الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان توقع عددًا من الاتفاقيات لتسريع منظومة الاستدامة في دولة الإمارات ضمن استعداداتها لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28
اختتمت هيئة "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي UICCA" مشاركتها في أسبوع أبوظبي للاستدامة بنجاح. فعلى مدار سبعة أيام نظّمت الهيئة عددًا من ورش العمل المتخصّصة واستضافت جلسات حوارية وحلقات نقاش، أسّست خلالها لعلاقات شراكة وتعاون مع العديد من الأطراف في القطاع، في إطار سعيها لاتخاذ خطوات هامة لتسريع جهود الاستدامة في الدّولة.
وكانت هيئة "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي" قد تأسست في العام 2022، بهدف تقديم خدماتها كمركز فكر ومُسرع لجهود تحول دولة الإمارات نحو تحقيق هدف "الحياد المناخي" بحلول العام 2050 وما بعده. وخلال مشاركتها في أسبوع أبوظبي للاستدامة، وقّعت الهيئة عددًا من الاتفاقيات مع مؤسسات عالمية مرموقة من بينها "المجلس الأطلسي" و"غرفة التجارة الأمريكية" وشبكة "كونفيرجنس" للتمويل المختلط، و"التحالف العالمي من أجل كوكب مستدام" (GASP). ويشير توقيع تلك الاتفاقيات إلى مدى طموح واتساع أهداف الهيئة بالإضافة إلى حرصها على تطبيق أفضل السياسات والممارسات، لتسريع تحول الدولة نحو الاقتصاد الأخضر.
وفي تعليق لها على أهمية توقيع مثل هذه الاتفاقيات، قالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي لهيئة المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي UICCA:"جاء تأسس الهيئة، مستندًا إلى رؤية تتمحور حول ربط جميع الجهات الفاعلة وذات العلاقة بالمنظومة الشاملة للاستدامة، وذلك من خلال توفير التوصيات السياسية المستنيرة وتوضيح التدابير العملية التي تمكّننا جميعًا من الوصول إلى الاقتصاد الأخضر. وعلى المستوى العالمي، تشارك الهيئة في جهود دفع الاستدامة عالميًا والمشاركة في وضع السياسات ذات الصلة وتقييم مدى وملاءمتها لسياسات دولة الإمارات، فنحن أكثر من مجرد مؤسسة فكرية، حيث نعمل على تحويل الأفكار إلى واقع من خلال العمل والتعاون مع مؤسسات القطاعين العام والخاص لتبادل أفضل الممارسات والخبرات. وحرصنا خلال مشاركتنا في أسبوع أبوظبي للاستدامة على توضيح كل تلك الأهداف والرؤى، ونتطلع إلى العمل مع جميع شركائنا عن كثب خلال الأشهر والسنوات القادمة."
وتسعى "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي" إلى إثراء الحوار البنّاء حول الموضوعات التي تخص "دبلوماسية الطاقة والاستدامة"، وفي هذا السياق، وقّعنا اتفاقية مع "المجلس الأطلسي" لتأسيس علاقة طويلة الأمد، والاستفادة من خبرات "المجلس الأطلسي" في دفع الجهود الرائدة وتفعيل المشاركة الدولية، وحصر الأفكار وبناء المجتمعات التي من شأنها وضع السياسات التي تستجيب للتحديات العالمية الراهنة. وشاركت الهيئة في "منتدى الطاقة العالمي" التابع للمجلس الأطلسي الذي أقيمت جلساته ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، حيث تم اختيار الهيئة ممثلًا لدولة الإمارات في "ائتلاف المجلس الأطلسي" الذي يجمع الدول المشاركة في "منتدى منتجي الانبعاثات الصفرية" والذي سيعزز بدوره جهود تلك الدول لوضع إستراتيجيات تضمن تحقيق هدف الحياد المناخي.
وتعليقًا على ذلك، قال فريد كيمبي، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الأطلسي: "يسرنا في المجلس الأطلسي أن نعلن عن تعزيز تعاوننا مع هيئة "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي"، للعمل معًا نحو تحقيق أهداف سياسات المناخ والاستدامة والارتقاء بالجيل القادم من القيادات النسائية وتعميق العلاقات بين واشنطن ودولة الإمارات."
كما وقّعت الهيئة اتفاقية شراكة مع غرفة التجارة الأمريكية والتي تعد أكبر منظمة للأعمال في العالم. وتهدف الاتفاقية إلى تشجيع الشركات الأمريكية على استكشاف سُبُل تطوير الحلول المبتكرة والتقنيات الخضراء. وستعمل الهيئة بموجب هذه الاتفاقية كجسر لربط الشركات الأمريكية ومساعدتها على دخول وتوسيع نطاق أعمالها في منطقة الشرق الأوسط انطلاقًا من دولة الإمارات."
