يستضيف دبي مول معرض "تاريخ وفن الخط العربي"، الفريد من نوعه برعاية "مبادرة حمدان بن محمد للمعرفة الوطنية (1971)"، وذلك ضمن فعاليات "ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر"، الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي برعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.
ويستمر المعرض الذي افتتحه معالي محمد بن أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الثاني والعشرين من يونيو 2015 ويستمر حتى 6 يوليو. وقد أثنى معاليه على التنظيم المتميز للمعرض وتصميمه الفريد وجمعه لنخبة من أفضل الخطاطين في العالم العربي والإسلامي، وقال: "يعد معرض ’تاريخ وفن الخط العربي‘ فريداً من نوعه، إذ أنه الأول الذي يقام في مركز تسوق، لاسيما وأنه يقام في دبي مول الذي يجذب آلاف الزوار يومياً من مختلف الجنسيات. كما أنه يمزج بين جميع فنون وأنماط الخط العربي القديمة والحديثة مع مشاركة كوكبة من أبرز الفنانين في هذا المجال من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي.
ويرى الخطاطون المشاركون المعرض بأنه منصة مهمة لإبراز مهاراتهم في الخط العربي من خلال مجموعة من الأعمال الفنية المستوحاة من روحانيات الشهر الفضيل.
وتعليقاً على مشاركته بالمعرض، قال صلاح عبد الخالق، خطاط صحفي بجريدة الجمهورية وسكرتير عام نقابة الخطاطين بجمهورية مصر العربية: "تلقيت دعوة للمشاركة بمعرض ’تاريخ وفن الخط العربي‘، وقمت بإعداد أعمال فنية تتماشى وفكرة المعرض وشهر رمضان الكريم. أشارك في معارض الخط العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ العام 2002، وشاركت في أكثر من مائة معرض في جميع أنحاء العالم، إلا أن هذا المعرض لم أر مثيلاً له من قبل، حيث أنه الأول من نوعه الذي يقام في مركز تسوق وهو دبي مول، ما يعكس جرأة وذكاء من المنظمين، إذ أن المعرض بذلك يسهم في تثقيف الجمهور سواء من العرب أو الأجانب بفنون وتاريخ فن الخط العربي، ويعزز من نشر الثقافة والتراث العربي وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم وفنونهم منذ العصر الجاهلي وحتى الآن. وقد أعجبت بمستوى المشاركات في هذا المعرض الفريد، وجذبتي الكثير من الأعمال الفنية المشاركة، على رأسها العمل المجسم لأسماء الله الحسنى للفنان العراقي صباح أربيلي.
وأضاف بقوله: "أشارك في هذا المعرض بلوحتين، الأولى رئيسية وتحمل سورة ’القدر‘ كاملة، استخدمت فيها عصرين من فنون الخط العربي، الكتابة من العصر الفاطمي والزخارف من العصر المملوكي، واستخدمت فيها الذهب الأصلي من عيار 23." وأوضح: "تشهد فنون الخط العربي تطوراً مستمراً، فكل يوم هناك جديد في الأنماط والأساليب والأدوات وشكل الحرف، كما يستخدم الخطاطين الفن التشكيلي في لوحاتهم، وكانوا فيما قبل يضعون حروفاً مركبة في لوحاتهم التشكيلية من دون معنى أو نص، ولكن في هذا المعرض بدأ الخطاطون المشاركون في كتابة نصوص كاملةً ذات معنى واضح ضمن لوحاتهم التشكيلية، وهذا هو الأفضل، فاللوحة التشكيلية الحروفية ذات المعنى الواضح هي بمثابة اللوحة التشكيلية الصحيحة، أما اللوحة التشكيلية بحروف غير مفهومة فهي تمثل تشكيل لوني وليس خطي."
من جانبه، قال صباح الأربيلي، عراقي الأصل والمقيم في بريطانيا: "أشارك في المعرض بعشرة لوحات بالأسلوب التقليدي والأسلوب الحديث والمجسمات. وأشارك سنوياً في معرضين أو ثلاثة بدولة الإمارات العربية المتحدة. أقدم هذا العام أفكارا جديدة تتناسب وشهر رمضان الكريم، وأتمنى أن تحظى بتفاعل وإعجاب الجمهور."
وأردف قائلاً: "تتضمن لوحاتي التشكيلية حروفا وجملا ونصوصا كاملة، وحرصت على كتابة النص في أعلى اللوحة بخط مفهوم حتى يتسنى للجمهور قراءة النص المكتوب في اللوحة التشكيلية الحروفية. وقد أعجبتني بشدة فكرة المعرض وإقامته في مركز تسوق متميز مثل دبي مول، كما أن تصميمه وتنسيق ألوانه ليس تقليدياً، ففنون الخط العربي تجذب الكثير من الأجانب ومحبي الفنون الإسلامية، وهذا الموقع استراتيجي ويساعد على جذب الجمهور من جميع الجنسيات لمشاهدة الأعمال المشاركة في المعرض، ومن ثم فهو لا يقتصر على الفنانين فقط كالمعارض التي تقام في صالات خاصة."
