"جيبكا": الابتكار محور رئيسي على أجندة التنمية في دول مجلس التعاون
تولي الحكومات الإقليمية مفاهيم الابتكار أهمية قصوى ووضعته في مقدمة الأجندات الوطنية، وظهر هذا الأمر جلياً من خلال رفع الميزانيات المخصصة للإنفاق على الأبحاث والتطوير في منطقة الخليج العربي، وفقاً للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا).
وقد صنفت دراسة نشرتها مؤخراً مجموعة الأبحاث الأمريكية "باتيل" كلا من قطر والسعودية ضمن أول 40 دولة على مستوى العالم تستثمر في الأبحاث والتطوير في العام 2014، الأمر الذي يشير إلى تخصيص جزء من عائدات المنطقة الضخمة لإقامة مشروعات علمية هامة. وتظهر البيانات التي جمعتها "باتيل" بأن قطر خصصت 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي للأبحاث والتطوير، وهو مستوى مماثل لمخصصات دول كبرى مثل أمريكا وألمانيا. وأما المملكة العربية السعودية، وبالرغم من تفوقها على شقيقاتها من دول المجلس، فقد خصصت 0.3% فقط من ناتجها الإجمالي المحلي لهذا الغرض.
وفي هذا الشأن قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، أمين عام "جيبكا": "لا تزال مساعي تحفيز عجلة الابتكار في دول مجلس التعاون الخليجي في مراحلها الأولى، ولكن سيكون لزيادة الإنفاق على الأبحاث والتطوير أثر كبير على القطاعات غير النفطية، إذ يتبع قطاع البتروكيماويات في دول المجلس النهج ذاته. إذ يسعى منتجو المواد الكيماوية جاهدين لتحقيق التميز التقني، وبناء مرافق انتاج عالمية المستوى، مع التركيز على تغذية القدرات المحلية وتحفيزها على الإبتكار للإحتفاظ بقدرتهم على المنافسة العالمية. ويُعد ارتفاع عدد مراكز الإبتكار والمجمعات التقنية في مختلف أرجاء دول المجلس على مدى السنوات القليلة الماضية دليلاً إيجابياً على أنه حتى قطاع الكيماويات يستعد لتحقيق نمو ملموس على المستوى التقني".
وقد ارتفع عدد براءات الاختراع الممنوحة لابتكارات في قطاع الكيماويات في دول المجلس خمسة أضعاف خلال العقد الماضي، فوفقاً لإحصائيات قدمتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية، منحت 288 براءة اختراع في مجال الكيمياء لباحثين من الخليج العربي في العام 2013، مقابل 48 واحدة فقط في العام 2004. ويساهم قطاع البتروكيماويات، إلى جانب كل من قطاعي تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات، بالحصة الأكبر من الأنشطة الحاصلة على براءات اختراع خلال السنوات الخمسة المنصرمة. وبين عامي 2005 و2012، بلغ متوسط حصة براءات الإختراع في مجال الكيمياويات في دول المجلس 53%، فيما كانت النسبة العالمية 14%.
وأضاف الدكتور السعدون: "من الممكن أن تكون القفزة التقنية المقبلة في مجال البتروكيماويات مبتكرة من قبل مهندس من مصدر في أبوظبي، أو عالم من الدوحة، أو باحث من وادي الرياض للتقنية أو وادي الظهران للتقنية. وسوف يكون على المنتجين في المستقبل التركيز على تمويل وتطوير العقول المسؤولة عن هذه الأبحاث. فالإبتكار العلمي، في النهاية، يحدث عندما تجتمع الأدمغة مع التمويل".
وسوف يشكل موضوع استراتيجيات تحفيز الإبتكار والأبحاث المحور الرئيسي ضمن حوارات الدورة الثانية من منتدى جيبكا للأبحاث والابتكار المقبل. ويلقي صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الكلمة الرئيسية في المنتدى. كما تشمل قائمة المتحدثين كلاً من أرنستو أوشيلو، نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار بشركة "سابك"، والمهندس أحمد الخواطر، المدير التنفيذي لنظم الطاقة بأرامكو السعودية.
يقام منتدى جيبكا للأبحاث والابتكار في دبي خلال الفترة بين 16 – 18 مارس 2015 في فندق "ريتز كارلتون" بمركز دبي المالي العالمي.