تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يفتتح مساء اليوم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2018م، تحت شعار (الكتاب.. مستقبل التحول)، بمشاركة أكثر من 500 دار نشر عربية وعالمية، فيما تحل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة (ضيف الشرف) للمعرض، التي يأتي اختيارها تجسيداً لعمق العلاقات القوية بين البلدين الشقيقين، وامتداداً للروابط الدينية والثقافية والاجتماعية الوطيدة التي تربط بين المملكة والإمارات، وترسيخاً للروابط التاريخية بينهما، وللإرث العربي والإسلامي الكبير الذي تزخر به، ولما لها من إسهامات كبيرة في تعزيز الثقافة العربية والإسلامية من خلال المبادرات والفعاليات الثقافية التي تنهض بها دولة الإمارات الشقيقة إلى جانب المملكة في العديد من ميادين الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي، ما يجعل من ضيف الشرف في هذه الدورة على درجة مهمة من العمق والشراكة المستقبلية في الأدوار الخليجية والعربية والإسلامية.
كما ستكون ضيف الشرف في هذه الدورة للمعرض حاضرة من خلال عدة مسارات في معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، وذلك من خلال دور النشر الإماراتية التي دأبت على المشاركة في نسخ المعرض المنصرمة، إلى جانب مشاركة الإمارات الشقيقة من خلال جناح الشرف الذي أعد لها في مركز صالة العرض الرئيسة، إلى جانب ما سيسهم به المثقفون والمثقفات الإماراتيون من تقديم مشاركاتهم عبر البرنامج الثقافي وعبر الفعاليات المصاحبة، وذلك من خلال ما يحفل به المعرض في هذه الدورة من برنامج ثقافي متنوع، ومن ورش تدريبية ومهارية مختلفة، إلى جانب عرض العديد من (المبادرات) والتجارب الإثرائية على المستويين المؤسسي والآخر الفردي، التي ستشكل روافد معرفية وثقافية وإضاءات للعديد من التجارب الرائدة محلياً وخليجياً وعربياً وإقليمباً ما يزيد من عمق المحتوى الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يأتي امتدادًا لعمق النجاحات التي استطاع المعرض أن يحققها عبر مسيرة تراكمية من التطوير المستمر الذي دأبت على متابعته وتسديد مساراته وزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، ما جعل من المعرض أبرز معارض الكتاب العربي، في ظل ما يشهده من إقبال جماهيري متنامٍ من عام إلى آخر، الأمر الذي تعكسه القوة الشرائية للمعرض، الذي يقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، خلال الفترة من 14 وحتى 24 من الشهر الجاري، في ظل أجواء ربيعية لا تزال تتمتع بها العاصمة خلال هذه الأسابيع.
وقد عقدت وزارة الثقافة (المؤتمر الصحفي) ظهر يوم أمس بحضور المشرف على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالرحمن العاصم، ومدير المعرض محمد العتيبي، وسالم القحطاني مدير الشؤون الهندسية، والمتحدث الإعلامي عبدالله المغلوث، ورئيس اللجنة الثقافية أحمد طابعجي، حيث قال العاصم لـ(الجزيرة): حرصت وزارة الثقافة والإعلام في هذا العام على الإفادة من الملاحظات السابقة واستثمار مقومات النجاح التراكمية للمعرض، وفي هذه الدورة حرصت إدارة المعرض على تطبيق خدمة «الباركود»، وذلك تحقيقاً لثلاثة أهداف، الأول يتمثل في ضمان سعر الكتاب خدمة لزوار المعرض، بينما يجسد ثاني الأهداف، تكوين قاعدة معلوماتية إحصائية دقيقة عن حجم المعاملات المالية في المعرض التي يتفرع منها الأكثر اقتناء، إضافة إلى القضاء على ظاهرة (الفاتورة والبوابة) التي إلى جانب كونها صورة غير جيدة، فهي تسبب بعض الزحام على بوابات المعرض، الذي يشهد إقبالاً جماهيرياً متزايداً من عام إلى آخر، خاصة في ظل الأجواء التي تتمتع بها الرياض هذه الأيام، موضحاً في حديثه لـ(الجزيرة) أن الوزارة حرصت في هذه الدورة امتداداً لدورات سابقة على تطبيق «معيارية المشاركة» التي تم إعداد ضوابط دقيقة من شأنها الارتقاء بالنشر المحلي والعربي، ما ينعكس على جودة النشر، وقيمة المشاركة، ومن ثم إعطاء الدار ذات المعايير المتميزة مساحة أكبر في هذه الدورة.
