نظمت ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط سلسلة جلسات حوارية افتراضية، في إطار استعدادها لتنظيم معرض بيوتي وورلد الشرق الأوسط في الفترة 23-25 نوفمبر 2020 في مركز دبي التجاري العالمي، وهو المعرض التجاري العالمي الأكبر في المنطقة لقطاع منتجات التجميل والعافية، بمشاركة مجموعة من أبرز خبراء القطاع تحت عنوان "نمو قطاع التجارة الإلكترونية ودوره في رسم ملامح جديدة لقطاع مُستحضرات التجميل".
وناقشت الجلسات مجموعة الفرص والتحديات التي يفرضها الواقع الصحي الجديد، مايدفع قطاع مُستحضرات التجميل للتركيز على تجارب التسوق الإلكترونية، مع الحفاظ على معايير الثقة والمصداقية والشفافية التي تشكّل عناصر أساسية لتجارب المستهلكين عموماً.
وأكد الخبراء المشاركون في الجلسات على العوامل التي عززت دور مواقع التواصل الاجتماعي كوسائل إعلامية رئيسية بالنسبة للمُستهلكين الذي يعتمدون بشكلٍ متزايد على تقنيات التواصل الرقمية. وأوضح المشاركون أن موقع إنستاجرام وما يُقدمه من محتوى مرئي شديد التنوع بات يُعتبر اليوم وسيلة التواصل الأفضل بالنسبة لقطاع مُستحضرات التجميل والعناية بالجمال، ولكن ذلك ترافق مع تغيّرات في أسلوب تفاعل المستهلكين نتيجة الحرص على مواكبة مقتضيات الواقع الصحي الجديد.
وبهذا الصدد، أكدت نور التميمي، الرئيس التنفيذية لمجموعة بيداشينج هولدينج، المشغل الرائد والحائز على جوائز لصالونات التجميل والعناية بالأظافر وتصفيف الشعر وخدمات السبا، أن جائحة كوفيد-19 أجبرت إدارة الشركة على إعادة دراسة منهجيتها في الترويج والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت التميمي بهذا الصدد: "سعينا جاهدين قبل تفشي جائحة كوفيد-19 لبناء صورة مثالية لعلامتنا التجارية، ولكن سُرعان ما أدركنا أن ذلك لن يُحقق نتائج مُجدية بالنظر إلى التحديات التي تواجه المُستهلكين. ولذا تحولنا إلى التركيز على التفاعل مع جمهورنا بطريقة أكثر واقعية، بالتوازي مع إجراء استطلاعات للرأي لاكتشاف الطرق المفضلة للمستهلكين، تعززت ثقتنا بضرورة مواصلة هذا النهج".
وحظيت مداخلة التميمي بتأييد ليون ريجو، الرئيس التنفيذي وكبير المحللين الاستراتيجيين في شركة خدمات الإعلان "إيلفين 777"؛ الذي أكد بأن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً هم أكثر المؤثرين حالياً في تغيير الإجراءات التي تتبعها الشركات على أرض الواقع. وتعليقاً على ذلك، قال ريجو: "لا يتردد أبناء هذا الجيل في توجيه انتقادات حادة عندما يتعلق الأمر بمعايير الشفافية والمصداقية".
بدورها، نوّهت سميرة ألفت، مؤسِّسة شركة "سميرة ألفت لمستحضرات التجميل"، أن القطاع سيشهد تسارع وتيرة الاعتماد على الأسواق الإلكترونية، التي قد تغدو مُنافساً مُحتملاً لمواقع التجارة الإلكترونية ذات المكانة الراسخة، ما سيدفع شركات القطاع للاهتمام أكثر بتلك الأسواق ضمن إطار استراتيجياتها الترويجية.
وتُقام سلسلة الجلسات الحوارية عبر الإنترنت تحضيراً لانطلاق معرض بيوتي وورلد الشرق الأوسط الذي ستُقام فعالياته خلال شهر نوفمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي. في حين أكد تقرير صادر عن شركة أبحاث السوق الاستراتيجية يورومونيتور إنترناشيونال، الشريك الرسمي للفعالية، بأن تنظيم معرض بيوتي وورلد الشرق الأوسط يتزامن مع تزايد اعتماد المستهلكين في المنطقة على التجارب الرقمية المريحة.
وأشار التقرير إلى أنه مع تزايد عدد منصات التجارة الإلكترونية، سيلجأ المستهلكون إلى المنصات التي يرتاحون في التعامل معها، ومن هذا المنطلق، فإن وسائط التواصل الرقمي الفعالة ستكون بالغة الأهمية. كما حدد التقرير زيادة الاعتماد أبرز شركات التجميل على المحادثات الافتراضية وتقنيات الواقع المعزز وروبوتات الدردشة الآلية وتجربة المنتجات بشكل افتراضي. كما ورد في التقرير: "ستحتفظ تجارب العملاء السلسة وعالية المرونة بأهميتها الكبيرة في استقطاب أبناء جيل الألفية وما بعدها في المنطقة".
وتوقعت شركة يورومونيتور قبل تفشي جائحة كوفيد-19 أن يُسجل قطاع التجارة الإلكترونية لمستحضرات الجمال والعناية الشخصية نمواً عشرياً في المنطقة خلال العام الجاري؛ حيث سجل القطاع في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت نمواً عشرياً. ويشير التقرير الأخير إلى احتمال أن تضطر شركات القطاع في المنطقة خلال فترة ما بعد الجائحة إلى التكيّف بشكلٍ أكبر مع مقتضيات الواقع الجديد للحفاظ على الإمكانات والفرص المتاحة لها.
كما ورد في التقرير: "فرضت جائحة كوفيد-19 تغيرات جذرية، وخاصة بالنسبة إلى أبناء جيل الألفية وما بعدها. ومن الضروري في هذا الإطار اكتساب فهمٍ مُتعمق حول طرق التسوق التي سيعتمدها أبناء هذا الجيل ونوعية المنتجات التي تهمهم. ويتعين على العلامات التجارية الفاخرة إظهار قدرٍ أكبر من المرونة فيما تستخدمه من قنوات رقمية، والتحول إلى تجارب البيع بالتجزئة التي كانت تندرج سابقاً خارج نطاق اهتمامها، بالإضافة إلى التركيز بشكلٍ أكبر على ترسيخ مفهوم منتجات الرفاهية ذات التكلفة المعقولة".