حظيت الدورة الأولى من "مهرجان الشارقة الرياضية الصحراوي 2017"، والتي اختتمت فعالياتها مساء أمس الأول (الجمعة) في صحراء البداير بإمارة الشارقة تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، وبمشاركة بارزة من عدد كبير من المتسابقين بلغ 65 متسابق ينتمون إلى ست دول موزعة على ثلاث قارات، بما يمثل نجاحاً كبيراً لمهرجان رياضي ترفيهي وليد.
وتوافد المئات من محترفي وهواة السباقات الصحراوية التي جرت في إطار المهرجان، الذي نظمته قناة الشارقة الرياضية، على مدى يومين، تحت شعار "كن واحداً من أبطال الصحراء"، لمتابعة منافسات الدراجات النارية "موتوكروس" لفئتي MX1، و2 MX، ومنافسات المركبات الصحراوية "كواد" من فئتي ATV، وUTV، وهي السباقات التي تحظى بشعبية كبيرة بين شباب دولة الإمارات، ودول الخليج العربي.
وبدأت فعاليات اليوم الثاني والأخير من المهرجان الرياضي والترفيهي الكبير، مع إطلاق الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، إشارة بدء السباقات، بحضور الشيخ صقر بن محمد بن خالد القاسمي رئيس مجلس إدارة مجلس الشارقة الرياضي، وسعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة، وسعادة مروان بن جاسم السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومحمد حسن خلف مدير الإذاعة والتلفزيون بمؤسسة الشارقة للإعلام، وراشد العوبد، مدير قناة الشارقة الرياضية وعامر الغيثي مدير الفعاليات والأنشطة بقناة الشارقة الرياضية.
وتصاعدت وتيرة الحماس، مع امتزاج زئير محركات المركبات الصحراوية بصيحات الجماهير، التي تابعت مهارات المتسابقين المحترفين، وهم يخترقون المضمار الرملي بكثبانه وعوائقه، والذي صممه بطل السباقات الإماراتي محمد البلوشي. ورسم المتسابقون بقدراتهم الفنية العالية لوحات بديعة، اشترك فيها جمال المناظر الصحراوية لمنطقة البداير، وقدرة المتسابقين على تحدي الصعاب وتقلبات الطقس التي زادت من حماسة السباقات.
واكتسح المتسابقون الإماراتيون المنافسين في سباقات المركبات الصحراوية، حيث حصد كل من ماجد الميزة وحسن لوتاه، ومحمد المهيري، المراكز الثلاث الأولى على الترتيب في سباق المركبات من فئة UTV، في حين حل الإماراتيان عبيد الكتبي، ومنصور سويدان في المركزين الأول والثاني من سباق المركبات من فئة ATV، واقتنص الكويتي فهد المسلم المركز الثالث.
وفي سباق الدراجات النارية "موتوكروس"، احتل البريطاني روس جيمس المركز الأول في فئة MX1، يلاه مايكل دوجارتي في المركز الثاني، فيما جاء الإسكتلندي دانيل هاجنسين في المركز الثالث، وفي فئة الدراجات النارية MX2، تصدر الإسكتلندي ماثيو بيروس ورايان بلير من جنوب إفريقيا المركز الأول والثاني، ثم بنيامين هيرنانديز من المملكة المتحدة في المركز الثالث.
وعقب تسليمه الجوائز للفائزين، وتكريمه لرعاة الحدث، قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: "يعكس مهرجان الشارقة الرياضية الصحراوي، من خلال موقعه ودقة تنظيمه والأنشطة المصاحبة له، المستوى الراقي من التكامل البنَاء بين مختلف الهيئات المؤسسات في إمارة الشارقة، وفق رؤية موحدة تستهدف تعزيز مكانة الإمارة على خارطة الفعاليات الرياضية والترفيهية والسياحية في الدولة والإقليم".
وأضاف: "أظهر حجم ونوعية المشاركة في المهرجان، مستوى الشعبية التي تتمتع بها الرياضات الصحراوية بين شباب الإمارات، وقدرة مثل هذه الفعاليات على اجتذاب الرياضيين من دول المنطقة والعالم، وأود هنا أن أشكر الرعاة الذين ساهموا في خروج الحدث بالصورة المشرفة التي شهدناها، وقد لعب هؤلاء الرعاة دوراً كبيراً في الترويج لهذا الحدث الكبير، وتهيئة فرص نجاحه، واستمراره، بما يسلط الضوء على التفرد الذي تتمتع به إمارة الشارقة والذي يشجع على إقامة الأنشطة والفعاليات الرياضية والترفيهية ذات المستوى العالمي".
من جانبه، أكد راشد العوبد، مدير قناة الشارقة الرياضية: "عشنا يوماً ختامياً استثنائياً لمهرجان الشارقة الرياضية الصحراوي، الذي شهد أجواءً غير مواتية، ساهمت في إظهار قدرات ومهارات المتسابقين ورغبتهم في إظهار احترافيتهم العالية في التعامل مع تقلبات الطقس، وهو ما يمثل إضافة كبيرة إلى المهرجان الذي يخطو خطواته الأولى نحو العالمية".
وأوضح أن النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى من المهرجان يغرينا بالتطلع إلى أكثر مما حققناه حتى الآن، كاشفاً عن وجود خطط لدى منظمي المهرجان لتعزيز مكانته كحدث إقليمي رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، لهواة وعشاق الرياضات الصحراوية، وعشاق رحلات البر والسفاري بشكل عام، مؤكداً أن الدورة المقبلة ستشهد إضافات نوعية على مستوى المنافسات والفعاليات وستستقطب منافسين محترفين من شتى أنحاء العالم.
من جانب آخر، شارك عدد من أبرز الأسماء والعلامات التجارية المتخصصة في الرياضات الصحراوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في فعاليات المهرجان من خلال عرضهم لأحدث معدات وتجهيزات الرياضات الصحراوية.
وتعد منطقة البداير في الشارقة، من أهم المقاصد الصحراوية الشتوية لسكان وسياح دولة الإمارات العربية المتحدة، لما تتميز به من جمال طبيعتها الصحراوية، واحتضانها أحد أكبر الكثبان الرملية في دولة الإمارات، وتتيح المنطقة لعشاق التخييم ورحلات البر وممارسة القيادة بسيارات الدفع الرباعي أو المركبات الصحراوية فرصة فريدة لقضاء أسعد الأوقات، في ظل توافر لوسائل الأمن والسلامة، وهو ما أسهم في نجاح منطقة البداير في استقطاب الآلاف من الزوار من داخل الإمارات وخارجها.