ينطلق في 16 يناير 2016 أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يتصدر الأحداث والمحافل الدولية المعنية بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة عقب اتفاق باريس للمناخ الذي تم التوصل إليه مؤخراً. ويؤكد هذا الأسبوع اهتمام دولة الإمارات بالتنمية المستدامة في مختلف القطاعات وفقاً لرؤية واستراتيجية شاملة. ويجمع أسبوع أبوظبي للاستدامة نخبة من صنّاع القرار والسياسيين وقادة مجتمعات الأعمال والباحثين الأكاديميين من حول العالم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بهدف بحث الخطوات العملية القادمة المزمع اتخاذها للتعامل مع التحديات الملحة التي تواجه دول العالم والتي تشمل التنمية المستدامة وتبني الطاقة المتجددة وتحقيق الأمن المائي والخروج بحلول اقتصادية مجدية يمكن للقطاع الخاص تطبيقها.
ويتمحور أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، حول عدد من الركائز الرئيسية وهي تطوير السياسات، والقيادة، وتعزيز الأعمال، ونشر التوعية والتعليم والابتكار. وتنعكس تلك الركائز بشكل مباشر من خلال الأنشطة والإعلانات والنقاشات التي ستجري ضمن برنامج الأسبوع لهذا العام ويشارك بها مجموعة من رؤساء الدول والوزراء والوفود الدولية والجهات الأكاديمية لمناقشة أهم قضايا التنمية المستدامة، بما في ذلك الاحتياجات المتنامية للطاقة والمياه، وتحديات التوسع العمراني، وأثر تغير المناخ. ومن المتوقع أن تستضيف الفعالية أكثر من 80 وزيراً و33 ألف شخص يمثلون أكثر من 170 دولة لحضور الحوارات المختلفة والمؤتمرات والمعارض والفعاليات التي ستقام خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2016.
وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر":" تسير دولة الإمارات بخطى ثابتة تجاه تحقيق أهدافها وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية على نحو متسق، فنحن وبفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة ملتزمون بتأمين النمو المستدام وفقاً لرؤية استراتيجية شاملة، تتضمن تنويع الاقتصاد بما يشمل كافة القطاعات الأساسية ومن ضمنها قطاع الطاقة المتجددة، حيث ستعزز مساعينا لتنويع مصادر الطاقة من مركزنا العالمي المتقدم في أسواق الطاقة بكافة أنواعها، وستسهم في ترسيخ عناصر السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم ".
وأضاف معاليه:" يأتي أسبوع أبوظبي للاستدامة ليؤكد حرص دولة الإمارات على النهوض بمجال التنمية المستدامة التي باتت تمثل اليوم جزءاً أساسياً من خطط الدولة الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل وبناء رأس المال البشري، فالإمارات أصبحت واحدة من أسرع المجتمعات نمواً وتطوراً ومواكبة للعصر بفضل استشراف قيادتها للمستقبل، ويعد ضمان أمن واستدامة الطاقة محور رئيسي في استراتيجية الدولة، والابتكار أداة رئيسة للمحافظة على هذا المحور، ونحن في دولة الإمارات أيضاً ملتزمون بتعزيز جهودنا في هذا الشأن من خلال مشاريعنا المتعددة في مجال الطاقة النظيفة، والتشجيع على اعتمادها كجزء أساسي من مزيج الطاقة".
وتتبلور ركائز الأسبوع من حيث تطوير السياسيات فهو يعد أكبر تجمع عالمي حول التنمية المستدامة، يعمل على تعزيز أطر التعاون متعدد الأطراف، واتخاذ القرارات الجريئة اللازمة لاستيعاب تطلعات أجيال الغد، والنمو السكاني السريع. والقيادة، إذ يشكل الأسبوع منصة عالمية تسلّط الضوء على ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في معالجة القضايا الحاسمة التي تحدد أجندة الاستدامة، مثل الابتكار والأمن المائي. وتعزيز الأعمال، حيث يعمل الأسبوع على ترسيخ مكانة أبوظبي باعتبارها مركزاً دولياً للطاقة والتنمية المستدامة، ويجمع صانعي القرار العالميين في مجال الأعمال للاستفادة من الفرص الاقتصادية الملموسة للطاقة النظيفة وأمن المياه. ونشر التوعية والتعليم والابتكار، من خلال اضطلاع الأسبوع بدور محوري في تنمية الوعي وتحفيز النقاش العام والعمل لمعالجة القضايا الحيوية الإقليمية للتنمية المستدامة، والمتمثلة بكفاءة استخدام الطاقة والحفاظ على المياه وإعادة تدوير النفايات، وتعزيز الاقبال على البحث العلمي والابتكار باعتبارها محاور أساسية لتحقيق الازدهار، حيث يقوم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بدور رئيسي في هذا الشأن من خلال احتضانه لأربعة مراكز أبحاث تم تأسيسها بالتعاون مع مجموعة من شركاء القطاع تشمل مؤسسات رائدة في القطاعين الحكومي والخاص.
