نجحت شركة التعدين العربية السعودية "معادن" باستئناف عمليات التشغيل لمصنع الأمونيا الواقع ضمن مجمع شركة معادن للفوسفات في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، وذلك دون أدنى مشكلات بعد أن تمكنت الشركة من إجراء إصلاحات فنية في المبادلات الحرارية للمصنع وإكمال إنجازها بنجاح والإعلان عن استئناف عمليات التشغيل بتاريخ 4 سبتمبر 2015.
وأكدت الشركة بأن هذا التوقف الذي استمر 14 يوماً من تاريخ 21 أغسطس 2015 لم يؤثر على سير العمليات الإنتاجية في مصنع فوسفات ثنائي الأمونيوم الذي يعتمد إنتاجية على وفورات الأمونيا التي حرصت معادن على توفير المخزون الكافي منها لدعم المصنع، فضلاً عن عدم تأثر قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها، مع عدم وجود أي تأثير جوهري على نتائج الشركة المالية.
وساهم في تجنب الشركة أي نقص في الإمدادات طاقة المصنع الضخمة البالغة 1.1 مليون طن سنوياً التي تشكل الخام واللقيم لمصنع فوسفات الأمونيوم الثنائي وطاقته ثلاثة ملايين طن سنوياً، في وقت يضم مجمع شركة معادن للفوسفات أيضاً مصنع حامض الفوسفوريك بطاقة 1,5 مليون طن، ومصنع حامض الكبريتيك بطاقة 4.5 مليون طن وبإجمالي حجم استثمار بلغ 21 مليار ريال.
وأتى هذا التوقف في غضون منجزات مطمئنة وأداء مميز حققتها شركة معادن للفوسفات عام 2014، حيث نجحت بتجاوز إنتاجها من حمض الفوسفوريك حاجز المليون طن ولأول مرة منذ بدء إنتاجها، ما نتج عنه تجاوزت المبيعات كل الأرقام القياسية السابقة، حيث زادت بنحو 31% و18% بالنسبة لثنائي فوسفات الأمونيوم والأمونيا على التوالي، مقارنة بعام 2013، وتجاوز إنتاج ثنائي فوسفات الأمونيوم وأحادي فوسفات الأمونيوم مليوني طن، وبلغت العائدات ذروتها على الإطلاق، إذ وصل صافي المبيعات 5.4 مليارات ريال، وكان التقديم الناجح لأحادي فوسفات الأمونيوم وثنائي فوسفات الأمونيوم الملون في الأسواق الإقليمية والعالمية إنجازاً بارزاً آخر، في وقت أظهرت تقارير وفقا لأسعار السوق بوصول قيمة رأس مال سوق أسمدة ثنائي فوسفات الأمونيا إلى 25 مليار دولار سنويا، بينما تصل قيمة رأس مال سوق اليوريا إلى حوالي 46 مليار دولار سنويا، في ظل وجود بوادر مبشرة تشير استحواذ معادن على حصة تتراوح ما بين 15- 20% من حصة الإنتاج العالمي.
وكان قطاع الفوسفات في شركة معادن قد شهد زيادة في الإنتاج والأرباح نتيجة لعكف شركة معادن للفوسفات لمضاعفة جهودها بشكل مستمر للوصول إلى طاقتها الإنتاجية المستهدفة، وتحسن معدل الإنتاج، وتخفيض التكلفة، إضافة إلى التحسينات التي أجريت على قسم المبيعات والتسويق.
وبالنظر لأوضاع السوق العالمي ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن إنتاج الغذاء العالمي بحاجة إلى أن يرتفع بنسبة 70%، وأن يتضاعف في البلدان النامية، وذلك لتلبية الاحتياجات المتوقعة لسكان العالم الذين سيبلغ تعدادهم تسعة مليارات نسمة عام 2050م، مما يجعل الحاجة ملحة إلى رفع إنتاجية الأسمدة الفوسفاتية لمقابلة هذا الطلب المتزايد على الغذاء، وتنتج شركة معادن سمادين من الأسمدة الفوسفاتية الأكثر استخداماً على نطاق واسع في الزراعة الحديثة، هما ثنائي فوسفات الأمونيوم، وأحادي فوسفات الأمونيوم، وتخطط الشركة لتصبح واحدة من كبريات الشركات الموردة لكلا السمادين في العالم.
ويتحدد الطلب على الأسمدة عبر توقعات إنتاج المحاصيل التي يحركها استهلاك الغذاء، والطلب على أغذية الحيوانات، والألياف الطبيعية، والوقود الحيوي،. ومع توقع زيادة النمو السكاني العالمي بنحو 1.5% سنوياً، يتوقع خبراء السوق أن يزيد الطلب على ثنائي فوسفات الأمونيوم وأحادي فوسفات الأمونيوم بما يزيد على 2% سنوياً، ليصل إلى 30.3 مليون طن عام 2018م، الأمر الذي يدعم موقف الشركة التنافسي في سوق الفوسفات العالمي بشكل دائم.