يجسد أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تعقد فعالياته افتراضيا خلال الفترة من 18 إلى 21 يناير الجاري النهج الخلاق لدولة الإمارات في ترسيخ دعائم الاستدامة والحد من آثار التغير المناخي.
وتحتل دولة الإمارات مكانة رائدة بين الدول الملتزمة بمواجهة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي حيث أعلنت نهاية العام الماضي تسليمها تعهداتها والتزاماتها الوطنية في اتفاقية باريس للتغير المناخي وذلك بتعهدها خفض انبعاثات الكربون بنسبة الربع قبل عام 2030.
وتدعم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" - الجهة المستضيفة لأسبوع أبوظبي للاستدامة - منذ تأسيسها عام 2006 الجهود العالمية لمواجهة تداعيات التغير المناخي، ويشكل الأسبوع أحد المنصات العالمية البارزة التي تركز على قضايا الطاقة والتغير المناخي نظرا لتزايد الاهتمام العالمي بمصادر الطاقة المستدامة بالتوازي مع الحاجة لحلول لتوليد الطاقة تحافظ على سلامة البيئة وتحد من الانبعاثات الكربونية.
ويتضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021 سلسلة من الفعاليات الافتراضية رفيعة المستوى والتي ستركز على استكشاف الفرص المتاحة من أجل تحقيق "التعافي الأخضر" في مرحلة ما بعد جائحة "كوفيد - 19 " وتتجسد أهمية هذه الدورة في كونها تشكل الحدث العالمي الرئيسي الأول لعام 2021.
ويوفر الأسبوع منصة رائدة تساهم في صياغة أجندة الاستدامة العالمية إضافة إلى العمل المشترك وتعزيز الفهم لأبرز التوجهات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي تسهم في تشكيل عالم اليوم.
كما يساهم من خلال مبادراته وفعالياته المختلفة في دفع عملية تبادل المعارف وتطبيق الاستراتيجيات وتطوير الحلول اللازمة لمواصلة مسيرة التقدم البشري ويوفر منصة عالمية للشركات من أجل تطوير أعمالها ومبادراتها أو المساهمة في جهودها لتسريع عملية نشر تقنياتها وتطويرها.
ويستقطب أسبوع أبوظبي للاستدامة مزيجا فريدا من خبراء القطاعات ورواد التكنولوجيا والجيل القادم من قادة الاستدامة من أجل تحفيز الحوار واتخاذ خطوات فاعلة تسهم في دفع أجندة الاستدامة العالمية نحو الأمام.
وتركز أجندة الأسبوع في دورتها الحالية على التعافي الأخضر ففي ظل هذه الظروف الاستثنائية أصبح الاستثمار في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حاجة ملحة بالنسبة للدول والحكومات خصوصا في ضوء ازدياد حجم التحديات المرتبطة بتحقيقها.
وتشمل فعالياته الافتراضية قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة والجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي وحوار الشباب ومنتديات القمة العالمية لطاقة المستقبل.
وتعد الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" من الفعاليات الهامة التي يستهل بها أسبوع أبوظبي للاستدامة أعماله كل عام وتضم "آيرينا" 161 من الدول الأعضاء و22 دولة قيد الانضمام سعيا للتحول لقطاع طاقة مستدام في المستقبل.
وتمثل الوكالة المنصة الأساسية للتعاون الدولي كما تعد مركزا للامتياز وللسياسات والتكنولوجيا والموارد والمعارف المالية في مجال الطاقة المتجددة وتعتبر السلطة النهائية لاتخاذ القرار في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
وتتضمن قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة التي تستضيفها "مصدر" ثلاث جلسات مدة كل جلسة ساعتين وتركز على ثلاثة محاور هي إعادة عجلة الحياة للدوران وتعزيز المسؤولية والتفاعل وممارسة الأعمال والاستثمار.
ويتم التطرق من خلال كل محور إلى القضايا والموضوعات الرئيسية التي من شأنها إفساح المجال أمام الفرص الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية لتحقيق التعافي الأخضر في العالم ما بعد جائحة "كوفيد - 19".
وسيسعى برنامج القمة إلى إيجاد حلول للتحديات العالمية الراهنة مع التركيز على تدابير الاستدامة التي تعتمد على التكنولوجيا ويقودها العنصر البشري.
