نظم المكتب الإداري "الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة"، المسؤول عن ملف ترشيح ثمانية مواقع في الإمارة لقائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، مجموعة من الزيارات الميدانية الهادفة إلى تعريف المجتمع المحلي وإدماجه في مشروع الترشيح، بالإضافة إلى إطلاعهعلى أهمية المشروع وتأثيره الإيجابي على إمارة الشارقة ودولة الإمارات في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياحية.
وشملت الزيارات المدن والمناطق التي تضم غالبية المواقع المرشحة، وهي: مدينة الشارقة التاريخية وخورفكان ووادي الحلو وفلي والذيد، وتضمنت لقاءات شخصية مع أهالي تلك المناطق بهدف الاستماع لهم، والتعرف إلى أبرز عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي المتبعة من قبلهم للمحافظة على ذاكرة المكان وحماية تراث مناطقهم الطبيعي والإنساني ونقله إلى الأجيال الجديدة.
وتأتي هذه الزيارات الميدانية بالتعاون مع المجالس البلدية في إطار تحقيق التواصل الثقافي، وإبراز ملامح الهوية الإماراتية على مستوى التراث العمراني ودور الشارقة في إحيائه والمحافظة عليه، إلى جانب الوقوف على أبرز ملامح وخصوصية كل منطقة عن غيرها.
وقالت خلود الهولي، مدير المكتب الإداري "الشارقة بوابة الإمارات المتصالحة":"يهدف تنظيم هذه الزيارات الميدانية إلى بناء حلقة وصل مع أهالي المناطق المرشحة وإشراكهم في مسيرة العطاء وحماية الموروث التراثي والثقافي والطبيعي لإمارة الشارقة، إذ لا يمكن الفصل بين سكان الأماكن وما تشتمل عليه من تاريخ وذاكرة، فهم جزء من هذا الإرث الحضاري الذي يبرز المكانة التاريخية المميزة التي تتمتع بها الإمارة محلياً وإقليمياً".
وشددت الهولي على أن نجاح مشروع الترشيح مرتبط بشكل وثيق بتوعية وإدماج المجتمع المحلي على كافة الأصعدة والمراحل، مضيفة: "هذا مشروع وطني يفخر به كل مواطن، وإمارة الشارقة رائدة في مجال الحفاظ على التراث والثقافة، وتملك من الأصالة والتاريخ ما يستحق توثيقه على الساحة العالمية في اليونسكو ".
وأعرب سعادة الدكتور راشد خميس النقبي، رئيس المجلس البلدي في خورفكان عن فخره بترشيح خورفكان لقائمة التراث العالمي في اليونسكو، مشيراً إلى أنه مشروع وطني سيرفع اسم الإمارات عالياً في واحدة من أهم المحافل الثقافية العالمية، مؤكداً على التزام المجتمع المحلي في خورفكان بضرورة المساهمة ودعم المشروع الذي سيعود بالفائدة على كافة فئات المجتمع.
ومن جهته قال السيد سالم خميس سعيد المزروعي إن: "وجود موقع وادي الحلو ضمن المواقع المرشحة هو فخر للامتداد البشري في وادي الحلو، فأهلهبذلوا جهوداً كبيرة لحماية التراث طوال الفترة الماضية ويتطلعون بفخر لأن يتم تتويج جهودهم بالتسجيل على قائمة التراث العالمي". وأضاف المزروعي: "الأماكن الأثرية كانت تحمي الأهالي في الماضي، ومن واجبهم في الحاضر والمستقبل رد الجميل لها والمحافظة عليها".
كما نظم المكتب ورشة عمل لعدد من المؤسسات والدوائر الحكومية بمقر معهد الشارقة للتراث، تضمنت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وهيئة الشارقة للآثار، ومعهد الشارقة للتراث، ومؤسسة الشارقة للفنون، وهيئة متاحف الشارقة، ومجلس الشارقة للتخطيط العمراني، ودائرة التخطيط والمساحة، وهيئة الشارقة للطرق والمواصلات، ودائرة الأشغال العامة، وهيئة الشارقة للكهرباء والمياه وممثلينعن بلديات الشارقة والذيد والمدام، وهدفت الورشة إلى تبادل الخبرات فيما بين المؤسسات وتوسيع نطاق التعاون المشترك بينها كل حسب اختصاصه، وتعزيز آليات التنسيق من أجل إنجاح المشروع، ووضع الشارقة على خارطة التراث العالمي.
وتم عقد الورشة بحضور سعادة د.عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث وسعادة منال عطايا مدير عام إدارة المتاحف بالشارقة؛ عضوي اللجنةالعليالملف ترشيح "الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة"، إلى جانب خلود الهولي مدير المكتب.
وأوضحت الهولي أن "ورشات العمل مع الدوائر والمؤسسات الحكومية المعنية بحماية المواقع التراثية والطبيعية في إمارة الشارقة ستتواصل بهدف ضمان استمرارية التنسيق بين الجهات المختلفة، ومناقشة آليات العمل المستقبلية، ووضع الخطوط العريضة التي سنتبعها من أجل تحويل المواقع المرشحة إلى وجهة ثقافية بارزة ومهمة تستقطب السيّاح من مختلف دول العالم، وتحافظ في الوقت نفسه على طبيعتها وتراثها الفريد".
وتشمل المواقع المرشحة كلاً من "مدينة الشارقة التاريخية"، الذي يضم عدداً كبيراً من المباني التاريخية والأسواق التجارية، و"حصن الشارقة" الذي يُعد أهم مبنى تاريخي في الإمارة، و"مطار المحطة الجوي" الذي شكل جسراً للتواصل بين الشرق والغرب، و"معسكر المرقاب" الذي أصبح رمز الأمن في المنطقة كونه نواة الجيش الإماراتي، إضافة إلى "حصن وواحة الذيد" الزراعية الواقعة على مفترق طرق تنقلات سكان الإمارات.
كما تضم المواقع أيضاً "قلعة فِلي" التي كانت تشكل نقطة دفاعية لحماية مصادر المياه وطرق القوافل الممتدة من شمال العين وواحة البريمي، و"وادي الحلو" الذي يعكس استقرار السكان وأسلوب حياتهم في الماضي، وأخيراً "قلعة خورفكان القديمة" والقرية التاريخية المحيطة بها والتي شكلت البوابة البحرية الشرقية للإمارة.
ويشكل تسجيل أي موقع على قائمة التراث العالمي اعترافاً دولياً بأهميته التاريخية ومصدر فخر تسعى إليه كل دول العالم، كما يُساهم عادة في إنعاش حركة السياحة، إذ يأتي السياح من كافة أنحاء العالم لرؤية هذا الموقع الذي صنع فرقاً في مجرى أحداث التاريخ البشري، وأثر بشكل كبير في الحاضر الذي يعيشه العالم حالياً.
يشار إلى أن ملف الترشيح "الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة"، يسلط الضوء على الدور الاستراتيجي الذي لعبته إمارة الشارقة في رسم ملامح المنطقة منذ القرن الثامن عشر، إذ كانت نقطة تلاقي وتواصل ربطت بين الإمارات المتصالحة والعالم الخارجي، فشكلت بوابة ومعبراً أساسياً لدخول الكثير من التطورات في مجال الاتصالات، والصحة، والتعليم إلى المنطقة، ولا تزال الأدلة المادية على ذلك محفوظة فيها إلى اليوم.