كتبت الباحث دينيس رويز في معهد واشنطن مقالاً مطولاً في الواشنطن بوست يحكي فيه عما لمسه من زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية من تغيير كبير سيؤثر ايجاباً على السعودية والمنطقة حيث يقول دينيس رويز أن رؤية ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان لا تقل في أهميتها وقدرتها على النجاح عما فعله كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية مع وجود فارق مهم وهو ان ولي العهد ينوي "استعادة الاسلام" كما قال وليس ادخال العلمانية على البلاد.
ومن المفارقات التي لمسها رويز هي أنه لم يرى أي من المشككين بالرؤية داخل المملكة بل سمع أصواتهم من الخارج فقط، حيث زار رويز كلية ريادة الأعمال ومؤسسة مسك وأجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية ومركز اعتدال وأثار إعجابه الإشراك الكبير للمرأة في كل القطاعات والدور المهم للشباب ما دون سن ال30 والحوار الحي المفتوح بين الفئات الشابة في السعودية وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم بكل أريحية والأهم من ذلك الحماسة والطاقة الكبيرة الذي يحملها هؤلاء الشباب المصرين على التغيير وتطبيق رؤية ولي العهد التي أصبحت قضيتهم.
ويقول رويز إن ما يجعل حملة التغيير ورؤية ولي العهد في المملكة العربية السعودية ذات مصداقية عالية هو محليتها وتأييدها من قبل المواطنين السعوديين إذ أنها جاءت من الداخل ولم تكون رداً على أي ضغوط خارجية..كما يرى رويز الرؤية السعودية للتغيير بمثابة ترجمة لأفكار وطموحات الشباب السعودي والجيل الحالي المستعد للتغيير حيث قابل رويز في احد المراكز الاعلامية في السعودية شبان تحدثوا إليه بكل صراحة عن طموحاتهم وأملهم بالتغيير..
ويرى رويز ما يحدث في السعودية على أنه الخيار الأفضل على الاطلاق في ظل الاضطرابات والصراعات التي تستهلك المنطقة ويتوقع أن يكون التحول الحالي للمملكة العربية السعودية نقطة تحول هامة للعالم العربي وليس لمنطقة الخليج فقط حيث تعد رؤية ولي العهد النموذج الأول الناجح للتنمية في البلاد العربية منذ صيحات القومية والعلمانية أو الاسلامية التي كان يطلقها زعماء كجمال عبد الناصر وصدام من جهة أو الاخوان المسلمين وتفرعاتهم من جهة أخرى.
وأخيراً يرى رويز في النجاح السعودي نجاح لأهم حلفاء الولايات المتحدة وتعزيز للأمن والاستقرار حيث يربط البلدان مشتركات تاريخية كثيرة كما ستكون زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الشهر القادم فرصة لتعزيز العلاقات ومن المتوقع أن توافق واشنطن على زيادة أعداد طلبة الدراسات العليا السعوديين في أميركا على الرغم من أن ادخال المزيد من الأجانب يتعارض مع سياسات ادارة ترامب.