سوق البيانات الضخمة يرفع نسبة النمو التنافسي للشركات في المنطقة
أصبح الاستعانة بالبيانات الضخمة أمرا بارزا بشكل لم يسبق له مثيل حيث أصبح أحد أهم أولويات أغلب الأنشطة التجارية في الوقت الحالي، حيث يشير استبيان أجراه مؤخرا كلا من أكسنتشر (Accenture) وجنرال إلكتريك (General Electric) أن 87 في المئة من الشركات ترى أن أدوات تحليل البيانات الضخمة سوف تغير من شكل المنافسة في مجالات عملها خلال السنوات الثلاثة القادمة.
وأوضحت الدراسة أن 89% في المئة من الشركات التي لن تتبنى خلال السنة القادمة استراتيجية تحليل البيانات الضخمة بأنها تغامر بخسارة قسم من حصتها في السوق لعدم استطاعتها فرض قدرتها التنافسية ، بينما حققت الشركات التي استخدمت تقنية البيانات الضخمة عوائد ايجابية في توسيع نشاطها وتحقيق وصول أسرع للبنية التحتية ، وتوفير وقت أقصر لطرح تطبيقاتها في السوق.
تبلغ النسبة الإجمالية للبيانات الغير رقمية المخزنة أقل من 2% في المئة وهذه النسبة تتضاعف تقريبا كل ثلاثة سنوات ، إلا أن الكم الغير مسبوق للبيانات المتاحة وكذلك سرعة تراكمها وتنوعها شكل تحديا كبيرا في التنقيب عن هذه البيانات للحصول على قيمة تجارية محتملة. ساهم انخفاض تكلفة السعات التخزينية والإمكانات الحاسوبية في جمع هذه البيانات ، والتي قد يكون مصيرها الفناء منذ بضعة سنوات مضت ، أما اليوم تريد الشركات جمع وإدارة كميات هائلة من المعلومات مأخوذة من مصادر عدة سواء كانت منظمة من مصادر مثل تخطيط المصادر المؤسسية وإدارة علاقات العملاء وأنظمة قواعد البيانات أو غير منظمة مثل المواقع الشبكية والوسائط الاجتماعية والعرض المرئي ، قد تتمكن الشركات من خلال الاستثمار في حلول البيانات الضخمة من تحقيق ميزة تنافسية ضخمة تميزها عن منافسيها.
تعليقا على ذلك صرح آيدن غينشلر مدير تسويق المنتجات في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى مايكروسوفت قائلا «يدفع التبني المتزايد لإستخدام الأجهزة المحمولة والأنواع الجديدة من التطبيقات والخدمات السحابية الشركات والعملاء أكثر من ذي قبل لتخزين وحماية وتحليل كلا من البيانات التقليدية والمنظمة ، اضافة إلى البيانات الغير منظمة أو شبه المنظمة المأخوذة من عدة تطبيقات تعمل على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وكافة الحواسيب الأخرى ، وسواء أطلقنا على ذلك البيانات الضخمة أو إنترنت الأشياء ، إلا أننا جميعا نرغب في التعرف عن قرب على الطريقة التي بها ندير أعمالنا بشكل أفضل ، علماً أن شركات التقنية مثل مايكروسوفت تؤمن أن بأهمية وجود مكان تبني أدوات التحليل المتقدمة تستطيع من خلالها جميع الشركات في الحصول على مدارك قابلة للاستخدام وكذلك تحقيق ميزة تنافسية من خلال الاستفادة من أدوات التحليل التنبؤية والتقادمية».
وكان السبب وراء ابتكار أداة البيانات الضخمة هادوب (Hadoop) هو النمو المطرد في حجم البيانات الغير منظمة المأخوذة من تحليل البيانات الضخمة وكذلك القدرة على الوصول إلى البيانات بسرعات عالية وانخفاض التكلفة مقارنة بأنظمة إدارة قواعد البيانات الارتباطية التقليدية (RDBMSs) ، ويشير تقرير نشرته مؤسسة Allied Market Research السنة الماضية أن السوق العالمي لهادوب قد ينمو ليصل إلى 50.2 مليار دولار بحلول سنة 2020 مقارنة بمبلغ 2.0 مليار دولار في سنة 2013 مما يشير إلى معدل نمو سنوي مركب يبلغ 58.2 في المئة بين سنتي 2013 و2020.
ابتكارات بيانات ضخمة أكثر سلاسة تعتمد أحدث خدمات مايكروسوفت المعتمدة على هادوب والتي تحمل اسم "HDInsight" على توفر توافقية بنسبة 100% في المئة مع أباتشي هادوب (Apache Hadoop) ، والتي تمكن خدمة العملاء من الحصول على مدارك عمل من بيانات منظمة وغير منظمة من أي حجم كانت ، بالإضافة إلى تفعيل أنواع أخرى من البيانات بغض النظر عن أماكن تواجدها.
وتعليقا على ما سبق صرح هاني عزام المدير الفني للبيانات الضخمة وحلول الأجهزة المحمولة لدى مايكروسوفت قائلا «تقدم مايكروسوفت طبقة إثرائية تحسن من مستوى البيانات من خلال الاكتشاف بالتزامن مع بيانات العالم اليوم وعن طريق تصفيتها باستخدام أداوت التحليل المتقدمة ، ويسهل هذا الأمر على المرء الاتصال بالبيانات واستيرادها وكذلك عرضها مرئيا والحصول على تقارير مستقلة سواء كان ذلك داخل المكتب أو أثناء التنقل».
