أحمد بدير: دعم الإمارات أنقذ مصر والأمة العربية من الخراب
طارق العلي: حاكم الشارقة.. "الأب الروحي للفنانين العرب"
عبدالله السدحان: النص الجيّد لا يكفي لصنع مشاهد مضحكة
جابر نغموش: الظروف الحالية تجعل الضحك من القلب مستحيلاً
شهدت جزيرة المجاز بالشارقة، يوم أمس (الأربعاء)، واحدة من أكثر أمسيات المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي حضوراً، بفضل روح المرح والدعابة التي بثها في أجواء المكان أربعة من نجوم الفن الكوميدي في العالم العربي، والذين شاركوا على مدار نحو ساعة ونصف في جلسة ثرية بتجربتهم الفنية الطويلة، وتمكنوا بفضل خفة دمهم وروحهم اللطيفة من جذب الجمهور إليهم.
وشارك في الأمسية، وهي الثالثة ضمن جلسات هذا العام، كل من الفنان المصري القدير أحمد بدير، والفنان الكويتي طارق العلي، والفنان السعودي عبدالله السدحان، والفنان الإماراتي جابر نغموش، فيما أدار الجلسة الإعلامي معتز الدمرداش، الذي تحاور مع النجوم الأربعة حول مسيرة الفن الكوميدي العربي، وواقع الفنان الكوميدي وتأثير شخصيته الحقيقية على نجاح أعماله، إضافة إلى انعكاسات الظروف الحالية في الوطن العربي على أعمالهم.
وحضر الجلسة التي أقيمت برعاية جمعية المسرحيين بالشارقة، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والدكتور رشاد محمد سالم، مدير الجامعة القاسمية، وسعادة أسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي، وشخصيات إعلامية وثقافية وفنية، وجمهور كبير من مختلف الأعمار والجنسيات امتلأت به الخيمة التي احتضنت الأمسية.
ورحب الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بالفنانين المشاركين في الجلسة الرمضانية، مشيراً إلى أن الشارقة ظلت على الدوام البيت الذي يحتضن المثقفين والفنانين في مختلف المجالات الإبداعية، إنطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم واهتمام سموه بأصحاب المواهب والمبدعين، من الجنسيات كافة، ومنحهم فرصة المساهمة في مشروع الشارقة الثقافي، وتعزيز حضورها البارز على خريطة الفعاليات الثقافية والفنية الرائدة في المنطقة والعالم.
وفي بداية الجلسة، أكد النجم أحمد بدير أن من أكثر الأشياء التي تضحك المشاهد هي الصدق، والنقد البناء، وتسليط الضوء على السلبيات، حيث يمكن للكوميديا أن تطهر العقل والقلب، وأن تنفذ إلى داخل الإنسان وتخرج همومه، معتبراً الضحك أصعب من البكاء، وتزداد هذه الصعوبة في الظروف التي تمر بها المنطقة العربية اليوم، وهو ما جعل سيكولوجية الضحك تتغيّر، وأصبح الفنان مضطراً لبذل جهد كبير من أجل تقديم ما يضحك المشاهدين ويدخل الفرح إلى قلوبهم.
وأعرب بدير عن اعتقاده بأن الفنان يعتبر مرآة لشعبه ولأمته، التي يعبّر عنها ويبرز همومها ومشكلاتها، نافياً إمكانية فصل الفن عن السياسة، حيث أن السياسة ركن رئيسي وشريان حقيقي في كافة مجالات الحياة. ووصف في الوقت نفسه الأحداث التي مرت بها الأمة العربية في السنوات الأخيرة بـ "الخريف" العربي، مثمناً دور دولة الإمارات والعديد من الدول العربية الأخرى في الوقوف إلى جانب الشعب المصري، لمواجهة من كان يريد أن يدمر مصر ويضع أهلها في نفق مظلم يؤدي إلى خراب الوطن العربي بأكمله، مشيداً بدور الجيش المصري في حفظ مقدرات الوطن وحماية شعبه.
وتحدث النجم المصري الشهير عن دوره في مسرحية "ريا وسكينة" وكواليس ظهوره الأول على خشبة المسرح في عمل بهذا الحجم، وقال إن الفنان عندما يشتغل مع من هم أقوى منه، فإنه يستفيد كثيراً منهم، لذلك شكلت هذه المسرحية التي عرضت للمرة الأولى عام 1984، نقلة نوعية في مسيرته الفنية، مشيراً إلى أن الفنان لا يقوم بإجراء تدريبات مسبقة على كيفية إضحكاك الجمهور، وإنما تأتي المواقف المضحكة بطريقة عفوية تترك تأثيرها على المشاهدين.
وركز الفنان عبدالله السدحان على أهمية النص والموضوع في الفن، وقال إن موهبة الفنان وأدائه هي التي تضحك الجمهور، حيث لا يكفي النص الجيّد لصنع مشاهد كوميدية مضحكة، وإنما لابد أن يضيف الممثل عليها شيئاً من روحه وخفته وشخصيته كي تصبح عملاً يستحق المتابعة. واعتبر أن أنجح أنواع الكوميديا هي تلك التي تبدأ من البيت، وتعتمد على العائلة وأفرادها، محبذاً الابتعاد عن السياسة والتيارات الدينية في الكوميديا، واصفاً الفنان الذي يتشبث بالكوميديا السياسية أو الدينية بالغريق الذي يمسك بأي شيء كي يظهر على السطح.
