جميعنا واجهنا تلك المشكلة: يعجبك عطر صديقك فتذهب لتشتري مثله على الفور، قبل أن تفاجأ بأن رائحته مختلفة وليست بالجاذبية ذاتها التي أسرتك في البداية!
ولذلك تفسير علمي يعلق بكيمياء الجسد. فكل شيء فيك، سواء طعامك أو درجة حرارة جسمك أو ما تستخدمه للاستحمام وغيرها، يؤثر على رائحة العطر الذي تستخدمه. وحتى الأشياء التي تبدو مستبعدة للغاية، كمحاولتك لعلاج آثار السهر في الليلة السابقة، لها تأثير على عطرك.
وفي معرض تعليقه على هذا الجانب قال السيد محمد عبيد، الرئيس التنفيذي لشركة "برامبل" للعطور: "عندما نضع العطر تتفاعل رائحة الجسم الطبيعية مع العطر لينتج عنها مزيج فريد لا يتكرر – قد يكون في بعض الأحيان بعيداً تماماً عن الرائحة المقصودة عند ابتكار العطر. ولكننا بالتأكيد نركز على تلك العناصر عند تصميم منتجاتنا، ونصنعها بطريقة تلائم جميع أنواع البشرة ومختلف الأجسام."
فالجلد مكون من مزيج معقد للغاية من المركبات الكيمائية التي تختلف نسبها من شخص إلى آخر. بداية، يتألف الجلد من الماء والدهون والأحماض والأملاح والسكريات والبروتينات والألياف والشعر، ترتبط كل منها بشكل مختلف مع جزيئات العطر وبالتالي تطلقها برائحة مختلفة. يحتوي جلد الفرد على خليط طبيعي من المواد الكيميائية التي تخلق رائحة فريدة – تماماً كبصمة الأصبع. وعندما يمتزج العطر مع رائحة جسد الشخص فإنهما يكونان معاً عطراً فريداً يمثل هوية للشخص.
والأمر ليس بالبساطة التي يبدو عليها، فالعطور تتفاعل بشكل مختلف باختلاف الأشخاص بسبب التنوع في كيمياء الجسد لديهم. فدفء الجسم عنصر مهم جدا، وبعض الناس لديهم مسامات أكثر من غيرهم أو طبقات أكثر من الدهون في بشرتهم. وكل هذه العوامل وغيرها تؤثر على دفء الجسم وبالتالي تغير من تأثير ورائحة العطر.
عندما تختلط العطور بمزيج الجزيئات في الجلد، فإنها تعمل على تنشيط مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تنتج رائحة فريدة، بحيث تعتمد نوعية وحدة الرائحة على كمية العطر التي يمتصها الجسم والكمية التي تتبخر منه. وعند ارتداء الملابس فوق الجلد المعطر، فإننا بذلك نضمن امتصاص العطر في الجلد بدلاً من تبخره. كما أن درجة الرطوبة التي تنبعث من مسام الجلد تؤثر على كمية العطر المتبخّر، فالعطر الذي يوضع على بشرة رطبة في غرفة جافة ذات حرارة مرتفعة يتبخر سريعاً، كما أن الجلد المغذى أعلى حرارة من الجلد المكشوف وعلى الأغلب تبقى الطبقة العلوية من الجلد محتفظة برطوبتها. كل تلك العوامل مجتمعة تحدد الرائحة التي تنبعث من أجسامنا عند استخدام العطور.