كوريا الجنوبية تركز على السياحة العلاجية و التعليمية
تشارك هيئة السياحة الكورية الوطنية في ملتقى سوق السفر العربي في دبي للسنة العاشرة على التوالي، وذلك في الفترة الواقعة من 4 مايو وحتى 7 مايو، و تعتبر هذه المشاركة الأكبر بالنسبة للهيئة الكورية حيث ستقوم باستضافة العديد من رواد مكاتب السياحة الكورية ومسؤلين من المحافظات الحكومية الكورية بالإضافة إلى شركة الطيران الكوري. خلال مشاركاتها التسع الماضية في الملتقى كونت هيئة السياحة الكورية انطباعاً لافتاً في قطاع السياحة و السفر للشرق الأوسط لكونها الدولة الوحيدة من شرق آسيا التي تحظى بوجود بارز وهوية مميزة وإجراءات تأشيرة بسيطة.
خلال السنوات الماضية شهدت هيئة السياحة الكورية ازدياداً في عدد السياح القادمين من دول الشرق الأوسط إلى كوريا الجنوبية بشكل لافت ومتواصل، وبالأخص السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث وصل عددهم إلى 26,274 زائراً في عام 2014 ممثلاُ ارتفاعاً قدره 32 بالمئة، بينما كان العدد الإجمالي للسياح من الشرق الأوسط قد بلغ 155,219 سائحاً محققاً ارتفاعاً قدره 23 بالمئة مقارنة بعام 2013. ويرجع سبب هذا الإزدياد إلى أن كوريا الجنوبية تتمتع بمناخ رائع ومناظر طبيعية ساحرة، و تتميز بأسواقها المفتوحة حتى بعد منتصف الليل، وتقديمها لأصناف متنوعه من الأطعمة الشهية، بالإضافة إلى احتوائها على مدن العاب عالمية الطراز، ومنتجعات جذابه على جزرها. كما تعرف كوريا بتراثها و ثقافتها الغنية إلى جانب تطورها الحضاري الذان يشكلان معاً مزيجاً متناغماً ومبهراً للسياح من دول الخليج.
كوريا الجنوبية تتميز بكونها مسقطاً للعديد من الشركات التكنولوجية و العالمية، ولهذا تعد منصة تعليمية فريدة للطلاب من جميع أنحاء العالم، فهي تتيح لهم فرصة الحصول على خبرة عملية وتوجيهات مباشرة من مختلف الصناعات البارزة فيها، والتي تغطي قطاعات البيئة وتكنولوجيا المعلومات والسيارات وبناء السفن والاتصالات السلكية واللاسلكية والعديد غيرها. وعلاوة على ذلك، قامت هيئة السياحة الكورية الوطنية بتنظيم برامج سياحية مخصصة للجهات التعليمية يتم من خلالها القيام بالعديد من الرحلات التي تجمع بين المتعة والعلم، مثل زيارة المنظمات الحكومية والقطاعات الخاصة، والتعرف على المعالم السياحية، وزيارة مدن الالعاب ذات المواصفات العالمية، وتجربة ركوب قطار الطلقة السريع، والعديد غيرها من الأنشطة.
وبناءً على ذلك، شهدت السنوات الأربع الماضية قيام العديد من المدارس و الجامعات من دول المنطقة برحلات تعليمية إلى كوريا الجنوبية مما جعل هذا التوجه أحد أبرز المجالات السياحية الحالية. وقد علق السيد كوانغي كيم، المدير الإقليمي لهيئة السياحة الكورية في الشرق الأوسط " إن الهيئات التدريسية بمجرد ما أن تقوم بزيارة واحدة إلى كوريا، تستمر في السفر إليها، ويرجع سبب ذلك إلى أن المدرسين يلاحظون أن طلابهم بحاجة إلى أن يتعلموا الكثير من التجارب الكورية، وهذا هو أفضل جزء من السياحة التعليمية"، و أضاف بقوله أن هناك جهات تعليمية قامت بالعديد من الزيارات إلى كوريا خلال السنوات الماضية وفي كل زيارة يزداد عدد الطلاب فيها.
