أحدث ما توصلت إليها التكنولوجيات الذكية في معرض المطارات 2015
تتجه المطارات العالمية لان تصبح أكثر سرعة وسلاسة وأفضل ربطاً من أي وقت مضى، من أجل جعل الرحلات عبرها أقل إجهاداً للمسافرين الذين سيتضاعف عددهم عالمياً إلى 6.6 مليارات عام 2020. وتعمل التكنولوجيات الذكية على مد يد العون في عملية تحول المطارات، وذلك من خلال زيادة قدراتها على المعالجة وإدارة العمليات.
ويقول الخبراء :" تخيل انك تقود سياراتك متوجهاً إلى المطار وقد اخترت مكان ايقافها هناك مسبقاً، وأنك ستعلم على وجه الدقة عند وصولك المطار أين يجب أن تترك حقائبك، وتخيل ايضا أنك قادر على تتبع متاعك الشخصي طوال الرحلة، وأنك على دراية بمكان تواجد أقصر دور للتدقيق الأمني، وتخيل أنك تعرف تماماً أين تذهب، ومتى تبدأ توجهك نحو بوابة المغادرة انطلاقاً من مكان تواجدك، وأن هنالك من يوجهك إلى الحزام الدائري الصحيح حيث يمكنك استعادة حقيبتك، ماذا سيحدث بعد ذلك وكيف سيقيم المسافر رحلته".
ويؤكد الخبراء ان التكنولوجيا الذكية ستمنح المسافرين قدرة أكبر على التحكم بتجربة السفر، ومن شأن المطارات الذكية أن تحدث ثورة في تجربة المسافرين، مع استثمار المطارات في تكنولوجيا الإرشاد اللاسلكي، والهواتف والساعات الذكية، وذلك بهدف تسهيل الرحلة عبر المطار، وهي التي تشكل الجزء الأكثر إجهاداً في أي رحلة جوية محلية أو دولية. ويقول دانيال قريشي مدير مجموعة المعارض في ريد إكزيبيشنز الشرق الأوسط، الشركة المنظمة لمعرض المطارات في دبي: "باتت المطارات اليوم منفتحةً على التكنولوجيات الجديدة والذكية أكثر من أي وقت مضى، لأنها أدركت الفوائد التي تعود بها على عملياتها وأدائها وعلى رضا المسافرين".
وسوف يتم خلال معرض المطارات الذي تنطلق فعالياته تحت رعاية سمو الشيخ احمد بن سعيد ال مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي بين 11 و13 مايو المقبل في دورته الـ 15 في مركز دبي التجاري العالمي، جنباً الى جنب مع منتدى قادة مطارات العالمية والمعرض الدولي لتموين المطارات، عرض أخر ما تم التوصل إليه من التكنولوجيات والابتكارات التي سيكون من شأنها تغيير طريقة سفر الناس من المطارات الآن وفي المستقبل. وأضاف قريشي: "المطارات بحاجة لأن تصبح ذكية لضمان قدرة منشآتها على تلبية الاحتياجات والتوقعات المتطورة للمسافرين، حيث يعتبر وجود التكنولوجيات الذكية مهماً جداً لتقديم تجربة سفر خالية من المضايقات، قد تكون كفيلة بتقديم مطار ما على منافسيه. إن التغيرات في الطريقة التي نسافر بها تتسارع كل يوم، والتكنولوجيا الذكية تعد بجعل السفر أكثر سهولة وكفاءة وسلامة. بعض هذه التغيرات باتت وشيكة جداً، وبعضها الأخر تتطلب عدة عقود."
