بعد ثلاثة أيام من الأنشطة المكثفة، والمناقشات المثيرة، والمشاركة العالمية الواسعة، اختتم معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية أعماله يوم الأربعاء 31 مايو بنجاح منقطع النظير، وبتقدير عالٍ من جميع الوفود ومن قادة قطاع المركبات الكهربائية.
وقد اجتذب هذا الحدث الذي نظمته مجموعة نيرفانا القابضة اهتماماً إقليمياً وعالمياً بالغاً، وحظي برعاية واسعة من القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة، في وقت تحقق فيه الدولة تقدماً مضطرداً نحو مستقبل مستدام. وقد استعرض المعرض والمؤتمر التقدم الذي حققته الدولة في مجال تقنيات المركبات الكهربائية والبنية التحتية الضرورية لتشغيلها، وناقش بعض التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال.
وناقش المؤتمر على مدى يومين من أعماله الجوانب المختلفة للنقل باستخدام الطاقة الكهربائية، والفرص والتحديات التي تواجه عملية الانتقال إلى النقل النظيف. وشهد المؤتمر أكثر من 75 جلسة، وتحدث فيه نخبة من كبار المتحدثين من هذا القطاع، وشهد عروضاً توضيحية، وجلسات حوارية تفاعلية شملت مختلف الموضوعات التي تغطي كامل سلسلة القيمة في هذا القطاع الحيوي الجديد. كما شكل المؤتمر فرصة ثمينة للمشاركين لبناء علاقات فيما بينهم، وتبادل الأفكار والرؤى، وعقد صفقات تجارية.
أما المعرض الذي شارك فيه أكثر من 100 جهة عارضة، وعُرضت فيه أكثر من 50 مركبة كهربائية، فقد استقبل على مدى أيامه الثلاث اكثر من 8,000 من الزائرين المهتمين بقضايا البيئة، الذين أرادوا التعرف على أحدث التكنولوجيات والابتكارات في قطاع المركبات الكهربائية. وقد شعر الكثير من الزائرين بالإثارة والحماس للفرصة التي أعطيت لهم لاختبار قيادة عدد من المركبات الكهربائية المعروضة لكي يختبروا بأنفسهم ميزات كل مركبة من تلك المركبات.
وفي تعليقه على هذا الحدث، قال المهندس ناصر البحري، رئيس اللجنة المنظمة لمعرض ومؤتمر المركبات الكهربائية: "ها نحن نتنفس الصعداء بعد أشهر من الإعداد والجهود! ونحن سعداء لأن جهودنا قد آتت ثمارها وأنجحت هذا الحدث بكل معنى الكلمة. وقد سمعنا ذلك من عشرات المشاركين والعارضين. فقد نوقشت أهم القضايا التي تخص هذا القطاع، وعُقدت الكثير من الصفقات على هامش الحدث. ونحن على ثقة بأن النسخة القادمة من المعرض والمؤتمر ستبني نجاحها على ما تحقق في هذه النسخة".
وقد وُقعت على هامش المعرض والمؤتمر اتفاقيات ومذكرات تفاهم عديدة، منها على سبيل المثال ما وقعته وزارة البيئة والبنية التحتية في دولة الإمارات مع العديد من الجهات، بما في ذلك توتال إينيرجيز، وشركة أينرايد السويدية، الرائدة في مجال النقل الرقمي والكهربائي والقيادة الذاتية، وكذلك مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي.
وقال السيد البحري في تعليقه على هذا الحدث: "لقد كان معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية فرصة عظيمة لنا للقاء أهم الفاعلين في هذا القطاع في أنحاء العالم ومناقشة التحديات المشتركة التي تواجهنا. كما سلط المؤتمر الضوء على العديد من التطورات الجديدة في هذا القطاع التي ستسهل عملية الانتقال إلى قطاع نقل أكثر استدامة ومراعاة للبيئة. وإننا نتطلع لاستقبال حضور أوسع في النسخة القادمة من معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية في العام القادم لأننا على ثقة بأن هذا الحدث سيكتسب أهمية متعاظمة في هذا الجزء من العالم".
وقد عرض "ركن التكنولوجيا" الذي أقيم كجزء من هذا الحدث الابتكارات ونماذج المركبات كهربائية أو العاملة بالطاقة الشمسية التي طورها الطلبة في العديد من الجامعات والمدارس الإماراتية، بما في ذلك جامعة خليفة، وجامعة أبوظبي، ومدرسة الياسات، ومدارس الإمارت الوطنية، ووُزعت الجوائز على الطلبة الذين قدموا أكثر الأفكار والتصاميم ابتكاراً في "ركن التكنولوجيا".
وقد جاء معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية في وقت تؤكد فيه دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بالاستدامة، حيث اعتبرت عام 2023 عاماً للاستدامة. كما يأتي الحدث في وقت تستعد فيه الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف حول المناخ (COP28) في وقت لاحق هذا العام. ويعتبر النقل الكهربائي عنصراً حيوياً في أية استراتيجية حقيقية للاستدامة باعتبار أن 17% من إجمالي الانبعاثات العالمية ناتجة عن قطاع النقل.
ومع النجاح الكبير لهذا المعرض والمؤتمر، فقد تم بالفعل تحديد موعد النسخة القادمة من هذا الحدث! فقد حجزت اللجنة المنظمة لمعرض ومؤتمر المركبات الكهربائية بالفعل مساحة للمعرض القادم الذي سيُعقد من 20 إلى 23 مايو 2024. وقد تلقت اللجنة تأكيدات مبدئية برغبة العديد من العارضين والمشاركين في المؤتمر بالمشاركة في النسخة القادمة.
انتهى