كشف بحث عالمي أصدرته شركة مايكروسوفت أن الشركات تؤمن بأن أقصى فائدة يمكن تحقيقها من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على صعيد الأعمال تكمُن عندما يتم الجمع بين عملية تبني ونشر هذه التقنية مع مبادرات المهارات التي تركز على المهارات التقنية والشخصية.
وتأتي هذه النتيجة وفقاً لاستطلاع رأي شمل أكثر من 600 موظف ومدير في الشركات الكبرى عبر جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث ركز البحث على المهارات اللازمة لتحقيق التنمية والازدهار في خضم تزايد تبني الشركات الإماراتية لتقنية الذكاء الاصطناعي ، وبالتالي أتاح البحث لتلك المؤسسات رؤى ثاقبة حول أفضل المجالات التي يمكنها التركيز عليها في استثماراتها.
وبهذا الصدد ، علق إحسان عنبتاوي الرئيس التنفيذي للعمليات والتسويق لمايكروسوفت الإمارات "إن اقتصاد دولة الإمارات يتسم في كونه ذو جودة تقنية عالية ، ويعود الفضل في ذلك إلى مبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 الرامية إلى دفع عجلة الفرص الاقتصادية والاجتماعية الجديدة للمواطنين ؛ والحكومات ؛ والشركات ؛ إلى جانب تحقيق طفرة تنموية كبيرة ، علماً أن كل ذلك يقع في أعلى هرم أولويات الاقتصاد الإماراتي الحالي".
وأردف عنبتاوي قائلاً " تُحلل هذه الدراسة الجديدة الكيفية التي يحقق بها قادة الذكاء الاصطناعي قيمة إضافية حقيقية على صعيد الأعمال ، وذلك من خلال بناء بيئة أعمال جديدة قائمة على رفع مستوى مهارات المؤسسات ، وإعادة تشكيل القوى العاملة لجعلها جاهزة للمستقبل. وأود التنويه بأن المدراء وأصحاب القرار الذين أتاحوا لموظفيهم السبق في هذا التوجه تمكنوا من تسخير القدرات الكامنة المتأصلة من قيمة الذكاء الاصطناعي ، وذلك ساهم بدوره في ضمان زيادة قدرة شركاتهم على أن تكون أكثر مرونة وتكيفاً ومرونةً".
وقد صرح (93٪) من كبار القادة في الشركات الإماراتية الأكثر نضجاً وتطوراً من حيث تبني الذكاء الاصطناعي الذين شملهم الاستطلاع ، بإنهم يعملون بشكل فعال على بناء مهارات الأيدي العاملة لديهم أو على نحو آخر يمتلكون خطط فعلية للقيام بهذه الخطوة ، في حين أقر ما يقرب من ثلثي الموظفين في هذه الشركات ، أي بنسبة (78٪) أنهم استفادوا بشكل ناجح ومُجدي من برامج إعادة تأهيل المهارات.
كما أظهر البحث أن الشركات التي تُعطي الأولوية لتقنيات الذكاء الاصطناعي تهتم في نفس الوقت بالتركيز على ضمان صقل مواهب موظفيها. بحيث تمتلك هذه الشركات خطط عملية لتنمية مهارات الموظفين عبر كل فئة - بدءاً من مهارات تحليل البيانات المُتقدم والتفكير الحيوي وصولاً إلى مهارات الاتصالات والابتكار.
علاوة على ذلك ، كشف البحث أن جميع الموظفين في الإمارات العربية المتحدة الذين شملهم الاستبيان حرصوا بنسبة (97٪) منهم على المشاركة في مبادرات إعادة تأهيل مهارات الذكاء الاصطناعي. بينما أفاد (77٪) من الموظفين العاملين في منظمات تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متقدم بأن مؤسساتهم تعمل بطرق فعالة على اعدادهم لمستقبل رقمي قائم على مواكبة النمو المتزايد لاستخدام هذه التقنية.
وأضاف عنبتاوي قائلاً "إننا نشهد ظهور حقبة مشرقة بين تلك الشركات التي تسعى إلى استخراج أقصى قيمة ممكنة من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ، ويظهر ذلك جلياً من خلال إدراك هؤلاء القادة بأهمية امتلاك المهارات المناسبة لتمكينهم من اغتنام الفرص الكبيرة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي ، وبالتالي ستساهم عملية رفع مستوى مهارات الأيدي العاملة في هذا المجال إلى زيادة نسبة تمكين مؤسساتهم بشكل عام".
ومن الجدير بالذكر أن مايكروسوفت أنشأت منظومة للتدريب الافتراضي صممت خصيصاً من أجل معالجة فجوة المهارات لدى القوى العاملة وتمكين الموظفين المتخصصين من الحصول على المهارات اللازمة لمواكبة الوظائف المستقبلية. كما تعد مبادرات مثل Microsoft Cloud Society جزءاً من هذا الإطار ، حيث وصل عدد المستفيدين من هذه المبادرة إلى أكثر من 256,000 ألف عضو في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. فضلاً عن منصات مثل AI Business School التي تعمل على تمكين الأفراد عن بُعد من الارتقاء بمهارات عديدة تشمل مجالات مثل الذكاء الاصطناعي ؛ والحوسبة السحابية ؛ والبيانات ؛ إضافة إلى الأمن.