مع اقتراب فصل الصيف لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن الطاقة وسبل الترشيد، خاصة وأن أجواء المملكة المناخية تجعل من الحديث عن بحث الحلول التي تخفف من وطأة الحرّ وتقلل من فاتورة الكهرباء أمرا في غاية الأهمية لدى الكثير من الناس. وقد زاد الاهتمام بهذا الشأن مؤخرًا بسبب التغيرات المناخية الشديدة التي باتت تشهدها المملكة، وارتفاع مستويات الدخل، والبنية التحتية المتنامية بسرعة، الأمر الذي عزز من الطلب على الحلول الخاصة بمجالات تبريد الهواء.
وفي ظل هذه العوامل المتداخلة ما بين الظروف المناخية القاسية والنمو السكاني المتزايد فضلاً عن التوسع في قطاع البناء والتشييد، يتوقع أن يشهد سوق المكيفات في المملكة نمواً سنوياً متزايداً يصل الى 8.7% خلال السنوات الخمس القادمة حسب توقعات فرص سوق المكيفات في المملكة لعام 2017. وقد يرتفع حجم السوق الى 7 مليارات ريال هذا العام.
وتستحوذ المملكة العربية السعودية على السوق الاكبر في طرح حلول تكييف الهواء في دول مجلس التعاون الخليجي. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاستحواذ لخمس سنوات قادمة حتى العام 2021. وقد أسهم النمو المتزايد في تطوير البنى التحتية وقطاع الصناعة فضلاً عن التوسع في قطاع الاسكان الذي تفرضه طبيعة التنامي السكاني في المملكة- وقد ساعد هذا النمو في زيادة مبيعات انظمة وحلول تكييف الهواء. وقد لعب التشديد في الالتزام بانظمة علامات كفاءة الطاقة وتوحيد اجهزة التكييف، دورًا كبيرًا في البحث عن الحلول الأكثر توافقاً مع طبيعة المملكة المناخية.
يستهلك التكييف حوالي 70 % من إجمالي استهلاك الكهرباء في المباني، وهو ما يعادل أكثر من ثلثي الطاقة الكهربائية المستهلكة في المملكة، خاصة وأن المعايير القياسية لكفاءة الطاقة في أجهزة التكييف بالمملكة قبل تعديلها لم تكن الاعلى على مستوى دول العالم. وتم تعديل المواصفات استناداً على نظام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وعلى نظام مكافحة الغش التجاري، ووفقاً لمعايير فنية متوافق عليها دولياً، ولإجراءات تراعي الظروف المحلية للقطاع الخاص.
وبالرغم من ذلك تظل الحاجة ماسة الى الحلول المثالية التي يمكن أن تسهم في الحد من استهلاك الطاقة بعيداً عن حملات الترشيد والتوعية التي استنفدت جهدا مقدراً من قبل العديد من الجهات المهتمة بقطاع التكييف حيث
سارعت من أجل تحقيق هذا الهدف بمعزلٍ عن انظمة التكييف التقليدية التي لم تعد تجدي مقارنة مع الطروحات الجديدة. وجاء في مقدمة الحلول اليوم ما يمكن أن يطلق عليه الجيل القادم للحلول الخاصة بأنظمة التكييف.
وكانت شركة إل جي للالكترونيات في مقدمة الشركات التي استثمرت في تكنولوجيا معالجة قضايا البيئة والطاقة. وكان من نتائج الابحاث التي قامت بها للحد من استهلاك الطاقة في مجال انظمة التكييف، تقنية العاكس الرقمي، أو ما يعرف بـ (DUAL Inverter) الذي يعتبر الحل المثالي لتبريد الهواء، حيث يعمل في درجات الحرارة المرتفعة التي تصل حتى 65 درجة مئوية. ويمتاز هذا الحل بتقديم تبريد أسرع بنسبة 60 % مع كفاءة عالية في استخدام الطاقة، توفر 53 % من استهلاك الطاقة مقارنة مع مكيفات الهواء التقليدية. وتشمل الميزات الرئيسية الأخرى: التبريد المريح للنوم، والهواء اللطيف ومرشح الحماية المزدوجة والتبريد الهادئ والتنظيف الآلي، وشاشة العرض الذكية لتتيح للمستخدمين التحقق من حالة مكيف الهواء بسهولة أكبر .