أعلنت "إنترتك"، وهي الشركة الرائدة في توفير حلول الجودة حول العالم، أنها تتوقع نمواً كبيراً في قطاع أعمال مراقبة وفحص تجهيز الهياكل الخارجية للمنشآت في منطقة الخليج العربي في السنوات الخمسة القادمة. ويعود هذا الأمر إلى أن المنطقة تشهد حالياً نمواً هائلاً في مشاريع البنى التحتية ومشاريع البناء والإنشاءات، حيث فاقت ميزانياتها ما مجموعه 172 مليار دولار أميركي خلال عام 2015 في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وحدها، وهو أعلى معدل إنفاق على الإطلاق في سنة واحدة في هذا القطاع، كما تشهد بشكل متوازٍ وضع معايير وأنظمة لجودة البناء وأعمال الإنشاءات وتطبيق قوانين صارمة في هذا المجال كجزء من جهود جادة و حثيثة لرفع الجودة الشاملة لمواد البناء وأعمال الإنشاءات. وتساعد أعمال مراقبة تجهيز الهياكل الخارجية للمنشآت كل من الحكومات وأصحاب تلك المشاريع والمستثمرين فيها على التأكد من أنهم يستثمرون في مواد و منشآت عالية الجودة تساهم في تأمين سلامة الناس وإطالة عمر المنشأة.
هذا ويعتبر برنامج مراقبة تجهيز الهياكل الخارجية للمنشآت (Building Enclosure Commissioning-BECx) برنامجاً شاملاً لضمان الجودة والذي يؤكد أن هيكل المبنى أو المنشأة في المشروع بحسب المواصفات التي طلبها المالك أو ما يسمى (Owner Project Requirement OPR). وخلال هذه العملية، يقوم فريق من ذوي الاختصاص من جهة خارجية معتمدة بالتأكد من أن الخطوات اللازمة قد تمّ اتباعها من قٍبل فريقي التصميم والبناء لتوفير مبنى متكامل يفي بالمتطلبات والمعايير التي وضعت في بداية المشروع أو يتفوق على تلك المتطلبات و المعايير. وينصبّ اهتمام الخبراء على مراقبة الجودة في مواضيع تشمل تسرّب الهواء والمياه و الكسب الحراري بالإضافة إلى الأداء البنيوي. كما يمكن أيضاً التركيز على مكوّنات أخرى في المبنى مثل توزّع الصوت و التحكّم بالرطوبة وحركة المبنى. هذا ويقلّص برنامج مراقبة تجهيز الهياكل الخارجية للمنشآت تكلفة البناء والصيانة لكونه يضمن اكتشاف المشاكل المحتملة في مرحلة مبكرة من عملية التصميم و الإنشاء وذلك قبل حدوثها، كمثل مرحلة مراجعة الرسومات الهندسية والاختبارات التي تجري على النماذج التي تصنع قبل مرحلة التصنيع والإنشاء في الموقع.
صرح جيل فاندفورد، مدير عام علوم البناء في "إنترتك"، والذي ألقى كلمة أمام المشاركين في مؤتمر تصميم وهندسة واجهات المباني الذي انعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة: "بدأت دول الخليج في السنوات القليلة الماضية بالتركيز على موضوع الاستدامة في مشاريع البنية التحتية لديها وأيضاً في عمليات إنشاء المباني. يتطلب هذا التغيير في الاستراتيجية اختبارات متطورة وفحص واعتماد المنتجات والمكوّنات المستخدمة في هيكل المنشآت، حيث يجب أن تتم هذه الفحوصات والاعتمادات على مستويين، الأول في المختبر والثاني في الموقع. وتشير التقديرات إلى أن 65 في المائة من الإنفاق في مرحلة ما بعد البناء يذهب نحو الأضرار المتصلة بالمياه أو مشاكلها، وعلى وجه التحديد، تشكل الأضرار الناتجة عن الرطوبة ما نسبته 90 في المئة من جميع حالات الضرر الناجم في الأبنية أو المواد المستخدمة في البناء. ومن خلال برنامج مراقبة تجهيز الهياكل الخارجية للمنشآت، يمكن للمبنى أو المنشأة تلافي حدوث مثل هذه المشكلات."
قال حسين الأطرقجي، المدير التنفيذي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان: "نحن نشهد اهتماماً متزايداً بإنشاء مبانٍ تتسم بالكفاءة العالية في استهلاك الطاقة وتعتبر صديقة للبيئة، وبشكل عام تتميز بجودة وأداء أعلى مما كان مطلوباً في السابق. إن الشركات المتخصصة مثل ’إنترتك‘ تتعاون مع مطوري المشاريع العقارية والملاك للتأكد من توفير مبان مستدامة وآمنة بتكلفة معقولة، في حين تفي في الوقت ذاته بمتطلبات القوانين المحلية والعالمية." ومع العلم أن اعتماد برنامج لمراقبة تجهيز الهياكل الخارجية للمنشآت يضيف بنداً جديداً إلى المشروع، إلا أن فوائده غالباً ما تتفوق على الكلفة ومن الممكن أن تؤدي إلى توفيرات كبيرة على المدى الطويل."
ومن الجدير بالذكر أن الوعي بفوائد برامج مراقبة تجهيز الهياكل الخارجية في تزايد مستمر. ففي السنوات القليلة الماضية، باتت القوانين أكثر صرامة حيث من المتوقع أن تواصل المنطقة سعيها الدؤوب لتطبيق استراتيجيات فاعلة تسهم في تعزيز جودة وسلامة المنتجات التي تؤثر على حياة الناس.