وحول تجربته الفنية، أكد السدحان أنه ليس من الذين يأخذون النص ويمثلونه كما هو، ولكنه يحرص على أن يكون له دور في الكتابة والتعديل، ويحاول الإضافة عليه أيضاً في لحظة الأداء، ليكون الضحك نتيجة لكل هذه الخطوات. وانتقد بطل مسلسل "طاش ما طاش" مواقع التواصل الاجتماعي التي تحد من التقارب والتواصل الحقيقي بين أفراد العائلة الواحدة، معتبراً السخرية من هذه المواقع في بعض الأعمال الكوميدية العربية نتيجة طبيعية لتأثيراتها السليبة على النسيج الاجتماعي والأسري.
واعتبر الفنان جابر نغموش أن الضحكة يمكن أن تنبع من القلب وعندها يكون الإنسان سعيداً بحق، أو تظهر على الشفاه، لتعبّر عن سعادة غير حقيقية، معتبراً أن الفترة الحالية لا يوجد فيها من الأحداث والمواقف ما يساعد الممثل على إضحاك الناس، لأن الظروف التي تمر بها بعض الدول الشقيقة، تجعل الضحك من القلب أمراً مستحيلاً. وطالب بأن تكون النصوص محايدة، وغير منحازة إلى طرف دون آخر، كي لا تشكل استفزازاً لأحد.
وفيما يتعلّق بالإرتجال في الأعمال الفنية، أكد نغموش أنه لا يرتجل لنفسه في المسرحيات والمسلسلات التي شارك فيها، وإنما يفعل ذلك في إطار مجموعة الممثلين المشاركين في هذه الأعمال، مشيراً إلى أن الممثل الجيّد يبرز في العمل حتى ولو كانت البطولة جماعية. واعترف النجم الإماراتي بأنه تعلّم كثيراً من المسرحيات المصرية والكويتية القديمة، التي شارك فيه نخبة من رواد المسرح وخاصة في فترة الفنان الراحل زكي طليمات.
وأشاد الفنان الكويتي طارق العلي بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الحركة الفنية والعمل المسرحي، واصفاً سموه بـ"الأب الروحي للفنانين العرب"، ومعتبراً الشارقة رائدة في احتضان الفعاليات الثقافية والفنية المتميزة. وأكد أنه يختلف مع زميله جابر نغموش في استحالة الضحك خلال المرحلة الحالية، مشيراً إلى أن ما يضحكنا اليوم يكمن فيما تقدمه الكوميديا العربية من أعمال تعكس مآسينا رغم قسوتها، لذلك فإن هذه الكوميديا جبّارة وشجاعة لأنها أضحكت الناس على مآسيهم وهمومهم.
وقال العلي إن الفن بمختلف أنواعه لا يأتي من فراغ، وإنما يتناول ما يدور في المجتمع، وخاصة حياتنا الاجتماعية بكل ما فيها من تفاصيل وأحداث ومؤثرات، معتبراً الكوميديا فناً لا ينفصل عن الواقع، سواءً كان سيئاً أو جيّداً، وأضاف أن أكبر ممثل كوميدي لا يستطيع الاستغناء عن الارتجال خلال تقديم العمل، والخروج عن النص لاضحاك الجمهور، لأن السيناريو يعتمد أيضاً على موهبة الممثل وبراعته في إدخال الفرح إلى نفوس المشاهدين.
وتفاعلاً مع المسابقة التي أطلقها مركز الشارقة الإعلامي لالتقاط صور "سيلفي" مع الفنانين المشاركين في الأمسية، احتشد عشرات المعجبين بالنجوم أمام مدخل الخيمة، لمحاولة الحصول على صورة تجمعهم مع أحد نجومهم من الفنانين، ومن ثم نشرها على موقع "أنستغرام" مع الوسم الخاص بالمسابقة #في_ثقافة_الحوار، أملاً بالفوز بإحدى الجوائز الثلاث القيمة التي رصدها المركز للحضور.
وخصصت دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة ركناً خاصاً لإلتقاط الصور التذكارية مع أفراد العائلة والأصدقاء باستخدام الشعار الخاص بتعداد الشارقة 2015، والمقرر البدء بتنفيذه في أكتوبر المقبل، وسيسهم التعداد في توفير البيانات الرقمية اللازمة لصُنّاع القرار في الإمارة، من أجل تطوير القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواكبة خطط التنمية التي وضعتها حكومة الشارقة.
وتستأنف أمسيات المجلس الرمضاني مساء الاثنين المقبل، بجلسة رياضية تقام برعاية سبورت انفستمنت الإمارات، وتخصص لمناقشة موضوع "احتراف اللاعب الإماراتي"، ويشارك فيها كلٌ من الشيخ محمد بن صقر القاسمي، الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة، والرئيس السابق للاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء التابع لـ"فيفا"، والمهندس مروان بن غليطة، رئيس مجلس إدارة شركة نادي النصر لكرة القدم، ، واللاعب علي خصيف، قائد وحارس مرمى نادي الجزيرة، والمنتخب الوطني لكرة القدم، ويدير الجلسة أحمد سلطان، الإعلامي بمؤسسة الشارقة للإعلام.