وقال العاصم: حرصت الوزارة على أن يواكب المعرض ما تشهده بلادنا من تطور في مختلف المجالات بدءاً بالشعار والهوية، وحجم المشاركة، ونوعية الحضور الثقافي المتكامل في حضرة الكتاب، وما سيصحبه من برامج ثقافية وورش مختلفة، حيث يشارك في هذه الدورة (725) دار نشر، من ( 73) دولة، إضافة إلى (56) ورشة تدريبية ومهارية متنوعة، إلى جانب الاهتمام النوعي بجناح الطفل، الذي زاره العام (20000) طفل، موضحاً أن المعرض في هذا العام يشهد تطويراً في العديد من مساراته التنظيمية والثقافية، إذ تم إعداد خطة لنقل الزوار عبر باصات سياحية ترددية من خلال نقاط بعيدة عن المعرض، لكون قربها منه لم يحقق الهدف المنشود، مردفاً قوله: خروجاً من الإحراج وما يتبادله شريحة من المثقفين من تكرار المدعوين في كل عام، فقد أسندت الوزارة الدعوات إلى الأندية الأدبية وفروع جمعيات الثقافة والفنون في مختلف المناطق، مشيراً إلى أن ما تتناقله بعض وسائل التواصل المجتمعي فيما يتعلق بذوي الإعاقة بأن وكالة الوزارة سعت إلى مختلف الجمعيات منذ شهرين للتنسيق في كل ما يتعلق بتقديم الخدمات لهذه الشريحة إلا أن الوزارة لم تجد أي رد من أغلب الجهات المعينة بذوي الإعاقة، مؤكداً أن (19) لجنة، تعمل إلى جانب العديد من الجهات الحكومية التي تسعى متضافرة الجهود للرقي بهذا المحفل الوطني، وليظهر في مختلف جوانبه بما يجسد المكانة الثقافية والحضارية للمملكة، مشيراً إلى أن أجنحة الجهات الحكومية المشاركة، تم نقلها في هذه الدورة من صالة العرض (الرئيسة) إلى الصالة رقم (5) ضمن الخطوات التطويرية التي توصلت إليها إدارة المعرض في هذه الدورة من منطلق استقراء مشاركتها في الدورات السابقة.
من جانب آخر، وصف مدير المعرض محمد العتيبي، أن البرامج المصاحبة لهذه الدورة عنيت بالتنوع والمواكبة فيما يتعلق بنوعية البرامج، أو ما يتصل باهتمامات الجمهور وفي مقدمتهم فئتا الشباب، وبرامج الطفل، التي تأتي إلى جانب البرنامج الثقافي الذي يتفرع منه الندوات والأمسيات في فنون أدبية وإبداعية مختلفة، إلى جانب (ماراثون الترجمة) وتنفيذ عرض ثلاثي الأبعاد لأول مرة، وما ستشهده الورش المصاحبة من تتنوع وموضوعات حيوية ومهمة وعرض لتجارب ثقافية وإبداعية متنوعة، موضحاً أن عدد الموقعين من الجنسين بلغ (282)، بواقع (109) من الرجال، و(173) من النساء، مختتماً حديثه أن المعرض سيشهد (20) مبادرة قراءة، فيما سيتم تكريم (5) مبادارت قرائية يعلن عنها خلال أيام المعرض.