أكد إعلاميون ومتخصصون في الشؤون الأكاديمية أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت مثالاً ونموذجاً حياً للوسطية في المنطقة، وذلك في ضوء سياساتها العميقة التي تستشرف المستقبل، وتساوي بين الجميع، وتنطلق من قيم التسامح والإعتدال في التعامل مع الأحداث والمواقف والقضايا الإقليمية والعالمية.
جاء ذلك خلال ندوة (الإعلام والتفكير الوسطي)، التي عقدت ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في قاعة الفكر ضمن مبادرات المجلس الوطني للإعلام، وحضرها كل من: سعادة مقصود كروز المدير التنفيذي لمركز هداية الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف، والإعلامي حمد عبيد الكعبي، رئيس قسم المحليات والتحقيقات في صحيفة الإتحاد، وأدارها الإعلامي طارق الزرعوني مذيع رئيسي أول في شركة أبو ظبي للإعلام.
استهل الإعلامي حمد الكعبي ورقة عمله خلال الندوة بالحديث عن الوسطية، وذكر بعض الحقائق اللغوية والتفسيرية عن مفردة (الوسط) مبيناً أن الإعلام الإماراتي هو جزء من منظومة وسطية متكاملة، ومرآة عاكسة معبرة لطبيعة مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة المعروفة عالمياً بأمثلة التسامح والوسطية الكثيرة التي تزدهر على امتداد إماراتها السبع.
من جهته عرف سعادة مقصود كروز بمركز هداية، مبيناً أنه جاء استجابة للمتغيرات الدولية التي اجتمعت لمكافحة التطرف العنيف خلال الاجتماع الذي جرى في نيويورك عام 2011، واقتراح الإمارات استضافته تأكيداً منها على أهمية تعزيز قيم التسامح والاعتدال بعضوية 12 دولة من كبار الدول العالمية.
وفي ضوء خبرته الميدانية والمهنية الإعلامية التي تمتد إلى نحو 15 سنة، أكد الإعلامي حمد الكعبي أن وسطية الإعلام الإماراتي تتمثل في أنها تنظر لجميع الأطراف خلال طرح القضايا الإعلامية بوسائلها المختلفة على مسافة واحدة من المساواة في حق إبداء الرأي دون تفضيل رأي على آخر، وأن حق الرد مكفول للجميع، وأن طرح أي موضوع لا يتم إلا بمشاركة جميع أطرافه.
وفي 5 محاور أساسية أوجز سعادة مقصود كروز أهم انجازات مركز هداية، وذلك عبر جملة من البحوث والإصدارات التي تدعم سياسات وممارسات مكافحة التطرف العنيف، ومجموعة من البرامج التدريبية في مجال بناء القدرات مثل دور الإعلام ودور وسائل التواصل الاجتماعي، ودور المجتمع والأسرة، ودورات لأئمة المساجد، واستضافة مجموعة من الفعاليات السنوية ضارباً لذلك بمجموعة من الشواهد الحية.