٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الثلاثاء 3 فبراير, 2015 12:03 صباحاً |
مشاركة:

كسب ولاء الموظفين واستقطاب أفضل الكفاءات.. استراتيجية ناجحة للشركات العائلية

لكي تغدو حوكمة الشركات جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الشركة، لا بد لها أن تنطلق من قمة الهرم الإداري، وتحديداً من مجلس الإدارة والرؤساء التنفيذيين. وتعتبر النزاهة والشفافية والاستقلالية والمحاسبة ركائز أساسية لهيكلية الحوكمة الرشيدة، ويتعين على كل فرد من الموظفين الالتزام بهذه القيم. هذا ويعد رأس المال البشري، أي الكوادر البشرية التي تعمل في الشركة، أحد أهم وأثمن الأصول التي تمتلكها الشركة والمحرك الرئيس وراء نجاحها أو فشلها.
وعليه، ما هو تأثير حوكمة الشركات على بيئة العمل؟ وكيف يمكن للشركات العائلية كسب ولاء موظفيها واستقطاب أفضل الكفاءات؟

لقد بدأت مجموعة سدكو القابضة قبل بضعة أعوام رحلة جادة للتحوّل إلى شركة تطبق أفضل ممارسات حوكمة الشركات، بحيث تصبح قدوة للشركات العائلية الأخرى في المملكة والشرق الأوسط لإحداث تغيير حقيقي في بيئة العمل المهنية. وفي هذا المجال ذكر أنيس أحمد مؤمنة، الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة: "نحن ندير أصولا واستثمارات في دول مختلفة حول العالم، وبالتالي نحرص على بناء وتطوير أطر راسخة للحوكمة الرشيدة لدينا وفقاً لأفضل الممارسات المتبعة في المناطق الأخرى من العالم وبما يتناسب مع خصوصيتنا".

تمثل الشركات العائلية ثلاثة أرباع الشركات الخليجية الخاصة العاملة في مجالات التجارة، والخدمات المالية، والعقارات، والبناء. وتعتبر هذه الشركات حديثة العهد، إذ تأسست غالبيتها خلال سبعينيات القرن الماضي، وهي تشهد حالياً تغييرات كبيرة لتعزيز استراتيجياتها وعملياتها التشغيلية لكي تتمكن من الاستمرارية في بيئة أعمال تزداد تعقيداً كل يوم.
وهذا هو الوقت المناسب للتفكير في تعزيز الهيكلية المؤسسية لتحديد الكفاءات الأساسية اللازمة لتمكين الشركات من دخول المرحلة القادمة من النمو، خاصة وأن المنافسة تحتدم بصورة متزايدة في ظلِّ التغير المستمر لمشهد الأعمال الحالي وسعي الشركات الإقليمية إلى توطيد علاقاتها مع الشركات العالمية وبالعكس. وفي هذا الإطار، تواصل الشركات المحلية تفوقها على نظيراتها الدولية، إذ تفضل الشركات العالمية التعاون معها بسبب خبرتها في الأسواق الخليجية. ولكن نظراً لتنامي عدد الشركات العائلية، فإن الخيارات اصبحت واسعة أمام الشراكات المحلية/ الدولية. وأما المؤكد، فإن الشراكات الناجحة ستقوم على أفضل الممارسات، لأن الحوكمة الرشيدة ترسِّخ الثقة وتُطمئن الموظفين وشركاء الأعمال إلى أن جميع الأطراف يتشاركون القيم ذاتها ويعملون لتحقيق الأهداف نفسها.
وقال عمرو قنديل، نائب الرئيس للموارد البشرية في مجموعة سدكو القابضة: "يشكل استقطاب أفضل الكفاءات وضمان ولاء الموظفين أمرين من أهم مقومات نجاح واستدامة أي شركة" وقد نفذت المجموعة عدداً من البرامج الموجهة نحو رعاية وتشجيع أفضل الممارسات بين الموظفين. وفي هذا الصدد، أضاف عمرو قنديل: "يعتبر العنصر البشري من أثمن الأصول لدينا، وقد ركزنا على تكوين فهم شامل لآليات العمل على مستوى المجموعة، وتشجيع عملية التفكير بروح الفريق الواحد، والاستفادة بالشكل الأمثل من التناغم والتكامل الكبيرين بين وحدات الأعمال المختلفة في شركاتنا".

ينبغي أن يكون التدريب وتطوير المهارات وإرساء ثقافة مؤسسية مبتكرة من الأولويات الرئيسية للشركات العائلية التي تتطلع إلى دفع عجلة نموها. وإلى جانب الإثراء المشترك للخبرات وتبادل الموارد بين الشركات العاملة ذات الصلة، يمكن للشركات العائلية الكبيرة على وجه التحديد- مثل المجموعات القابضة- أن تسهم في تعزيز نمو عمليات الشركة بوتيرة سريعة من خلال الارتقاء بالكفاءات والجهود المتطورة، الأمر الذي يوفر بدوره بيئة تشجع الموظفين على تبادل المعرفة والموارد في آنٍ معاً.
وعلاوة على ذلك، فإن تطبيق مبدأ التقدير والمساءلة بصورة عادلة على المسؤولين من أفراد العائلة وغيرهم من أصحاب المناصب من خارج نطاق العائلة سيشجع على اعتماد النوع المناسب من السلوكيات في جميع مفاصل الشركة. ومن شأن الشركة التي ترسي ممارسات فُضْلى لحوكمة الشركات ونظاماً متطوراً لقياس الأداء وتحديد المكافآت أن تستقطب أفضل الكفاءات في السوق.