ويستهل أسبوع أبوظبي للاستدامة فعالياته بالركيزة الأولى وذلك بالاجتماع السادس للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) بين 16 – 17 يناير. وسيعمل الاجتماع على دفع وتيرة الحوارات وتطوير أطر الحوكمة الخاصة بالوصول إلى الطاقة المتجددة وتطبيقها. وتعتبر "آيرينا" التي تتخذ من مدينة مصدر مقراً لها، أول منظمة دولية حكومية متخصصة في قطاع الطاقة المتجددة وتضم في عضويتها 171 دولة.
أما الركيزة الثانية فتتمثل بحفل الافتتاح لأسبوع أبوظبي للاستدامة في 18 يناير والذي ستنطلق من خلاله أربعة أيام من المناقشات والتعاون بين قادة الطاقة في العالم. ويعقب الحفل " ملتقى أبوظبي لاتخاذ الاجراءات العملية"، الحدث رفيع المستوى الرامي إلى تحويل الأهداف العالمية الطموحة إلى حلول سياسية عملية ومبتكرة واستثمارات وتقنيات وشراكات.
كما سيتم الإعلان عن الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة ضمن حفل توزيع الجوائز الذي يقام في 18 يناير. وكانت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات قد أطلقت الجائزة البالغة قيمتها أربعة ملايين دولار بهدف تكريم الجهود المتميزة في قطاعات الطاقة المتجددة والاستدامة.
بدوره، يستضيف "ملتقى السيدات للاستدامة والطاقة المتجددة" أول مؤتمر له ليوم كامل في 20 يناير. وسيتم خلال المؤتمر الإعلان عن شراكات جديدة تهدف إلى تمكين مزيد من النساء للمساهمة والريادة في قطاع التنمية المستدامة.
ومن جانب آخر سيجمع برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل الذي يشرف عليه معهد مصدر ممثلين محليين ودوليين على هامش المؤتمرات والبرامج التي تتخلل القمة العالمية لطاقة المستقبل.
وضمن ركيزة تطوير الأعمال وفي إطار تعزيز مكانة أبوظبي باعتبارها مركزاً دولياً للطاقة والتنمية المستدامة، يستضيف أسبوع أبوظبي للاستدامة مرة أخرى القمة العالمية لطاقة المستقبل، والقمة العالمية للمياه، ومعرض "إيكوويست" خلال الفترة بين 18 – 21 يناير، وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك).
وتعد القمة العالمية لطاقة المستقبل في دورتها التاسعة أبرز فعالية دولية ملتزمة بمناقشة سبل تطوير قطاع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتكنولوجيا النظيفة. وسوف يناقش المؤتمر المنعقد طوال أربعة أيام عدداً من المواضيع والقضايا الرئيسية حول الطاقة النظيفة، كما سيتضمن جلسات حول مستقبل الطاقة العالمي في ظل هبوط أسعار النفط، وتمويل مستقبل الطاقة، والمشاريع الجديدة في قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقضية تغير المناخ، والدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات في هذا الشأن.
من جانبها تركز الدورة الرابعة للقمة العالمية للمياه على معالجة تحديات ندرة المياه من خلال تعزيز التنمية المستدامة، والمشاريع الخاصة بتحلية المياه، وإعادة استخدام المياه، والاستثمار بعيد الأمد وفرص تطوير سوق المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والابتكارات الخاصة بمعادلة الماء والغذاء والطاقة، واستراتيجيات إدارة إمدادات المياه في المناطق الحضرية.
أما فيما يتعلق بنشر التوعية التي تعد إحدى المهام الرئيسية لأسبوع أبوظبي للاستدامة فسيتم خلالها رفع الوعي في دولة الإمارات حول أهمية التنمية المستدامة وتنويع مصادر الطاقة. ويضطلع الأسبوع بهذه المهمة عبر مجموعة متنوعة من البرامج التي يمكن للشباب التفاعل من خلالها مثل "أسبوع أبوظبي للاستدامة في المدارس"، والفعالية الحصرية للطلاب، وهي برنامج خاص بالطلاب سوف يشتمل على مناظرة بين شخصيات رائدة في مجال التنمية المستدامة والشباب الإماراتيين، وكذلك من خلال المهرجان في مدينة مصدر الذي يقام في الفترة 22-23 يناير، وستصب تلك الفعاليات في دفع عجلة الابتكار والبحث العلمي عند الشباب.