من المسارات التي عملت عليها الهيئة السعودية للسياحة خلال موسم "شتاء السعودية " إبراز تجارب "السياحة الريفية المستدامة" التي أصبحت أحد الأنماط المفضلة على خريطة السياحة السعودية؛ لأنها تضم مجموعة متنوعة من المنتجات والوجهات، ويشارك فيها عدد من أصحاب المصلحة المختلفين؛ من "السُّياح" و"السكان المحليين" في الوجهات الريفية، وهي تُسهم بدرجة كبيرة في تحقيق عدد من الأهداف التنموية والاقتصادية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وإيجاد فرص العمل لشباب وفتيات الوطن.
وما يميز "السياحة الريفية المستدامة" تلبيتها لاحتياجات السياح والوجهات المضيفة، بل تحمي وتوسع الموارد والإمكانات للأجيال القادمة، كما أن لها دوراً محورياً في تحفيز وتطوير الأنشطة الاقتصادية والثقافية والبيئية، مثل: "الزراعة، والإنتاج المحلي للأغذية، والحرف والمشغولات اليدوية"، وتتضمن عدداً من التجارب والأنشطة المختلفة مثل: رياضة المشي على الجبال "الهايكنج"، و"تسلق الجبال"، و"ركوب الخيل"، والرياضات البحرية مثل "الصيد"، و " الغوص".
ويرى الأستاذ المساعد بقسم السياحة والفندقة بجامعة أم القرى في مكة المكرمة الدكتور علي القاسم أن "مصطلح التنمية الريفية " ظهر للمرة الأولى في الجزء الأخير من القرن العشرين، وهي عملية سياحية تستند إلى ضمان الاتساق بين العولمة الاقتصادية والبيئة، والتنمية المستدامة على فترة زمنية طويلة.
يُقسم القاسم السياحة الريفية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، الأول "السياحة التراثية والثقافية" التي تهتم بزيارة الأماكن التاريخية والأثرية والثقافية، والنوع الثاني "السياحة الطبيعة"، بما في ذلك الحياة البرية والنباتية والحيوانية، وأما النوع الثالث فهي "السياحة الزراعية" المتخصصة في زيارة المزارع، أو الأنشطة الزراعية، أو الأعمال الزراعية التي يذهب لها السُياح بغرض التمتع والمعرفة، والمشاركة في أنشطة المزرعة أو التشغيل، بما في ذلك أسواق المزارعين، وأكشاك الطرق، وقد يمتد الأمر إلى الإقامة لليلة أو أكثر في المزرعة؛ لروعة الأجواء البيئية التي يحظى بها قاصدوها من المواطنين والمقيمين.
يذكر أن الهيئة السعودية للسياحة دشنت موسم "الشتاء حولك" الذي يستمر حتى نهاية مارس المقبل في أكثر من 17 وجهة محلية؛ لتقديم ما يزيد على 300 باقة وتجربة سياحية، من خلال أكثر من 200 شركة من منظمي الرحلات والمشغلين السياحيين؛ لاكتشاف ما تحويه مناطق المملكة من تنوع جغرافي ومناخي جاذب خلال فصل الشتاء، يتراوح بين الأجواء المعتدلة اللطيفة والباردة، إلى جانب الاستمتاع بالأنشطة السياحية المعدّة لكل فئة من فئات المجتمع.