كما تعتبر كوريا الجنوبية إحدى الدول البارزة والمهمة في قطاع السياحة العلاجية في قارة آسيا لتميزها بالجودة العالية في مجال الرعاية الصحية، واستخدام أرقى وأحدث التقنيات الفنية في التكنولوجيا الطبية، بالإضافة إلى تمتعها بمستوى خبرات طبية عالية مماثل لتلك التي في الدول المتقدمة، حيث وصلت تطبيقات علاج السرطان وزراعة الأعضاء فيها إلى أعلى المستويات في العالم. ازدهر قطاع السياحة العلاجية في كوريا بعد الشهرة التي حققتها البرامج الترفيهية الكورية التي كان من أبرزها الموسيقى و المسلسلات الكورية التي وصلت إلى العالمية، حيث كان الجمال الكوري والعمليات التجميلية من أبرز العوامل التي جذبت الجيل الجديد في البرامج الكورية و قادتهم إلى زيارة كوريا.
بدأت هيئة السياحة الكورية بالترويج للسياحة العلاجية في بداية عام 2011، ومنذ تلك الفترة بدأت أعداد السياح القادمين للعلاج بالإزدياد، حيث استقبلت كوريا 211,218 سائحاً للعلاج في عام 2013، محققةً ايرادات بلغت 360 مليون دولار أمريكي. إن توفر التقنيات و الجودة و الرعاية الصحية العالية في المجال الطبي بأسعار أقل بكثير عما هي في أمريكا و أوروبا و اليابان هي من أهم العوامل التي تساعد على جذب المرضى الأجانب إلى كوريا.
وقد قامت هيئة السياحة الكورية بالعديد من المبادرات للترويج للسياحة العلاجية، فقد أطلقت أول موقع إلكتروني مخصص للسياح القادمين للعلاج www.visitmedicalkorea.com لجعله كمحطة واحدة غنية بالمعلومات، تسهل عملية التواصل مع المستشفيات الكورية، وتتمتع بخصائص مفيدها منها الاستشارة الطبية الإلكترونية وغيرها الكثير. ويتوفر الموقع الإلكتروني للسياحة العلاجية باللغة الإنجليزية بالإضافة إلى ثلاث لغات أجنبية أخرى، وسيتم إطلاق الموقع باللغة العربية للمرضى العرب بحلول نهاية عام 2015.
وتعمل دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية كوريا الجنوبية على تقوية العلاقات في مجال السياحة العلاجية وجلبها إليها للاستفادة من الخبرات العالية. وعلاوة على ازدياد التعاون بين دول المنطقة و كوريا الجنوبية، نظمت هيئة السياحة الكورية أول مهرجان للسياحة العلاجية في أبوظبي العام الماضي بالتعاون مع المستشفيات الكورية الرائدة و مكاتب السياحة العلاجية الكورية، وقد جذب المهرجان الذي امتد على ثلاثة أيام أكثر من 2000 زائر و قدم لهم استشارات طبية مجانية أيضاً.
كما أن هيئة السياحة الكورية الوطنية تهدف إلى جذب 20 مليون زائر أجنبي بحلول عام 2017 بعدما جذبت 14,2 مليون زائر في عام 2014. وتحرص الحكومة الكورية حالياً على الإهتمام بالسياحة الحلال بعد أن شهدت ارتفاعاً متزايداً من السياح المسلمين القادمين من مختلف أنحاء العالم، حيث بلغ عددهم العام الماضي 750,000 سائحاً مسلماً. لذا، تعمل هيئة السياحة الكورية الوطنية على إصدار شهادات للمطاعم الحلال لأكثر من 140 مطعماً في البلاد كلها، إلى جانب الإهتمام بتوفر المساجد و المصليات في المدن الرئيسية.
مكتب هيئة السياحة الكورية في دبي يقوم بمبادرات متنوعه لجذب السياح العرب إلى كوريا حيث قام بإطلاق العديد منها باللغة العربية مثل موقع إلكتروني للسياحة الكورية www.elakorea.com ، وإصدار دليل للأماكن السياحية، ودليل للمطاعم الحلال، بالإضافة إلى تصوير برامج سياحية مع عدد من المشاهير العرب في كوريا، وتنظيم حملات ومسابقات في مواقع التواصل الإجتماعي.
جمهورية كوريا الجنوبية تمثل وجهة سياحية جذابة تتوافر فيها جميع مقومات السياحة العالمية، فهي بلد آمنة ونظيفة، وشعبها لطيف يحب السلام. ويمكن لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي الحصول على تأشيرة الدخول مباشرة من المطار لمدة 30 يوماً وخالية من التكلفة.