مع وجود جالية هندية كبيرة تعيش وتعمل في دول الخليج، يتواصل نمو سوق المنتجات الهندية الحاصلة على شهادة حلال بدول مجلس التعاون الخليجي، بحسب "شاكيل قريشي"، المروج العالمي لشهادة الحلال ورئيس مجلس إدارة مجموعة "ماريا داي" الهندية.
وصرّح القريشي قائلاً: "المستهلكون في دول الخليج العربي يفضلون المنتجات الغذائية الحلال كما أن الحكومات في هذه الدول وضعت مجموعة من المعايير الخاصة بشهادة الحلال تغطي كافة مراحل السلسلة الغذائية. وتعتبر الهند حالياً من الاقتصادات سريعة النمو على مستوى العالم وقد عمدت إلى زيادة الوعي حول معايير شهادة الحلال ضمن قطاع التجارة والأعمال التجارية الذي يوفر فرص كبيرة لروّاد الأعمال الصاعدين من الهند لتصدير منتجاتهم إلى مزيد من الدول الأجنبية".
وأضاف: "في دول الخليج أصبح تطبيق علامة الحلال على جميع المنتجات المستوردة إلزامياً، حيث تشكل هذه العلامة الآن المعيار الجديد لمعايير الجودة. ومن شأن التطورات الآخيرة التي طرأت على شهادة الحلال أن تفتح فرص كثيرة للدخول إلى سوق الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا المحيط الهادي، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وآسيا الوسطى. غير أن الوعي حول علامة الحلال لا يزال ضئيلاً في العديد من البلدان المصدرة".
وتابع: "يجري حالياً قبول شهادة الحلال كشهادة دولية لضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة في أجزاء مختلفة حول العالم، وبالتالي فقد أصبحت تشكل عصب التجارة الدولية وأنشطة التصدير. كذلك تسهم علامة الحلال بتسهيل التجارة العالمية وتحسين البيئة التي نحيا فيها. ومع نمو أنشطة التصدير من الهند بشكل ملحوظ، فإنه ينبغي على الحكومة الهندية والهيئات الصناعية جعل علامة الحلال إلزامية على كافة المنتجات، مما يتيح المجال للمنتجات الاستهلاكية سريعة التصريف من تغطية المزيد من الأسواق العالمية".
وأشار القريشي إلى أن "شعار حلال يحمي من عمليات الاحتيال ويساعد المستهلكين على القيام بخيارات تعزّز من رفاههم. حيث يمكن للمستهلك تحقيق أقصى استفادة في حال توافرت لديه معلومات دقيقة حول الأطعمة التي يود شراؤها. وبالتالي، فإن الهدف من معلومات شعار حلال يكمن في مساعدة المستهلكين على تحديد المنتجات الغذائية التي تناسب تفضيلاتهم، وبالتالي مساعدتهم على الإنفاق بحكمة".
وختم بقوله أن كلمة "حلال" باتت مألوفة أكثر الآن، لكن الوعي بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة لا يزال منخفضاً بين أفراد الجمهور وشريحة كبيرة من المستهلكين. فبالنسبة لمعظم الناس، تأتي كلمة "حلال" ضمن سياق اللحم الحلال فحسب، لكن هذا لا يمثل سوى جانب من جوانب علامة حلال. ولذلك ينبغي تعزيز الفهم بالمعنى الحقيقي لعلامة "حلال" بين مختلف شرائح المستهلكين والأشخاص على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية. فكلمة حلال لها معنى أوسع وهي تشير إلى أن كل ما يفعله المرء ينسجم مع المعاني الأخلاقية، بمعنى أياً كان ما يكسبه المرء أو يبيعه أو يستهلكه أو يتاجر به، فإنه ينبغي القيام بذلك ضمن الأطر الأخلاقية والابتعاد عن الخداع والاحتيال".