وتحتاج المطارات إلى تجهيز نفسها للمسافر المتواصل وذلك وفقاً لمسح التوجه العالمي للمطارات 2014 الصادر عن شركة سيتا الرائدة عالمياً في مجال الاتصالات الجوية وتكنولوجيا المعلومات. ووفقاً للمسح فإن من شأن أغلبية الاستثمارات التي تقوم بها المطارات والتي ستصل إلى 6.8 مليارات دولار بحلول العام 2020، أن تصب في تكنولوجيا المعلومات، مع 33% لصالح تنفيذ تكنولوجيا الإرشاد اللاسلكي، و84% لصالح تطبيقات الهواتف الذكية، و16% لصالح التكنولوجيات القابلة للارتداء، و49% لصالح تكنولوجيا الحقل القريب.
ويشير المسح إلى أن تحسين تجربة المسافرين يبقى القوة الدافعة الأكثر أهمية في الاستثمارات في تكنولوجيا المعلومات، وذلك بالنسبة إلى 68% من المطارات، حيث يتوفر لدى ما يزيد عن نصف المطارات برامج ضخمة تتعلق بالخدمة الذاتية وتطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بالمسافرين. ويضاف لذلك أن لدى ثلثي المطارات برامج بنية تحتية ضخمة تهدف إلى وضع نظم الاستعمال العام بتصرف المسافرين، ومنها وحدات عرض المعلومات والإعلانات، وتنفيذ شبكات الوايف فاي التي تركز جميعها على تحسين رضا المسافرين. وتفيد تقارير سيتا أن 86% من المطارات تتوقع استعمال أغلبية المسافرين عبرها لخدمات تأكيد الحضور الذاتية وذلك بحلول العام 2017، وأن 80% من المسافرين الدوليين سيتمكنون بحلول العام 2020 من الولوج إلى مجموعة كاملة من خيارات الخدمة الذاتية تتوفر منذ الوصول إلى المطار وإلى حين الانتهاء من منافذ الهجرة والجوازات في مطارات الوجهة النهائية. ويتم حالياً القيام بالمزيد من الاستثمارات في تكنولوجيا تأكيد الحضور، وشاشات عرض معلومات الرحلات. ويقول الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) وهو الجهة الدولية المسؤولة عن المطارات أن الخليط الأخذ بالتوسع والانتشار والمتضمن للأجهزة والتطبيقات والشبكات والخدمات سيفتح المجال أمام عالم جديد تماماً للنظم المتكاملة في بيئة المطارات. وتقول دراسة صادرة عن شركة ماركيتس اند ماركيتس أن السوق الدولي للمطارات الذكية سيصل إلى 13.5 بليون دولار بحلول العام 2020، مرتفعاً من 9.7 بليون دولار في العام 2014، حيث من المتوقع أن يشهد السوق معدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.61% بحلول العام 2020. وتعد مطارات الخليج العربي المطارات الرائدة والمتقدمة في الشرق الأوسط في احتضان الحلول التكنولوجية التي تهدف إلى تحسين تجربة المسافرين وخفض عناء خدمات العملاء، والأهم من ذلك، زيادة المداخيل. وقد تضمنت المبادرات الرامية إلى تحويل مطار دبي الدولي إلى الجيل التالي لتجمعات السفر استخدام بوابات ذكية مجهزة بتكنولوجيات مثل النظام الذكي لتحديد الهوية، ونظام بصمة الوجه، ونظام مسح قزحية العين، كما تتوجه مطارات الإمارات العربية المتحدة إلى التنفيذ على مراحل لنظام المعلومات المسبقة عن المسافرين. وتقع عملية تحسين السعة وضمان العمليات السلسة في صلب اهتمامات مطارات دول مجلس التعاون الخليجي، التي يتوقع أن تقوم باستقبال 450 مليون مسافر بحلول العام 2020. ويمكن في هذا الصدد للتكنولوجيات الذكية مثل تقنيات المعلومات، وتطبيقات الهواتف الذكية، ونظام التحديد بالموجات الراديوية ونظم الأتمتة، أن تمكن المطارات من بناء شبكة رقمية تصبح بمثابة النظام العصبي لهذه المطارات، ما يسمح لها بتقديم خدمات مخصصة تحسن من تجربة المسافرين وتخفض نفقات المطارات في الوقت نفسه.