تزامناً مع فعاليات اليوم العالمي للإنترنت الآمن، التي تتواصل طوال شهر فبراير من كل عام، أطلقت حملة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، دراسة مسحيّة خاصة لقياس وعي طلبة المدارس بالأمن الإلكتروني، تستهدف خلالها 6 آلاف طالب وطالبة من مدارس القطاعين الحكومي والخاص في كلّ من مدن الشارقة، والوسطى، والشرقية في الإمارة.
وأعدّت الحملة استبياناً قبلياً وزّع على طلاب المدارس من مرحلة الصف السادس الابتدائي وحتى الثاني عشر ثانوي، بهدف استطلاع آراء الطلبة بشكل شامل حول علاقتهم بشبكة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعية المختلفة، وقياس علاقتهم بأحدث وسائل الاتصال من أجهزة وحواسيب لوحية ذكية.
وتعتزم الحملة بعد الانتهاء من الاستبيان الأول تنظيم ورش عمل، وأنشطة تفاعلية، وتثقيفية، إضافة إلى إطلاق عدد من الفيديوهات التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تستمر طيلة ثلاثة أشهر، لتوزع من جديد استبياناَ بعدياً يقدم مقارنة بمستوى وعي الطلبة بأهمية التعامل الآمن مع المواقع الإلكترونية، والاستخدام الصحي للأجهزة الرقمية، لتوفير مؤشر أداء حول نجاح هذه الورش.
واشتمل الاستبيان القبلي على جملة من الأسئلة التي تكشف علاقة الطلاب مع الواقع التقني، حيث تطرق إلى السؤال عن امتلاك الطلاب لأجهزة محمولة ذكية، والكشف عن طبيعة المواقع الإلكترونية التي يزورونها، بالإضافة إلى معرفتهم بقانون حقوق الطفل "وديمة" وقانون الجرائم الإلكترونيّة، إلى جانب التعمق في مسألة الأمن الإلكتروني أثناء تواجدهم على شبكة الانترنت من خلال أسئلة تتعلّق بكلمات السر، وطرق إعدادها، والتنمّر الإلكتروني، فضلاً عن محاور تتعلق بدور الأسرة والمدرسة في حلّ المشاكل التي يواجهها الطفل على الإنترنت.
وقالت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، رئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل: "نسعى عبر هذه الدراسة إلى توفير قاعدة بينات دقيقة، وموثوقة، تعكس مدى وعي الطلاب بأهمية الأمن الإلكتروني، وتكشف حجم إلمامهم بالأساسيات المتعلقة بالسلامة على الشبكة، بالإضافة إلى تحديد السلوكيات الخاطئة، ليتسنى لنا معالجتها وتصحيح الوعي العام بها، وتجاه الأمن الإلكتروني بصورة عامة".
وأضافت: "تنبع أهمية الدراسة المسحية من تزايد أعداد الأطفال -على الرغم من صغر سنهم- ممن يستخدمون الأجهزة الذكية، التي تسمح لهم بتصفح الإنترنت دون أي قيود في بعض الأحيان، الأمر الذي يرفع معدل تعرضهم لمخاطر الاستخدام غير الآمن للإنترنت".
وتابعت اليافعي: "ولأن الحملة تؤمن أن الأطفال وأولياء الأمور جزآن لا ينفصلان في الحديث عن سلامة الصغار، أطلقت الحملة دراسة ميدانية موجهة للأسر في إمارة الشارقة، تستهدف أولياء الأمور لرصد وعيهم بالأمن الإلكتروني لصغارهم، ووعيهم العام بكيفية حماية أطفالهم ومراقبة استخدامهم للشبكة".
وأشارت اليافعي إلى أن الحملة قامت في السابق بإطلاق دراسة مسحية قبلية وبعدية في مختلف مدارس الإمارة حول موضوع الإساءة ضد الأطفال، مؤكدةً أهمية مثل هذه الدراسات الاستقصائية الموجهة للأطفال، التي تهدف إلى جمع معلومات دقيقة للكشف عن أهم القضايا التي تؤثر على الطفل وسلامته النفسية والجسدية.
وتأتي الدراسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية، والشرطة المجتمعية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، وبرنامج خليفة للتمكين – الإمارات، والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ويدعمها عدد من الشركاء الاستراتيجيين، هم: المنطقة الحرّة لمطار الشارقة الدولي، وهيئة المنطقة الحرّة بالحمرية، وشراكة بلاتينية مع الإمارات للمدن الصناعية، والشريك الذهبي مصرف الشارقة الإسلامي وشراكة إعلامية مع مؤسسة الشارقة للإعلام.
وتعد الدراسة واحدة من فعاليات الدورة الثالثة من حملة سلامة الطفل، التي انطلقت في مارس 2017 تحت شعار "صغارنا آمنون إلكترونياً"، التي تستهدف الأطفال، وأولياء أمورهم، والقائمين على رعايتهم، بهدف تفعيل دور المؤسسات المجتمعية والأسريّة والتعليمية، لتحقيق أمن وسلامة الطفل الإلكترونية، إلى جانب تعزيز مفاهيم الاستخدام الأمثل للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن حملة سلامة الطفل هي إحدى مبادرات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تُنفذ تحت رعاية ودعم قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتهدف الحملة إلى نشر التوعية لضمان سلامة الأطفال وحمايتهم، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي لهم، من أجل الوصول إلى مجتمع يتمتع أطفاله بالصحة النفسية والسلامة الجسدية، في جو من الاستقرار الأسري والنفسي.