خلال جلسة ثقافية أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول من قمّة اللغة العربية
قال الناقد الأدبي والأكاديمي السعودي عبد الله الغذامي إن اللغة تخلق حالة من التآلف، فكلما تعلمنا لغة، تآلفنا مع ناطقيها، وقد جمعت اللغة العربية ناطقيها مع اختلاف القوميات والمعتقدات من المحيط إلى الخليج، ونحن ننتمي إلى اللغة العربية اختياراً، والهوية بمعنى اللغة ليست ذات بعد عنصري عدواني يحدث التباعد والانفصال، بل هي على العكس الرابط الذي يوحد ويجمع، وهي الثابت الوحيد في ظل المتغيرات جميعها، وكل من يتكلم اللغة العربية هو عربي.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة ثقافية بعنوان "اللغة والهوية العربية"، أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول من قمّة اللغة العربية التي تنظّمها وزارة الثقافة والشباب بالشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية، بمشاركة نخبة من الخبراء والأدباء والأكاديميين والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم مجموعة من القضايا التي تخدم النهوض بواقع اللغة العربية والارتقاء بها.
وقال الغذامي في حديثه خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية الإماراتية سماح العبّار عن موضوع شعار القمّة هذا العام وهو "اللغة وصناعة الهوية"، وأضاء على العلاقة التي تربط ما بين اللغة والهوية ومدى أهميتها في تشكيل الهويات المجتمعية للمنطقة العربية والدور الذي تلعبه باعتبارها حاضنة للكثير من المنجزات الحضارية.
وأضاف:" علينا قبل الدخول في مصطلح الهوية أن نؤسس للمصطلح نفسه ونوضّحه بالشكل الأمثل، فالهوية معنى عربي قديم ومتصل وتعني البئر العميقة، في دلالة واضحة على العمق والتجذر، وكلما تقدمت اللغة العربية، نراها تجذب معها ماضيها وذاكرتها ودلالاتها ووجدانها، فهي تحمل في داخلنا عقول السلف، فالكلمات مغروسة في عقولنا، وفي الوقت الذي نقول فيه إن اللغة بئر، نراها أيضاً نهراً منساباً، نحن آبار تتحرك في اللغة نفسها، بمعنى هي نهر وبئر عميق وانسياب".
وختم الغذامي حديثه بالقول:" لغتنا جميلة عظيمة ليس فيها عيوب والتعريف بها ونشرها يحتاج إلى تشجيع غير الناطقين بها لتعلمها والإقبال عليها، وقبل قرنين من الزمن احتاجت الولايات المتحدة الأمريكية إلى اختيار لغة لها في مرحلة التأسيس ووقع الاختيار على الإنكليزية، ولو وقع الاختيار على العربية لكانت اليوم هي لغة العالم".
وأضاف:" إن تبني اللغة الإنكليزية من قبل دولة عظمى تمتلك التكنولوجيا وأدوات التواصل أدى لأن تكون هذه اللغة عالمية وفي المقام الأول نظراً لحاجة الناس لها، ولدورها في تسهيل أمور حياتهم من تواصل وفرص عمل وغيرها، وهذا الأمر الذي يجب علينا تبنيه في حال رغبنا بنشر اللعة العربية، فلا أحد سيقبل على تعلم لغتنا لمجرد أنها جميلة فقط. اللغة يجب أن تكون ضرورة، وعنده فقط سوف تنتشر".