أصدرت بي دبليو سي الشرق الأوسط أحدث تقاريرها تحت عنوان "التسارع الرقمي: تمكين نجاح التحول في المملكة العربية السعودية"، والذي سلطت فيه الضوء على الدور المحوري للتقنيات الرقمية الناشئة في تحقيق أهداف استراتيجيات التحول والنمو المستدام للمؤسسات في المملكة العربية السعودية، وتعزيز عملية اتخاذ القرار، ورفع مستوى الكفاءة، وترشيد استخدام الموارد، وتعزيز مستوى الالتزام.
واستطلع التقرير آراء مجموعة من الرؤساء التنفيذيين السعوديين الذين يقودون تنفيذ استراتيجيات التحول في مؤسساتهم للوقوف على أهم تحديات التنفيذ. فمع انتصاف رحلة المملكة نحو تحقيق رؤية 2030، تنشط الجهات والمؤسسات السعودية في مواصلة التحول وتحديث أعمالها من خلال تبني مجموعة من التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يؤكد الحاجة إلى تحقيق المرونة المناخية وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في عملياتها.
وتظهر نتائج استطلاع بي دبليو سي الشرق الأوسط أن 90% من المشاركين أشاروا إلى أن توافر الموارد واتخاذ القرارات في الوقت المناسب هما التحديان الرئيسيان أمام عملية التحول، ويليهما مقاومة التغيير (80%)، ثم توافر البيانات (70%)، ثم قدرات الموارد البشرية (55%)، ثم القيود الزمنية والرقمية (50%)، والقيود المالية (30%). وتتضمن التحديات الأخرى الحاجة إلى عمالة ماهرة، والتغلب على العقبات الثقافية، والتذبذبات الاقتصادية العالمية، ولا شك أن جميعها عوامل تؤثر على سرعة عملية التحول وحجمها.
وفي هذا الإطار، صرح داني كرم، شريك في وحدة إدارة التحول بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: "في ظل سعي المملكة وباقي دول المنطقة لتحقيق الاستدامة والتنمية على المدى الطويل، يتعين وضع استراتيجيات فعالة للتحول تحقق التعاطي مع تعقيدات الأسواق العالمية الحديثة واستغلال الفرص والتغلب على العقبات التي تقف في طريق النمو المستدام. ويؤكد بحثنا أن تحقيق هذه الأهداف ليس بالأمر البسيط. وهنا يأتي الدور المؤثر الذي قد تلعبه التقنيات الرقمية ولا سيما الذكاء الاصطناعي التوليدي في تنظيم عمليات اتخاذ القرارات وتنفيذها".
ويساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في أتمتة المهام الروتينية وتنظيم عمليات إدارة المشاريع وتمكين الشركات من التركيز أكثر على النمو الاستراتيجي والعلاقات مع العملاء. ويمثل هذا التحول في الاهتمام من العمليات اليومية إلى التركيز على المبادرات الاستراتيجية طويلة المدى قفزة كبيرة نحو رفع مستوى الإنتاجية وتحسين نتائج الأعمال.
ويسمح الذكاء الاصطناعي التوليدي بتحقيق التكامل الاستراتيجي بين البيانات الآنية وبرامج التدريب المتطورة وهو عامل مهم في استراتيجيات التحول. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي على تحليل مجموعات هائلة من البيانات ويحدد الكفاءات والاتجاهات التشغيلية الرئيسية ويعيد تعريف أفضل الممارسات ذات الصلة.
وبخلاف الاستراتيجيات التنظيمية، يعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة مهمة في إثراء سوق العمل من خلال توفير فرص التدريب والتعلم المستمر، مما يساعد الموظفين على إتقان التقنيات الجديدة والاتجاهات الرائجة في المجال ويعزز الأداء الفردي ويخلق حالة من التوافق بين قدرات فريق العمل ومتطلبات الأعمال التي تتطور يوماً بعد يوم. ويضمن ذلك تسلح المؤسسة بأكملها بالأدوات اللازمة للمضي قدماً وتحقيق النجاح المؤسسي.
ويتحدث التقرير عن نجاح المركز الوطني السعودي للفعاليات الذي تمكن من دمج التقنيات الرقمية لتعزيز نجاح جهود التحول. واستفاد المركز من قدرات مركز التحول التابع لـ بي دبليو سي الشرق الأوسط من أجل قيادة عملية الابتكار والتحول واحتلال موقع الصدارة في تنظيم الفعاليات في المملكة العربية السعودية والمنطقة.
ومن أجل استغلال التقنيات الرقمية بوصفها عوامل محفزة للتحول، توصي بي دبليو سي الشرق الأوسط المؤسسات بالاستثمار في بنية تحتية رقمية متماسكة وتعزيز ثقافة الابتكار، مما يمكن أن يشجع الكفاءة التشغيلية والابتكار وتحقيق النجاح على المدى الطويل في المشهد الرقمي الديناميكي بالمنطقة. كما يتعين أن تتأكد هذه المؤسسات من تصميم تلك البنية التحتية بما يحقق التكامل التام بين النظم المختلفة ويضمن مرونتها بما يسمح بتحديد حجم القدرات والبيانات اللازمة للوفاء بمطالب المستقبل.