حققت (فن)، المؤسسة المتخصصة في تعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، والتي تتخذ من الشارقة مقراً لها، العديد من الإنجازات والمبادرات خلال العام الحالي 2017، يضاف إلى سجلها الساعي إلى تنشئة وإعداد جيل واعد من الفنانين والسينمائيين المبدعين، للترويج للأعمال الفنية والأفلام الجديدة التي ينتجها الأطفال والناشئة في دولة الإمارات وعرضها في المهرجانات السينمائية والمؤتمرات الدولية في جميع أنحاء العالم.
ونظمت (فن) على مدار العام الجاري، سلسلة من الفعاليات والورش والمهرجانات التي أثرت الواقع السينمائي بين الأطفال واليافعين، وأكدت الحضور المحلي والدولي لإمارة الشارقة وقدرتها على استقطاب وتخريج مجموعات من الفنانين السينمائيين الشباب المؤهلين للمنافسة في مختلف المحافل، حيث نظمت 75 ورشة فنية مختلفة، تناولت العديد من المواضيع التي طرحت صناعة السينما بجميع جوانبها، إنتاجاً، وإخراجاً، وتقييماً.
ورش لصقل المهارات الإبداعية
ومن أبرز الورش التي نظمتها (فن) في العام الجاري، ورشة "تصوير الخيول"، التي استهدفت ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تعليم المشاركين الصغار واليافعين، أساسيات التصوير الفوتوغرافي، وتعريفهم على الخيول، الذي يعتبر وسيلة علاجية لتطوير النمو النفسي للأطفال، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتمكينهم من الاندماج الاجتماعي، نظراً لدور المؤسسة في مساعدتهم على صقل مهاراتهم الإبداعية وتقديم كل ما يلزمهم من التوجيه، والرعاية، والدعم.
وأتاحت ورشة عمل متخصصة في تصميم ملصقات الأفلام، لليافعين الموهوبين فرصة تعلم المهارات الفنية اللازمة لتحقيق حلمهم بالدخول إلى عالم السينما وجميع مجالات الفن الإعلامي والرقمي، إلى جانب تنمية مهاراتهم الفنية المختلفة، وتعزيز قدراتهم في الفنون الإعلامية الحديثة، وتعلم مبادئ وأساسيات تصميم الملصقات، لاسيما تلك المتعلقة بالأفلام السينمائية، وتوظيفها بشكل يدعم قدراتهم الإبداعية في هذا المجال.
وعرّفت ورشة "تقييم الأعمال السينمائية" الأطفال المشاركين، على كيفية تحليل أعمال صانعي الأفلام وتقييمها، واختيار الفيلم الفائز بمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في فئة "أفضل فيلم من صنع الأطفال".
وتضمن مخيم فن-تاستك الربيعي، ورش عمل فنيّة متخصصة في صناعة أفلام إيقاف الحركة، تناولت مبادئ وأساسيات هذا النوع من الأفلام، والأساليب المتبعة في تجميع اللقطات الثابتة للممثلين في إطار واحد ودمجها لإنتاج صور متحركة، وأهمية ترتيب اللقطات لتظهر حركة الممثلين متناسقة داخل الفيلم.
“مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل"
وتجلت معظم نتاجات هذه الورش ومخرجاتها من خلال تنظيم مؤسسة (فن) للدورة الخامسة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الذي قدم على مدار ستة أيام 124 فيلماً، وبمشاركة 70 مخرجاً من 31 دولة، و بحضور ,00025 زائر ضمن فئاته السبع، التي تتضمن أفضل فيلم إماراتي قصير، وأفضل فيلم خليجي قصير، وأفضل فيلم من صنع الطلبة، وأفضل فيلم دولي قصير، وأفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل فيلم روائي طويل، وأفضل فيلم من صنع الأطفال.
وقدم المهرجان لعشّاق السينما، ورواد صناعة الأفلام، والأطفال، تجارب ومعارف جديدة في عالم الفنون البصرية، أسهمت في فتحِ آفاق جديدة أمامهم في مجال العمل الإبداعي، ليكونوا قادرين على تجديد الواقع السينمائي العربي مستقبلاً.
وعرض المهرجان في دورته الخامسة تشكيلة ثرية من الأفلام التي عكست تنوع الثقافات، وتعدّد الاهتمامات وجماليات الفن السابع، توجت سبعة من صناع الأفلام والسينمائيين، بجوائز المهرجان، وهم أنتوني مالاسكي، وآنا بلوم، ومايكي بلوم، وفيليب أليكسانروفيتش، الفائزين بجائزة أفضل فيلم من صنع الأطفال عن فيلمهم "بين النهار والليل"، ونال جائزة أفضل فيلم من صنع الطلبة المخرجة استير لالان عن فيلمها "تشارلي ذو الأسنان البارزة"، فيما ذهبت جائزة أفضل فيلم خليجي قصير للمخرجة ندى المجددي، عن فيلمها "كيكة زينة".
وحصد جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة المخرج شينغو أوسامي عن فيلمه "كرات الأرز"، وجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة المخرجة آنا شوبينيدزي عن فيلمها "رجل الجيب"، وجائزة أفضل فيلم وثائقي للمخرج إميليو مارتي لوبيز، عن فيلمه "مرحباً"، وذهبت جائزة أفضل فيلم روائي طويل للمخرجة نيكول فان كيلسدونك عن فيلمها "اليوم الذي أصبح فيه أبي شجرة".
وانطلقت مؤسسة (فن) تحت رعاية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في عام 2012، إيماناً منها بالإمكانيات التعبيرية الهائلة لدى الأطفال، وطاقاتهم الإبداعية المختلفة، وضرورة إدماجهم بالقطاع الإعلامي من خلال تكوين شبكة من الشباب الموهوبين في هذه المنظومة الإعلامية الرائدة، وإعداد جيل إعلامي واعد ومبدع.
وتهدف المؤسسة إلى تنشئة وإعداد جيل واعد من الفنانين والسينمائيين المبدعين، والترويج للأعمال الفنية والأفلام الجديدة التي ينتجها الأطفال والناشئة في دولة الإمارات وعرضها في المهرجانات السينمائية والمؤتمرات الدولية في جميع أنحاء العالم. وتسعى كذلك إلى تحقيق هدفها الأسمى والذي يتمثل في دعم وتشجيع المواهب من خلال هذه المهرجانات والمؤتمرات وورش العمل على الصعيدين المحلي والدولي.