أحد أدوات مايكروسوفت الهامة الأخرى هي طبقة الرؤية "Insights" التي توفر مدارك لكل المستخدمين من خلال أدوات مألوفة مثل حزمة أوفيس ، كما أن مايكروسوفت قد دمجت عرض مرئي وسرد قصصي غني وثلاثي الأبعاد في تطبيق إكسيل ، مما يسهل عرض وتقسيم مصادر البيانات المتعددة مرئيا وسهولة تعديلها في عجالة أثناء عرضها في باوربوينت ، مما يساعد المرء على كشف النقاب عن مدارك ربما لم يكتب لها أن ترى النور وهي حبيسة المخططات الجامدة.
وبنفس الصدد علق كيفن آشبي مدير تسويق منصات التطبيقات لدى مايكروسوفت الخليج قائلا «تواصل مايكروسوفت تحسين منصة الاستخبارات التجارية السحابية PowerBI ، ويمثل هذا الأمر جزءً من استراتيجية مايكروسوفت لتقديم إمكانية تفاعل سهلة مع المستخدم وكذلك تمكين المستخدمين من الشركات من تحليل البيانات بشكل أفضل ، كما تعمل خدمة Power BI السحابية مع برنامج إكسيل لتوفران حل برمجي تحليلي مستقل ، وبفضل استخدام إكسيل في تحرير التقارير واستخدام Power BI لحزمة أوفيس 365 ، سيتوفر لكل فرد في الشركة طريقة جديدة قوية للتعامل مع البيانات».
مستقبل أكثر إشراقا للبيانات الضخمة نتوقع أن يواصل سوق البيانات الضخمة النمو ليصل إلى 125 مليار دولار على مستوى العالم في سنة 2015 وذلك حسب مؤسسة IDC. كما ستنمو أدوات استكشاف البيانات مرئيا مرتين ونصف أسرع من باقي سوق الاستخبارات التجارية. وبحلول سنة 2018، سوف يصبح الاستعانة بهذه الأدوات التي تقدم إمكانات لخدمة الذاتية للمستخدمين النهائيين مطلبا أساسيا لكافة الشركات الكبرى.
تشتري بالفعل 70% في المئة من المؤسسات الكبرى بيانات خارجية وسيفعل ذلك 100 في المئة منهم بحلول سنة 2019، حسب مؤسسة IDC ، بالتزامن مع ذلك سوف تشرع المزيد من الشركات في استغلال بياناتها ماديا عن طريق بيعها أو تقديمها كقيمة مضافة.
تتطلع الشركات التي توفر العتاد والبرمجيات لقطاع تقنية المعلومات للحصول على ميزة تنافسية أفضل في هذا السوق المتنامي، وبالتالي تصميم حلول برمجية تحليلية ومنصات إدارة بيانات معقدة للشركات.
تغير البيانات الضخمة طريقة تنفيذ الأعمال للشركات ومديريها للحصول على أفضل كسب من مشروعات البيانات الضخمة التي تنفذها وكذلك تساعد في تيسير التحديات التي تواجهها. تقدر مؤسسة IDC أن حجم البيانات الرقمية على مستوى العالم يتضاعف كل سنتين. كما أن المؤسسة تشير إلى أن 90 في المئة من كافة البيانات الرقمية الحالية غير منظمة، أي من مصادر ليست مدرجة في قواعد بيانات تقليدية، مثل المقاطع المرئية أو بيانات الصور. كما تتوقع IDC أن البيانات الضخمة وأدوات تحليلها المعتمدة على الحوسبة السحابية سوف تنمو ثلاثة مرات أسرع من الإنفاق على حلول برمجية محلية.
تقول شركة الأبحاث غارتنر (Gartner) أن أدوات تحليل البيانات الضخمة سوف تلعب دورا هاما في الكشف عن الجرائم وخروقات الأمان ، وبحلول سنة 2016، سوف تتبنى أكثر من 25 في المئة من الشركات على مستوى العالم أداوت تحليل البيانات الضخمة لعدد لا يقل عن حالة خرق أمان وكشف عن احتيال، وذلك مقارنة بالنسبة الحالية البالغة ثمانية في المئة.
نتوقع أن ينمو نطاق الحوسبة السحابية ليتعامل مع حاجات الشركات والمستهلكين نتيجة لنمو حجم البيانات المطرد المصحوب بإمكانية الوصول من الأجهزة المحمولة للبيانات والتطبيقات من عدة أجهزة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وازدياد استخدام الوسائط الاجتماعية.
سوف يتطور استخدام الحلول البرمجية المعتمدة على الحوسبة السحابية من مجرد تخزين البيانات على السحابة ليضم الحصول على مدارك وتصبح الحوسبة السحابية خدمة. ولهذا السبب، سوف تقل الكلفة الإجمالية لتملك البرمجيات والعتاد وتصبح نموذج لخدمة يدفع لها اشتراك والتي سوف تصبح في متناول الشركات المتوسطة والصغيرة. لذلك سوف يصبح في إمكان الشركات المتوسطة والصغيرة التكيف سريعا مع خدمات الحوسبة السحابية كي تدير أعمالها وتطورها متكبدة نفقات رأسمالية ومصاريف تشغيلية منخفضة.