جدير بالذكر أن الفنان صباح الأربيلي، يعد سفيراً لفن الخط العربي في الدول الغربية، وبريطانيا بشكل خاص، في وقتنا الراهن، ويحرص الأربيلي الذي فاز بإحدى أرفع جوائز "ملتقى رمضان لخط القرآن" بدبي في دورته الأولى، على الاشتراك في مختلف الفعاليات المتخصصة بهذا المجال في دبي، إيماناً منه بقيمة الدور الذي أصبحت تلعبه الإمارة في تعزيز انتشار وحضور هذا الفن عالمياً، وإسهامها في إعادة إحياء ألقه وتميزه.
وقد قدم مجسماً على شكل 99 فرعاً لشجرة كبيرة تتعانق فروعها بطريقة فنية غاية في الإبداع، كتب على كلّ فرع منها اسم من أسماء الله الحسنى يحمل صفة من صفاته العظيمة. وقد صنع المجسم من مادة الأكريليك.
وعن مشاركته في المعرض، قال الفنان مصعب الدوري من العراق: "أشارك في المعرض بثلاث لوحات استخدمت فيها الخط الكوفي، ذلك لأن الخط الكوفي من الخطوط البسيطة ولكن الصعبة من حيث التكوين، فدائماً ما يكون هذا الخط مربع أو مستطيل لتكوين أشكال هندسية. وقد حرصت على كسر الرتابة في التشكيل الحروفي، فهناك ستة مربعات في كل لوحة، منهم مربع بشكلٍ غير منتظم. وبمناسبة شهر رمضان، استخدمت حديث رسولنا الكريم r القائل فيه: (شهر رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار)، فنلاحظ في اللوحة الأولى كلمة ’رحمة‘ باللون الأزرق الفاتح وهو لون السماء، وأما اللوحة الثانية فكتب عليها ’مغفرة‘ باللون الأخضر وهو لون الجنة، وأما الثالثة فكتب عليها ’عتق من النار‘ بألوان متدرجة من البرتقالي إلى الأصفر. وتشكل اللوحات الثلاث موضوعا واحدا، وهو فضائل شهر رمضان، الذي يقام فيه هذا المعرض المتميز."
وأوضح الدوري بقوله: "أشارك في معارض فنون الخط العربي بدولة الإمارات العربية المتحدة على مدى عشر سنوات، وقد جذبني موقع إقامة المعرض وسهولة عرض اللوحات بلا أي تعقيد. حيث يعرض المعرض اللوحات بالأسلوب الكلاسيكي من الخارج، يليه إلى الداخل الأسلوب الحديث ثم إلى الداخل تاريخ الخط العربي ومراحل تطوره على مر العصور. وقد تم تصميم المعرض بشكلٍ مضلع مميز يشبه خلية النحل، بما يعطي انطباعاً بالألفة والتعاون والتكامل فيما بين الفنانين والأعمال الفنية المشاركة. وقد جذبتني أعمال الفنان المصري المشارك بالمعرض أحمد الهواري، وهي لوحات بالخط الكلاسيكي، وكذلك أعمال الفنان ياسر العشري وغيرهم من الفنانين الشباب المشاركين. وأود في الختام توجيه الشكر لحكومة دبي ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي والقائمين على المعرض لحسن استضافتهم والتنظيم الرائع لهذا المعرض الفريد."
ويشارك في المعرض 28 فناناَ، من بينهم 12 من داخل الدولة و14 من العالمين العربي والإسلامي و2 من إسبانيا، والذين سيشاركون في المعرض بـ 70 لوحة، بالإضافة إلى 5 قطع نحتية. ومن بين الأسماء المشاركة: صباح الأربيلي من العراق، ونورا غاريسيا من إسبانيا، وعدي إبراهيم الأعرجي من العراق، ويعقوب شاورية من الأردن، وتاج السر حسن من السودان، وعبد الرزاق المحمود من سوريا، ومحمد صفر باتي من الجزائر، ومحمد مندي وفاطمة الياسين من الإمارات، وصلاح عبد الخالق من مصر، وبهمن بناهي من إيران.
ويصاحب المعرض أنشطة متنوعة مثل وجود بعض الخطاطين الذين سيقومون بكتابة أسماء الجمهور بأسلوب رائع وبالمجان، كما ستكون هناك شاشات تعرض أفلاماً وثائقية حول الخط العربي.
يذكر أن "ملتقى دبي الرمضاني" يحظى هذا العام برعاية كبيرة من أبرز الرعاة الاستراتيجيين وهما: المكتب للثقافة والإعلام، ومبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي، إلى جانب الرعاة الرئيسيين سعيد ومحمد النابودة القابضة، وصديقي القابضة، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وملبار للذهب والماس، وشبكة قنوات دبي، وفليكر شو للإنتاج ذ.م.م. والرعاة الداعمين: موانئ دبي العالمية، وإينوك، وتماني مارينا فندق وشقق فندقية، وآي فون إسلام، وباور برينت.