افتتحت سعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف ”معرض تي -سراي“ للفنانة الدكتورة أزرا أكساميا، المؤرخة المعمارية ومدير مختبر تراث المستقبل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والذي تنظمه الهيئة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، في متحف الحضارة الإسلامية، بحضور سعادة ريم عبدالرحيم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وسعادة الدكتورة دينا عساف، المنسق المقيم للأمم المتحدة لدولة الإمارات.
ويهدف معرض ”تي- سيراي“ الذي يستمر حتى السابع من ديسمبر المقبل واستوحي اسمه من الملاجئ المصنوعة من صفائح الصلب المموج، إلى تقييم دور الفن والعمارة في حل الأزمات الإنسانية وتعزيز التواصل الثقافي وتشجيع الابتكار الفني المشترك بين مناطق العالم المختلفة بغية تحديد نهجاً ثقافياً يُعنى بالتدخل في الأزمات الإنسانية عبر الحفاظ على الثقافة، وهو عبارة عن خيمة على هيئة قصر يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار,
ويشير اسم ”تي سيراي“ كذلك إلى الخيم التاريخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحديداً القصور العثمانية المتنقلة والخيم التقليدية، ويرمز اسم "تي سراي" باللغة الإنجليزية، إلى نظم النسيج للمشاركة والأبحاث في التأثير الفني، وهو مسمى لنهج ذو حساسية ثقافية للحد من المعاناة الإنسانية.
قالت منال عطايا، المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف: "ينبثق دعم الهيئة لهذا العمل الفني الهادف، إيماناً منها بأن المؤسسات الثقافية، بما فيها المتاحف، تلعب دوراً جوهريا في توفير الموارد للفنانين والأكاديميين لإجراء البحوث التي من شأنها الإسهام في إنتاج وبث المعلومات والمناظير الجديدة حول القضايا العالمية.
وأكدت عطايا أن المتاحف والمؤسسات الثقافية يتوجب عليها المشاركة بشكل أكثر فاعلية في عرض الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على القضايا الملحّة المعاصرة، سواء كانت بيئية أو سياسية أو اجتماعية، مضيفة أن المتاحف بوسعها تمكين الفنانين والأفراد العاملين في هذا المجال، على مساعدة المجتمعات في إعادة التفكير في هذه القضايا والتعلم منها، على نحو يشجع الحوار ويحفز على اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجتها.
بدورها، قالت الفنانة الدكتورة أزرا أكساميا، المؤرخة المعمارية ومدير مختبر تراث المستقبل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "أن بحوث تصاميم’ تي سراي‘ هي من ابتكار اللاجئين السوريين في مخيم الأزرق في المملكة الأردنية الهاشمية، وتسلط الضوء على دور التصاميم في التصدي للمسئوليات الاجتماعية والثقافية والبيئية للأفراد الذين فقدوا بيوتهم وتاريخهم وثقافاتهم.
وأضافت أزرا: "إن بوسع هذه الابتكارات إلهام الأخرين على إعادة النظر في مفهوم تقديم المساعدات الإنسانية، فالأمر لا يتمحور على منح الملاجئ فحسب، بل يشمل خلق أماكن مدنية تحتضن الشفاء الاجتماعي والابتكار والإبداع والتفاعل بين الثقافات.
وأردفت قائلة: "بصفتي أكاديمية وفنانة، أحاول إيجاد الطرق الأكثر تأثيراً، وإلهام الناس والجمع فيما بينهم لنبتكر سوياً ونذلل العقبات، فلربما قد يُسهم هذا العمل الفني في إعادة النظر للاحتياجات الثقافية والعاطفية للاجئين من خلال أصواتهم".
وأشارت الفنانة الدكتورة أزرا إلى أن القصر المتنقل سيتم عرضه في مخيم الزعتري للاجئين في المملكة الأردنية الهاشمية الأردن عقب انتهاء المعرض، ولفتت إلى أن التعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف جاء نتيجة إيمان الهيئة بمساعيها الرامية لربط الثقافات المختلفة وفتح قنوات الحوار الإنساني.
واختتمت قائلة: " جاء عملي مع الهيئة نظراً لأنها متاحف للفن وتاريخ والعلوم، وتستقطب الجماهير المختلفة وتشكل جسوراً تصل طيفاً واسعاً من البشر".
ويشار الى أن المعرض قد تم تطويره بدعم من هيئة الشارقة للمتاحف وعدداً من المؤسسات الإنسانية والثقافية الدولية من قبل فريق من مختبر تراث المستقبل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالتعاون مع طلاب ولاجئين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويواصل "تي سراي" خلال 10 أسابيع، تقديم مبادرة ثقافية إنسانية، تنسجم مع توجهات هيئة الشارقة للمتاحف وما ينضوي تحت مظلتها من مراكز ومتاحف، وتتماشى مع نهج دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرص على إبراز الوجه الحضاري والتاريخي لها من خلال تعزيز لغة الحوار الثقافي بين مختلف شعوب العالم عبر المعارض والفعاليات التي تقيمها على أرضها وعبر مشاركتها في شتى المحافل الدولية.
ويسلط "تي-سراي" كذلك الضوء على التكاليف الاجتماعية والبيئية لنمط حياتنا المستهلك من خلال إعادة تدوير الملابس المستخدمة والقديمة ويتناول مسألة الإنتاج العالمي الزائد في صناعة النسيج ودوره في توفير مورداً لدعم الحياة الاجتماعية للمجتمعات المتأثرة بالحروب ويسعى المعرض كذلك لنشر الثقافة باعتبارها حاجة إنسانية وفاعلًا حيويًا في أوقات الأزمات.
وتضمنت أجندة الحدث جلسة حوارية مع الفنانة أزرا أكساميا أطلعت فيها الحضور على تصاميمها المستوحاة من الخيام التقليدية في منطقة الشرق الأوسط وشمل أفريقيا، التي شكلت نقطة تحول في مخيمات اللاجئين، تبعها استراحة شاي في خيمة "تي سراي" بيّنت للزوار طرق إعداد الشاي، بالإضافة إلى تعريفهم بمكونات شاي الزهورات، والشاي المغربي، والكرك الهندي.
وحرصت الهيئة في إطار مسؤوليتها المجتمعية على تنظيم باقة من البرامج خلال المعرض من ضمنها فعالية "ينبض بالحياة“ لذوي الإعاقة الذهنية من الفئة العمرية 7 – 14 عاماً، و"بساط الأمل" لذوي الإعاقة السمعية من الفئة العمرية 15 عاماً فأكثر و"أعد التدوير واستمتع".
وسلطت الهيئة الضوء عبر هذه البرامج على أهمية إعادة التدوير من خلال تعليم المشاركين من عائلات وأفراد المجتمع كافة على ضرورة الاستفادة من الملابس القديمة وإعادة استخدام الأقمشة الملونة لصناعة حامل للأدوات المدرسية وغيرها من الأدوات.
ويجدر بالذكر أن الدكتورة أزرا أكساميا هي فنانة ومؤرخة معمارية، ومديرة مختبر إم آي تي لتراث المستقبل، وأستاذة مشاركة في قسم العمارة وبرنامج إم آي تي للفن والثقافة والتكنولوجيا ويبحث عملها متعدد التخصصات في سياسات الهوية والذاكرة على نطاق الجسم (الملابس والتقنيات القابلة للارتداء)، وعلى المستوى المدني يبحث في (العمارة للبنايات الدينية والمؤسسات الثقافية) في سياق التاريخ والتدفقات الثقافية.