فوز ريباكينا بلقب ويمبلدون يتوج "رحلة صعود" عرقلتها الجائحة

ربما بدا فوز إيلينا ريباكينا لاعبة كازاخستان بلقب بطولة إنجلترا المفتوحة /ويمبلدون/ واحدة من المفاجآت الكبيرة في هذه النسخة من البطولة، ولكن متابعة مشوار ريباكينا مع اللعبة في السنوات القليلة الماضية يؤكد أن فوزها بأحد الألقاب الكبرى لم يكن سوى مسألة وقت.

وتوجت ريباكينا /23 عاما/ المصنفة 23 عالميا بلقب النسخة 135 من ويمبلدون بالفوز الثمين 3-6 و6-2 و6-2 في النهائي على التونسية أنس جابر المصنفة الثانية عالميا والمصنفة الثالثة للبطولة.

وتوجت ريباكينا بهذا الفوز مسيرتها الحافلة بالكفاح في مباريات هذه البطولة كما ترجمت بنجاح قصة صعودها وتقدمها في عالم التنس على مدار السنوات القليلة الماضية، والتي تأثرت مثل باقي اللاعبين واللاعبات بجائحة كورونا حيث أربكت أجندة البطولات واستعدادات الرياضيين في 2020 و2021 .

وبدأت ريباكينا مسيرتها في 2020 بشهرين رائعين على مستوى المنافسة في البطولات التي خاضتها عندما كانت لا تزال في الـ20 من عمرها.

وأحرزت ريباكينا لقب بطولة هوبارت الدولية ليكون الثاني لها في مسيرتها الرياضية كما بلغت النهائي في بطولات شنجن وسانت بطرسبرج ودبي، وحققت 19 انتصارا مقابل 4 هزائم في البطولات التي خاضتها مطلع ذلك العام، حسبما أفادت الرابطة العالمية لمحترفات التنس.

وبعدها، ضربت الجائحة استقرار البطولات وحرمت اللاعبين واللاعبات في مختلف الرياضات من التدريب بالشكل المناسب إضافة للإصابة التي تعرضت لها ريباكينا بعد هذه البداية القوية في 2020 والتي أبعدتها عن التدريبات لشهرين ونصف الشهر.

وفي 2021، أحرزت ريباكينا تقدما ملحوظا في مستواها بعد أزمة 2020 وبلغت دور الثمانية في فرنسا المفتوحة /رولان جاروس/ ثم الدور نصف النهائي في ويمبلدون وأحرزت برونزية أولمبياد طوكيو.

وتوجت ريباكينا هذا المستوى الجيد لها في 2022 بلقب ويمبلدون أمس والذي جعلها أول لاعبة من كازاخستان تفوز بلقب إحدى البطولات الأربع الكبرى كما أنها أصغر لاعبة تحرز لقب ويمبلدون منذ فوز التشيكية بيترا كفيتوفا باللقب في 2011، ورابع أصغر بطلة في البطولات الأربع الكبرى من بين اللاعبات اللاتي ينشطن حتى الآن في عالم التنس بعد إيما رادوكانو /19 عاما/ وإيجا شواتيك /21 عاما/ وبيانكا أندريسكو /22 عاما/ .

وقدمت ريباكينا في ويمبلدون مسيرة مميزة للغاية على مدار أسبوعين وأكدت أنها تتمتع باللياقة البدنية والذهنية التي تؤهلها للتواجد بين نخبة اللاعبات في عالم اللعبة.

وشهدت كل من المباريات الثلاثة الأولى لها في البطولة شوطا فاصلا كما شهدت مباراتها في دور الثمانية مجموعة ثالثة حاسمة، ولم تكن مباراتها في المربع الذهبي سهلة على الإطلاق في مواجهة الرومانية سيمونا هاليب المصنفة الـ16 للبطولة.

واجتازت ريباكينا كل هذه الاختبارات حتى بلغت النهائي أمام التونسية أنس جابر /27 عاما/ لتجد نفسها أمام ترشيحات قوية للمنافسة التونسية ذات المسيرة الرائعة في 2021 و2022، ولكنها تغلبت على هذه الضغوط العصبية أيضا وبددت أحلام النجمة التونسية التي خاضت هي الأخرى أول نهائي لها في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى.

وحققت ريباكينا الفوز أمس لتكون أول هزيمة لأنس جابر بعد 11 انتصارا متتاليا .. كما أن ريباكينا أصبحت أول لاعبة منذ 2006 تفوز بلقب ويمبلدون بعد التأخر بمجموعة في المباراة النهائية.