بعد النجاح الذي لاقاه ديوانها الأول (رائحة الياسمين)، ووسط حالة الحروب والدمار التي تعيشها الكثير من بلداننا العربية في السنوات الأخيرة، أصدرت الكاتبة والإعلامية السورية ياسمين حناوي جديدها الشعري الذي حمل عنوان (فلامنكو) عن الدار العربية للعلوم ناشرون ليكون كما يصف اسمه رقصة للحب والفرح والحياة، هادفةً من خلاله لنشر رسالتها الخاصة بتحدي الظلم وجمع التعددات واحتضان الثقافات والتآلف مع السلام ومقاومة الحروب.
وحول هذا الديوان تتحدث حناوي قائلة: "عقب عامين تماماً على صدور ديواني الأول رائحة الياسمين والمتناول لقضايا المرأة والحب والوطن، أحببت في ديواني فلامنكو أن أخصص رسالتي بشكل أكبر، وأجعلها محصورة في إطار العيد، فكم من الأعياد التي باتت تمر علينا دون أن نشعر بطعمٍ لها، وكم من الأفراح التي تهرب من بين قلوبنا دون أن نستغلها أو أن نشعر حتى بهواء مرورها، لذا أهدي كل قصائدي المندرجة في هذا الكتاب لكل إنسان محروم من العيد أو باحث عن العيد أو محتاج للعيد في هذه الأرض المعمورة".
وقد تناولت حناوي العديد من القضايا الشائكة الخاصة بوطنها سوريا وبالوضع الإنساني الجاري فيه، فنجدها تقول:
لا نريدُ (يوبيلات) فضية وذهبية..
ولا ألماسية..
نريدُ أن ننامَ ببعضِ أمان..
ونختصرُ أرقامَ الأيتام..
وألّا تطولَ قائمةُ المحكومين بالإعدام..
أن نمحوَ الوداع..
ونمحوَ القحط..
ونزرعَ الفلَّ والزنبقَ والريحان..
أن نُشعلَ (اللمبة)..
نأكلُ الخبز..
وألّا تقطعَ القذيفةُ تلك الأحضان..
وعلى المقلب الآخر نراها شاعرية تذكر الأب والأم والصديق والحبيب بمواضع متعددة، إذ تقول:
لا تُعجبني الفراشاتُ إن لم تكن خلفيةً لحضورِك..
لا يعنيني المطرُ دون طوقِ ذراعيك..
ولا يهمّني كلُّ هذا الفرح إن لم يكن في عيدِك..
لن أعدَّ النجومَ إن لم يُشاركني لسانُك..
ولن أُسمّي الياسمينَ ياسميناً إن لم أقطفْه من بلادِك..
ويضم (فلامنكو) بين طياته (رائحة الياسمين) 29 قصيدة تنتمي لفئة الشعر الحر، مذيلة بتواريخ كتابتها، ومرتبطة بمناسبات عديدة، ونذكر منها: "إلى قديسة"، "ملكة الطوارق"، "الأربعة العجاف"، "كرات الصوف"، "الثانية عشر"، "فلامنكو"، "عذراء"، "ليلة عيد"، "القصيدة البيضاء"، و"على ضفاف الجنة" وغيرها، ويذكر أن هذا الكتاب بات متوفراً في المواقع الالكترونية، وسيكون متوفراً في أهم المكتبات العربية خلال أيام.