يتبنى الموظفون فيالشرق الأوسط التحول بشكل فعال ويظهرون توافقًا أكبر مع الأهداف طويلةالمدى لمنظماتهم مقارنةً بنظرائهم العالميين. وفقًا لأحدث استطلاع صادر عن بيدبليو سي الشرق الأوسط حول آمال ومخاوف القوى العاملة في الشرق الأوسطلعام 2024، فإن 85% من أكثر من 1500 موظف في المنطقة يفهمون بوضوحأهداف منظماتهم، متجاوزين المتوسط العالمي البالغ 77%. بالإضافة إلى ذلك، ثمة مستوى عالٍ من الثقة بالقيادة، حيث أعرب 80% من الموظفين عن ثقتهم فيقدرة قادتهم على الوفاء بالالتزامات والوعود، وهي نسبة أعلى من المتوسطالعالمي البالغ 68%.
كما يكشف الاستطلاع عن رغبة قوية في التحسين المالي والتقدم الوظيفي لدىالموظفين في المنطقة. ويتضح ذلك من خلال 44% من المشاركين الذين يفكرونفي تغيير أصحاب العمل خلال فترة الـ 12 شهرًا المقبلة، مقارنةً بنسبة 28% فقط على المستوى العالمي. علاوةً على ذلك، يعتزم 71% طلب زيادة علىرواتبهم، وهو ارتفاع كبير عن النسبة العالمية البالغة 43%، ويسعى 67% إلىالحصول على ترقيات، مقارنةً بنحو الثلث فقط على المستوى العالمي. وتُعتبرفرص تعلم مهارات جديدة عاملاً مهمًا في حسم قرارات الموظفين بالبقاء معصاحب عملهم الحالي، حيث أشار 67% من المشاركين إلى ذلك، مقارنةً بنسبة47% على المستوى العالمي.
الرغبة في اكتساب مهارات جديدة، مدفوعة بالتكنولوجيا وتغيرالمناخ
وفقًا لاستطلاعنا، فإن الرغبة القوية لدى القوى العاملة في اكتساب مهاراتجديدة هي مدفوعة بالتقدم التكنولوجي السريع في المنطقة والحاجة الملحة إلىمعالجة أزمة المناخ. في الشرق الأوسط، يعتقد 63% من المشاركين أن التغيراتالتكنولوجية، وبخاصة بروز الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي(GenAI) والروبوتات، ستؤثر على وظائفهم خلال السنوات الثلاث المقبلة، مقارنةبنسبة 46% عالميًا، بينما يعتقد أكثر من نصفهم بأن تغير المناخ سيؤثر علىوظائفهم في المستقبل، وهو أعلى من النسبة العالمية البالغة 37%. علاوة علىذلك، يتوقع 53% من الموظفين في المنطقة أن تغير المناخ سيولد مخاطر علىالصحة والسلامة في مكان عملهم، بينما يعتقد أكثر من الثلث (37%) من العمالأنه قد يؤدي إلى فقدان الوظائف.
كما أن التعاون والمرونة يحظيان بتقدير كبير في المنطقة، حيث يولي 87% و81% من الموظفين الأولوية لهذين الجانبين على التوالي. وتتجاوز هذه الأرقامالمتوسطات العالمية البالغة 63% و65% على التوالي، مما يعكس ثقافة عمل فيالمنطقة تقدر العمل الجماعي وترتيبات العمل المرنة.
وفي هذا الصدد، صرحت رندا بحسون، رئيسة قسم العمالة والتنميةالاجتماعية والشريك المسؤول عن القطاعين العام والحكومي في بيدبليو سي الشرق الأوسط، قائلةً: "يتزايد اهتمام الموظفين في الشرقالأوسط بالمؤسسات التي تستثمر في تنمية مهاراتهم. فثمة رغبة كبيرة لدىالموظفين في مواكبة التطورات والنجاح في ظل مشهد الأعمال سريع التغير الذيتحفزه التكنولوجيا وتغير المناخ. وعلى أصحاب العمل في الشرق الأوسط أنيبادروا بتقديم برامج لتعزيز المهارات تركز على إشراك الموظفين بشكل فعاللتحويلهم إلى أفراد يساهمون في نجاح الشركة. ف الاستثمار في تدريبالموظفين وتوفير منصات تكنولوجية هو أمر حتمي من أجل تخفيف الضغوطوالحفاظ على أفضل المواهب".
يسعى الموظفون إلى تطوير مهاراتهم التكنولوجية لتخفيف ضغوطالعمل
تشهد منطقة الشرق الأوسط زيادة ملحوظة في اعتماد التكنولوجيات الناشئة، ومنها الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، حيث استخدم 81% من الموظفين فيالمنطقة الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، مقارنة بنسبة 61% عالمياً.
وفي حين يستخدم 25% من المشاركين في الاستطلاع الذكاء الاصطناعيالتوليدي بانتظام في العمل، فإن ما يقارب نصف المشاركين في الاستطلاعيدركون المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي مثل احتمال التحيز(64%) والمعلومات المضللة (56%). فهذا المستوى المرتفع من المعرفة الرقميةيعزز رغبة الموظفين في الانضمام إلى برامج تنمية المهارات، التي يعتبرها 67% من الموظفين في المنطقة عاملاً مؤثراً في قراراتهم بالبقاء لدى أصحاب العمل.
وتشهد المنطقة تحولاً سريعاً نحو التركيز على المهارات حيث صرحت الغالبية(61%) من المشاركين في الاستطلاع عن الحاجة إلى تعلم أدوات وتقنيات جديدةلإنجاز وظائفهم. وتكتسب المهارات المتخصصة أهمية كبيرة بشكل متزايد، حيثيشعر 80% من المشاركين في الاستطلاع الذين تلقوا تدريباً مماثلاً بالرضا عنوظائفهم، مقارنةً بنسبة 43% فقط بدون تدريب متخصص. ويؤكد هذا التحولعلى أهمية التعلم المستمر وتطوير المهارات المتخصصة في تعزيز الرضاالوظيفي والحفاظ على الموظفين.
تفضيل العمل عن بُعد
في ظل تحول المدن العالمية إلى مراكز ممكّنة رقمياً، يتبنى الموظفون بشكلمتزايد نماذج العمل الهجينة. وفقًا لاستطلاعنا، يعتقد 60% من جميع المشاركينأن وظائفهم يمكن أن تؤدى عن بُعد، وعمل 86% عن بُعد من دولة أخرى خلالالـ 12 شهرًا الماضية. وساهمت زيادة العمل عن بُعد في تعزيز ثقافة الشفافية، حيث عمل 81% من المشاركين في المنطقة عن بُعد من دول مختلفة بموافقةأصحاب العمل، مقارنةً بنسبة 51% عالميًا.
تماشيًا مع المشهد الرقمي المتطور في المنطقة، تعترف المنظمات بفوائد ترتيباتالعمل غير التقليدية التي توفر مزايا فريدة مثل كفاءة التكاليف، والسهولةوالراحة، وتحسين التوازن بين العمل والحياة