وحول توقيع الاتفاقية مع "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي"، قال مارتي دوربين، رئيس معهد الطاقة العالمية التابع لغرفة التجارة الأمريكية: "يُعد وجود مجتمع أعمال مؤثر أمرًا بالغ الأهمية لتطوير ونشر التقنيات والأنظمة المبتكرة التي تسهم في تحقيق طموحاتنا المناخية المشتركة. لذلك يسعدنا ويشرفنا العمل مع الشيخة شما والهيئة لتحديد شركات الابتكار وتلك التي يمكن أن تقودنا نحو تحقيق هذا الهدف. كما سيكون لهذه الشراكة انعكاساتها على تعميق العلاقات الاقتصادية وتحديد الفرص المجدية للشركات الأمريكية لتطوير علاقات جديدة في دولة الإمارات والتعاون لدفع الحلول المناخية."
ويعد هدف تسهيل دخول شركات الابتكار والممارسات المستدامة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضًا محورًا أساسيًا للاتفاقية التي وقعتها "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي" مع "كونفيرجنس" الشبكة العالمية للتمويل المختلط التي تعمل على بناء مجتمع يتمحور حول أفضل الممارسات في مجال توجيه رؤوس الأموال نحو المشاريع التي تسهم في الحد من تغير المناخ والتكيف معه في الأسواق الناشئة. ويُعرَّف التمويل المختلط بأنه الاستخدام الإستراتيجي لرؤوس الأموال الواردة من المصادر العامة أو الخيرية وتوجيهها نحو الأسواق الناشئة بطريقة تحقّق نتائج إيجابية لكل من المستثمرين والمجتمعات. واستضافت الهيئة بالتعاون مع شبكة "كونفيرجنس" ثلاث ورش عمل ناجحة لبناء القدرات مع القطاع العام وصناديق الثروة السيادية ومشاركين من القطاع الخاص لاستكشاف أفضل السُبُل للاستفادة من التمويل المختلط في المنطقة."
وفي هذا السياق، قال جوان إم لاريا، الرئيس التنفيذي لشبكة كونفيرجنس: "من شأن إضافة خبراتنا في مجال التمويل المختلط إلى التزام "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي" فيما يخص العمل المناخي ومعرفتهم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن تقودنا نحو تأسيس شراكة طبيعية تسهم في تفعيل دور التمويل المختلط كأداة للعمل المناخي والتنمية المستدامة في المنطقة وخارجها. ويسعدنا التعاون في هذا المجال ونتطلع إلى فتح آفاق جديدة للتمويل المختلط معًا."
وتتمثل أحد الجوانب الرئيسية لمنهج عمل هيئة "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي" في نظرتها الشاملة تجاه قضايا المناخ وقدرتها على رصد التحديات باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المنظومة. ويشاركها في ذلك "التحالف العالمي من أجل كوكب مستدام" (GASP) الذي وقّعت معه الهيئة اتفاقية اليوم. ويركز التحالف على تبني الأفكار التي تتمتع بالقدرة على إحداث التغيير وتحقيق أهداف الاستدامة. ويعمل التحالف على تحفيز الشراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية ورواد الأعمال ومناصري قضايا المناخ والمستثمرين العالميين للاستفادة من التمويل الخاص للصالح العام على مستوى العالم."
وقالت ساتيا إس تريباثي، الأمين العام للتحالف العالمي من أجل كوكب مستدام" (GASP): "إن ندرة الأفكار أو الاستثمارات لا تعد بحد ذاتها العائق الرئيسي أمام تدفق التمويلات الخاصة بجهود المناخ في الاقتصادات الناشئة، بقدر ما يتعلق الأمر بمدى تضافر جهود جميع أصحاب المصلحة. فالتعاون فيما بين الشبكات متعددة الأطراف والقطاع الخاص والحكومة والجهات المانحة قادر على استقطاب رؤوس الأموال المبتكرة وإنشاء شراكات هادفة قادرة على تحقيق نتائج مناخية إيجابية على مستوى المنظومة ككل. وستعمل الاتفاقية الموقعة اليوم مع هيئة "المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي" على دفع الحلول الرائدة من خلال تأسيس تحالفات بين أصحاب المصلحة على مستوى المجتمعات والدول والقارات ".