وستستضيف مصدر خلال الأسبوع أيضا "حوار الشباب" والذي سيجمع شباب من مختلف أنحاء العالم افتراضيا لمناقشة سبل المساهمة بدور فاعل في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والخطة التنموية الشاملة للإمارات خلال الخمسين عاما المقبلة.
وتتضمن الفعالية سلسلة من الجلسات الحوارية والعروض التوضيحية التي يشرف عليها الشباب وذلك بهدف مناقشة سبل مساهمة الشباب بدور فاعل في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والخطة التنموية الشاملة للإمارات خلال الخمسين عاما المقبلة إضافة إلى تسليط الضوء على الطرق والأساليب الكفيلة بتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لمواكبة احتياجات الوظائف في المستقبل وكيفية العمل على فتح قنوات تواصل فعالة تكفل إيصال هذه المتطلبات إلى القادة حول العالم.
وتعد منصة "شباب من أجل الاستدامة" أحد المبادرات الرائدة التي أطلقتها "مصدر" بهدف الاستثمار في عنصر الشباب الذين يمثلون الفئة الأكثر أهمية في المجتمع وتطوير مهاراتهم بشكل عملي وتمكينهم ليصبحوا قادة للاستدامة في المستقبل.
وتنظم منصة "شباب من أجل الاستدامة" سلسلة من البرامج والمنتديات الشبابية الموجهة لمنتسبي هذه المبادرة الممتدة على مدار العام وكذلك فئة الشباب من جميع أنحاء العالم.
وتتمحور رؤية المنصة حول التعريف بالمهارات المستقبلية وتسليط الضوء على مستقبل الوظائف واستهداف ما يصل إلى مليون شاب بحلول عام 2030 من خلال تطبيق التعلم الذي توفره المنصة والخبرات المكتسبة من خلال التعليم الإلكتروني وإعداد وتدريب 50 ألف شاب من خلال اكتساب الخبرة العملية عن طريق البرامج التي تنظمها المنصة خلال الفترة نفسها.
ويوفر ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام الذي يستضيفه سوق أبوظبي العالمي منصة لتحفيز الاعتماد على التمويل المستدام ودفع رأس المال نحو الاستثمارات التي لها انعكاسات إيجابية على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ويضم الملتقى ممثلين عن جهات استثمارية عالمية ووكالات دولية ومؤسسات لتمويل المشاريع التنموية وكذلك مشرعين ومتخصصين في تطوير المشاريع من أجل تسليط الضوء على المجالات المستحدثة وتحديد الحلول المستدامة اللازمة والتأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة ويركز الملتقى بشكل أساسي على تحقيق تقدم ملموس من ناحية التوسع في توظيف رأس المال.
ويجمع منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي صناع السياسات من المنطقة والعالم ورواد القطاعات وقادة الفكر لوضع أجندة الطاقة العالمية خلال العام ودراسة الآثار ودراسة الآثار الجيوسياسية والجيواقتصادية على المدى الطويل للتغيرات التي يشهدها قطاع الطاقة.
وتعقد دورة عام 2021 من المنتدى افتراضيا وتستقطب عددا من الشخصيات البارزة بغية الوصول إلى جمهور عالمي في مناطق زمنية متعددة.
وتشمل الموضوعات الرئيسية في المنتدى قطاع الطاقة في مرحلة ما بعد جائحة "كوفيد - 19 " والأهداف المستجدة المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر ، ودور منطقة الشرق الأوسط في عملية التحول ضمن قطاع الطاقة ، وأولويات الطاقة.
ويعتمد أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ انطلاقته قبل أكثر من عقد من الزمن نهجا شاملا لترسيخ ركائز الاستدامة ومن خلال الفعاليات والمحاور الجديدة يشكل الأسبوع حدثا مهما يلبي حاجة المنطقة والعالم لمعالجة عدد من القضايا المحورية والمترابطة ليجسد بذلك رؤية الإمارات في ترسيخ دعائم الاستدامة والتزامها بتعزيز الفهم لأبرز التوجهات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي تسهم في تشكيل عالم اليوم ودفع عجلة التنمية المستدامة.
يذكر أن دورة 2020 من أسبوع أبوظبي للاستدامة استقطبت ما يزيد على 45 ألف مشارك من أكثر من 170 دولة بجانب مشاركة 10 رؤساء دول و180 وزيرا إضافة إلى 500 ممثل عن وسائل إعلام عالمية.
وام/أحمد جمال/دينا عمر