كما نؤكد على المبادرات المنبثقة من إدارة المسؤولية الإجتماعية تحت شعار "نحو الإستدامة" وتندرج تحت ثلاثة محاور أساسية وهي "بيئتنا – كوادرنا – مجتمعنا". بجانب نمو الأعمال، تهدف هذه المبادرات إلى تقوية العلاقات داخل بيئة العمل والمجتمع، وتعزِّز الولاء من خلال الحثِّ على التصرفات الصحيحة تجاه الموظفين والمجتمع والبيئة.
ومن أجل تعزيز العادات الصحية والإيجابية بين الموظفين، اختارت مجموعة سدكو القابضة مجموعة من المبادارات تحت شعار "كوادرنا"، لتقدم الكثير من البرامج الصحية والتطوعية والتطويرية، مثل "خليك صحي" والذي يشمل العديد من الفعاليات الصحية والرياضية منها "دوري سدكو لكرة القدم" و "خذ الدرج أحسن" وحملات تخفيض الوزن كحملة "ميزان الخير" وغيرها. وكذلك مبادرة "طوِّع مهارتك" لتعزيز روح التطوع في نفوس الموظفين، وبرنامج "تواصل" لمدِّ جسور التواصل بين منسوبي المجموعة في مختلف المناسبات، وبرنامج "إنجاز" لتقييم الأداء وتطوير القدرات، وبرنامج "موظف الشهر" لتحفيز الانجازات المميزة، وبرنامج نجوم مجموعة سدكو الذي يهدف إلى تشجيع الموظفين الذين أظهروا قدرات كامنة للتطور السريع على السلم الوظيفي.
وانطلاقاً من الشعور بالمسئولية تجاه البيئة والمجتمع، وتحت شعار "بيئتنا" قامت المجموعة بالعمل على تحسين البيئة الداخلية، فقدمت حملات التشجير وإعادة التدوير والتوعية بترشيد الطاقة والمياه، بهدف الوصول إلى المباني الخضراء صديقة البيئة، وكذلك المشاركة في "ساعة الأرض".
وتحت شعار "مجتمعنا" كان للمجموعة الدور البارز بتقديم برنامج "ريالي" للوعي المالي، الذي كان له الأثر الواضح على الشباب والأشبال بتحسين العادات المالية، من حيث الميزانية والادخار والاستثمار والاقتراض والتعامل السليم مع المال، بالإضافة إلى الجهود الأخرى المختلفة في خدمة المجتمع التي تقدمها شركات المجموعة ومؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية.

وبالطبع، يجب مراقبة مثل هذه التغييرات الجوهرية الناجمة عن تنفيذ البرامج والمبادرات الجديدة في الشركة بشكلٍ صحيح لقياس النتائج. وتجري مجموعة سدكو القابضة دراسة استقصائية دورية لتقييم تفاعل الموظفين في خطط المجموعة والوقوف على ولائهم، وبناءً على نتائج هذه الدراسات يتم تزويد الشركات بالمعلومات القيمة لتطوير خطط عمل لإجراء مزيد من التحسينات في أماكن العمل.
وأضاف الرئيس التنفيذي: "يركز النهج الذي نتبعه في مجال حوكمة الشركات، من منظور رأس المال البشري، على تنمية الموارد البشرية وتطبيق أفضل ممارسات آليات العمل، ووضع منظومة المكافآت على أساس الأداء. ومن خلال التعيينات الخارجية في مجلس الإدارة، فقد اكتسب العمل منظوراً جديداً، ونلنا ثقة شركائنا التجاريين وموظفينا جراء العمل وفقاً لمصالح جميع الشرائح المعنية.

وتواجه معظم الشركات العائلية في المنطقة حالياً واقع تعاقب الأجيال، وتدار غالبيتها في الوقت الحاضر من قبل الجيل الثاني، فيما تمثل الشركات العائلية التي تدار من قبل الجيل الثالث 20%. وفي حالة دول مجلس التعاون الخليجي، فإن كل جيل يأتي بأعدادٍ مضاعفة لعدد أفراد الأسرة الأصلية. ونتيجة لذلك، تزداد المسؤوليات. ورغم ما تتضمنه هذه الامور من تحديات، تدل هذه الحالة على أهمية وجود فريق قيادي قوي يشرف على العمليات اليومية وقيادة الشركة نحو مستويات من النمو المستدام.
وخلص أنيس مؤمنة إلى القول: "منذ عام 2004، بادرت مجموعة سدكو القابضة إلى الفصل بين ملكية وإدارة المجموعة من خلال انتخاب أول رئيس تنفيذي من خارج العائلة. ونفخر اليوم بما حققناه معاً بروح الفريق الواحد، وما زلنا نسعى جاهدين لتطبيق أفضل ممارسات حوكمة الشركات، لأننا ندرك أن هذه الممارسات تقودنا إلى مستويات أعلى من النجاح".
مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة