بحضور سعادة أكيهيكو ناكاجيما، السفير الياباني لدى الدولة، والدكتور عبد المحسن أنسي نائب مدير جامعة زايد المشارك والدكتورة فاطمة الدرمكي عميدة شؤون الطلبة وعدد من الشخصيات العامة، نظم "النادي الياباني" بالجامعة في فرعها بأبو ظبي سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية بعنوان "أيام في اليابان".
استهدفت الفعاليات، التي استمرت يومين وحضرها عدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية والطلبة، التعريف بجوانب مختلفة من الحياة اليومية والفنون والثقافة في اليابان.
واستهل الحدث بكلمة ترحيبية باللغتين اليابانية والإنجليزية من الطالبة حليمة العوض، أعقبها عرض حي قدمته خبيرات متخصصات حول تقاليد تقديم الشاي الياباني، الذي يسمى "ماتشا"، وهو مسحوق أخضر يقدَّم ممزوجاً بالماء الساخن، ومصحوباً بقطع خاصة منفصلة من السكر، ويعد عنصراً أساسياً وفاعلاً في حياة اليابانيين، كما كان أساساً لمذهب جمالي وروحاني ترك في ثقافتهم أثراً واسعاً وعميقاً، كما لم يفعل في أي بلد آخر.
وأوضحت إحدى الخبيرات أن أول من قدم "الماتشا" هم رهبان إحدى الطوائف البوذية، الذين استخدموه بعد عودتهم من الدراسة في الصين كمنبه لطيف لتنقية العقل أثناء التأمل، كما تم تقييمه كدواء، بالإضافة إلى استخدامه الرمزي في المراسم، وبعد ذلك انتشر الاستمتاع بـ "ماتشا" بين الطبقات الحاكمة وطبقات النبلاء التي تعددت لديها وظائف الشاي. ومن هذا التباين في استخدام الـ "ماتشا" تطورت فكرة اجتماعات الشاي، وأدى هذا إلى ابتكار غرف مصممة خصيصاً لمثل هذه الاجتماعات، ومن ثم كان ظهور المفهوم الجمالي البسيط القائم على تقدير الجمال البسيط والرقيق الذي يمكن اكتشافه في أشياء تبدو متواضعة.
وأشارت المتحدثة إلى أن تجمع الناس حول طقوس الشاي اليابانية يمثل وقتاً ممتعاً وكوب الشاي يُقَرِّب الغرباءَ بعضهم إلى بعض. وقد أضفى مؤسسو هذا الفن على هذه الطقوس قبساً من الروحانية، وتتلخص هذه الروحانية في مبدأ ريكيو المؤلَّف من أربع كلمات: "وا"، "كى"، "سي"، جاكو". وتعني الكلمة الأولى "وا"، التجانس والانسجام الواجب تحققه في العلاقات الإنسانية، وفي ما بين الإنسان والطبيعة، وفي اختيار أواني الشاي وفي طريقة استخدامها، أما الكلمة الثانية "كي" فتعني الاحترام، حيث يتم إبداء الاحترام لجميع الأشياء النابعة من مشاعر الامتنان الصادق لوجودها. والكلمة الثالثة "سي" تعني النقاء، بمعنى النظافة الدنيوية والروحية، وأما الكلمة الرابعة فهي "جاكو"، فتعني الهدوء، وبلوغ حالة من السلام الروحي.
وأوضحت المتحدثة أن الدارسين لفن الشاي الياباني يولون الاهتمام لكل العناصر المحيطة بتقديمه: المكان، والأدوات المستخدمة، وآداب التعامل، والأغذية، وحتى المياه المستخدمة.. ومن خلال تدريبهم ودراستهم، يتوق هؤلاء إلى تهذيب أنفسهم وترقيتها كبشر.
ثم قدمت عازفتان مقطوعتين استحوذتا على إعجاب الحضور من فن "الكوتو" التقليدي الياباني، حيث قامتا بأدائها على آلتين تعملان على نسق آلة "القانون" الشرقية، الأولى بعنوان "تاكّا" التي تعني "النسر"، والأخرى بعنوان "ماتريكا" التي تعني "مهرجان الزهور".
وبعد ذلك، طاف الحضور على منصات متخصصة قدمتها بعض خريجات الجامعة تعرض فنون الحياة اليابانية في الضيافة والأزياء التقليدية وفن تنسيق الزهور "إيكيبانا" وفن تصاميم طي الورق "أوريغامي" وفن الخط الياباني بالتوازي مع فن الخط العربي، والرسم والتشكيل وتصميم الكتب .. وغيرها.
هذا، وصرحت الدكتورة خريجة العامري مستشارة النادي الياباني بأن النادي يعمل من خلال مثل هذه الفعاليات على تشجيع طلبة جامعة زايد على استكشاف الثقافة اليابانية التي تقف وراء تميز أهلها، وما تتميز به من غنى وعمق ووجوه متعددة تضرب بجذور عميقة في التاريخ إلى آلاف السنين، وهو ما يعزز خبرات هؤلاء الطلبة في التواصل الثقافي مع أقرانهم في اليابان.