اختتم معرض سي بي إتش آي الشرق الأوسط وأفريقيا 2019، الحدث الرائد عالمياً في الصناعات الدوائية فعالياته بنجاح في العاصمة الإماراتية أبوظبي بمشاركة 234 شركة عارضة وأكثر من 3,100 زائر من 98 دولة.
تم افتتاح هذا الحدث في 16 سبتمبر من قبل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، حيث أقيم في وقتٍ تشهد فيه الصناعات الدوائية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نمواً ملحوظاً وسط توقعات تشير إلى ارتفاع حجم هذه الصناعة في المنطقة إلى 41 مليار دولار بحلول عام 2022.
وفي هذا الإطار، قالت كارا تيرنر مديرة العلامة التجارية لمعرض سي بي إتش آي الشرق الأوسط وأفريقيا: "عملنا هذا العام على تعزيز النجاح الذي حققناه في الدورة الأولى من المعرض العام الماضي، وتأكيد أهميته في دعم وتطوير الصناعات الدوائية في جميع أنحاء المنطقة".
وأضافت تيرنر: "شهدنا خلال دورة العام الحالي اهتماماً كبيراً من قبل العديد من العارضين الذين وقعوا عقود جديدة للتواجد في معرض سي بي إتش آي 2020، كما أنهم أبدوا رغبتهم في حجز منصات وأجنحة بمساحات أكبر لضمان تحقيق المزيد من النجاحات. يتمحور هدفنا لدورة العام المقبل حول جذب أعداد أكبر من المندوبين رفيعي المستوى، واستقطاب المزيد من الزوار والعارضين والمتحدثين الرسميين".
وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية، جمع هذا الحدث الذي أقيم تحت رعاية وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة مختلف الشركات العاملة في الصناعات الدوائية والتي تغطي كافة مراحل سلاسل التوريد من الأبحاث الطبية حتى الجرعة النهائية والمكونات التي تدخل في هذه الصناعة، كما شهد مشاركة واسعة لأبرز المصنعين والموردين والمشترين في قطاع الأدوية.
تم تقسيم المعرض إلى خمسة قطاعات متميزة في الصناعات الدوائية، حيث يجمع القسم الأول (CPhI) بين المشترين والمصنعين والموردين للمكونات والمنتجات الدوائية، فيما يتيح القسم الثاني (FDF) الفرصة للاجتماع مع الشركات المصنعة في مختلف جوانب سلسلة توريد الأدوية، أما القسم الثالث (ICSE) فهو يوفر فرصة للعاملين في قطاع الأدوية للتواصل مع شركات الأبحاث وشركات تعاقدات الصناعات الدوائية، ويستعرض القسم الرابع (P-MEC) أحدث الأجهزة والمعدات الدوائية ومقدمي التقنيات المبتكرة، فيما يستضيف القسم الخامس (InnoPack) أحدث الابتكارات والحلول المتكاملة في مجال التغليف وأنظمة توصيل الدواء.
وقد كشفت الأبحاث التي أجريت خلال المعرض أن أكثر من 75٪ من الزوار لديهم قوة شرائية، وهو ما يسهم في التواصل بين العلامات التجارية الرائدة في هذا المجال على غرار "باشيم" (Bachem) السويسرية و"بي دي" (BD) التي يقع مقرها في فرنسا، بالإضافة إلى "فاسودا فارما تشيم" الهندية وشركة "نيوفارما" الإماراتية وأبرز الشركاء الرئيسيين.
وخلال حفل الافتتاح، ألقى سعادة الدكتور أمين حسين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع سياسة الصحة العامة والتراخيص في وزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات كلمة رئيسية حملت عنوان "الرعاية الصحية والمستحضرات الصيدلانية في كافة أنحاء المنطقة"، تطرق فيها إلى عددٍ من المواضيع الرئيسية بما في ذلك التركيز على أنظمة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط، وخلق قيمة للمرضى والمجتمع، والاستثمار في عمليات البحث والتطوير، وإلقاء نظرة عامة على تهيئة بيئة تنظيمية ذكية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
من جانبه ناقش الدكتور فيصل بن دايل، رئيس اللجنة الوطنية للصناعات الدوائية في المملكة العربية السعودية الخطط الرامية إلى تطوير هذه الصناعات مستقبلاً ضمن رؤية المملكة 2030.
وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور بن دايل قائلاً: "تحتل صناعة الأدوية والمستحضرات الصيدلانية موقعاً هاماً ضمن رؤية المملكة 2030. لذا فقد أدركت الهيئة التنظيمية واللاعبين المحليين في هذه الصناعة وكذلك الشركات العالمية المصنعة للأدوية أهمية هذه المبادرة وبدأت تعمل على تعزيز وتطوير الصناعة المحلية للأدوية في السعودية".
وبالانتقال إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، سلّط مارتن ترونكويت، المؤسس والشريك الإداري لشركة "إنفومينيو" (Infomineo) الضوء على معدل نمو الإنفاق على الأدوية، وأشار إلى الفرص المتاحة للشركات المصنعة للأدوية لإنتاج الدواء محلياً في هذه المنطقة. وقد ظهر هذا النمو في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشكلٍ واضح عبر نمو أعداد الزوار من هذه المنطقة تحديداً بنسبة 21% في معرض هذا العام مقارنةً بعام 2018.
يستضيف معرض سي بي إتش آي العالمي للأدوية عدداً من المعارض والفعاليات التي تقام في مختلف الأسواق العالمية بما فيها أوروبا وأمريكا الشمالية وكوريا والصين والهند واليابان وجنوب شرق آسيا، مستقطباً أكثر من 100,000 متخصص في مجال صناعة الأدوية سنوياً.