أيضا في قيادة وتوجيه دفة تطوير التعليم والتعلم من خلال توفير فرص للمشاركة في التطوير المهني.. مشيراً إلى أن هذا المجال يشهد تغيرات مستمرة والمشاركة في هذا المؤتمر تستجيب لهذه التغيرات، حيث تظل الآفاق مفتوحة لمزيد من الأفكار والنظريات في مجال التعليم والتعلم.
من جهتها، قالت الدكتورة وفاء زغبور مساعدة العميد للبحوث والتوعية بالكلية الجامعية إن مؤتمر اللغويات التطبيقية وتدريس اللغات 2019يعد مظلة للعديد من الفعاليات المتميزة والهامة والتي تخدم الأكاديميين والمتخصصين في اللغات التطبيقية على عدة أصعدة، حيث يستضيف متحدثين معروفين في مجال اللغويات التطبيقية على مستوى دولي، ويحتوي برنامجه على قرابة الـ ٣٠٠ ورشة عمل وحلقة نقاش من متخصصين ومهتمين قادمين من نحو ٢٥ دولة في منطقة الخليج، والوطن العربي وأفريقيا وأوروبا بالإضافة إلى أمريكا اللاتينية ودول شرق آسيا. ويشتمل على ١٢ حلقة تدريبية مكثفة يعقدها مدربون محليون ودوليون متخصصون. كما يشتمل على معرض للكتب ودور النشر ومعرض للوظائف ذات الصلة بتعليم وتعلم اللغات. تميز المؤتمر بالمشاركات المتميزة لبحوث باللغتين العربية والإنجليزية.
وأضافت أن المؤتمر تميز هذا العام باستضافة مسابقة "الراوي الصغير"، وهي مبادرة تم تنسيقها مع وزارة التربية والتعليم وبإشراف وتنسيق الدكتورة رحاب الشافعي، وبالتعاون مع جمعية حماية اللغة العربية. وهدفت المسابقة إلى استثمار إجازة الربيع بإدماج الأطفال وأولياء أمورهم في منافسة يتم من خلالها تقييم مهارات الأطفال من سن ٤ إلى ٨ سنوات في رواية القصة باللغة العربية الفصيحة، وبينما كنا نتوقع مشاركة أعداد قليلة من الأطفال وصلنا ما يزيد على ١١٨ مشاركة مشتملة على مشاركات أطفال من أصحاب الهمم.
وأوضحت أن مبادرة اللغويات التطبيقية، التي بدأت بالتعاون المثمر بين الجامعات الحكومية والخاصة، لتوفير فرص النمو المهني ومساندة التنوع اللغوي واستخدامه وتدريسه في دولة الإمارات بما يتوافق مع التنوع الديمغرافي لدولة الإمارات الذي يشتمل على ما يقارب الـ ٢٠٠ جنسية يتكلم أهلها ما يزيد على ١٠٠ لغة.
وتحدث في المؤتمر الدكتور علي شحادة أستاذ اللغويات التطبيقية بجامعة الإمارات العربية المتحدة حول ما حققته مقاربة "تعليم اللغة القائم على المهام(TBLT) "، أي تصميم برنامج تعليم اللغة على جملة من الأنشطة تقترب من تلك التي تحصل في مواقف التواصل اللغوي الطبيعي إرسالًا واستقبالاً، وتطرق إلى ما يمكن السعي لتحقيقه من خلال هذه المقاربة، لافتاً إلى أنها صمدت في الاختبار لأكثر من عقدين، فتوسعت خلال العشرين أو الخمس وعشرين سنة الفائتة ومازالت تتوسع، وتترسخ كمنهجية ملائمة لتعليم اللغة الأجنبية كلغة ثانية، ولا عجب أن الكثير من المعلمين في جميع أنحاء العالم بدأوا يغيرون ممارساتهم التدريسية على اعتقاد قوي بأن "تعليم اللغة القائم على المهام" بات أكثر تيسيراً لاكتساب اللغة الثانية وأكثر فعالية في مجال التعليم والتعلم، وقد ثبت جيداً هذا الاعتقاد، ومع ذلك لم تُستغَلّ هذه المقاربة بالكامل بعد.
وقدم د. محمد جابر قاسم الأستاذ بجامعة الإمارات أيضاً مدخلاً لتطوير معايير تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، استهله بعرض نموذج تطبيقي أوضح من خلاله مفهوم المعايير عامة ومعايير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بصفة خاصة، وأهمية تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، وأهمية تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى على ضوء المعايير، ومنطلقات وضع معايير تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، والخصائص التربوية للمعايير، وأهداف معايير اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى.
وتحدثت د. هنادا طه، أستاذة كرسي اللغة العربية بجامعة زايد فأوضحت أن تم تعليم اللغة العربية اضمحل في الآونة الأخيرة بشكل كبير بسبب العديد من العوامل التي يعود بعضها إلى أساليب تقديم هذه اللغة وتدريسها والبعض الآخر إلى عوامل سياسية وتعليمية، ما أدى إلى تجميد حركتها وهي تدخل إلى القرن الحادي والعشرين.. إلا أننا اليوم بتنا نشهد جهودًا غير مسبوقة وحرصاً على إحداث تغيير في هذا الواقع والبدء في النظر إلى العربية باعتبارها
لغة العالم التي تستحق الأفضل. وتناولت د. هنادا بعض التحديات التي أعاقت التعلم الكافي للغة العربية، لكنها ركزت على قصص النجاح التي بدأت تظهر، مثل مبادرات تحدي القراءة، والاستراتيجيات الوطنية لمحو الأمية وغيرها، وكل هذا يمكن أن يكون الدافع لإحداث نهضة تعيد إعلاء شأن اللغة العربية.
وتناولت الدكتورة جانينا بروت-جريفلر، من جامعة نيويورك بوفالو، موضوع تطوير مهارات إجادة لغتين بين المتعلمين الصغار الذين يتعلمون الإنجليزية على مستوى العالم والآثار المترتبة على ذلك من زاويتي البحث وسياسة التنفيذ.
وأشارت إلى أن التحول في وظيفة اللغة الإنجليزية باعتبارها وسيلة للتعليم من خلال استخدامها في كسب المعرفة وبنائها ونشرها بين العلماء لا يزال مستمرا لتغذية الطلب العالمي على مستوى عال من الكفاءة في اللغة، وقدرة الأمم على إنتاج لغات متعددة. وبإجادة اللغة الإنجليزية بمستوى متقدم جنباً إلى جنب مع اللغات الأخرى أصبح إتقان اللغة (اللغات) الأخرى مفتاحًا عالميًا للقدرة التنافسية. وهذه الحاجة تساعد على قيادة واحدة من أعظم تجارب تعلم اللغة في العالم.
وتحدث د. كيفن كارول من جامعة بورتو ريكو، عن إدراج اللغة الأم في تعليم اللغات الأخرى، وتعزيز التعددية اللغوية والتحديات التي تواجه الطلبة والأساتذة الذين نشأوا في ظل أيديولوجيات راسخة تتعصب لأحادية اللغة وعدم المزج بين اللغات.
وكان اللافت في المؤتمر ورشة العمل التي قدمها لاعب الكرة الكويتي هاشم عدنان الذي تطرق إلى تعليم اللغات للاعبي كرة القدم، مسلطاً الضوء على تجربته في تعليم اللغة الإنجليزية لزملائه لاعبي كرة القدم ممن لم يتقنوها.
وقد رعت المؤتمر كل من السفارة والقنصلية الأمريكية في الإمارات، شركة ليبرتي للتعليم، مركز التعليم أميركان إنجليش و"تويفل".