يشهد برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع مؤسسة التراث الخيرية ووزارة الشئون الإسلامية نقلة مهمة اليوم الأحد بوضع حجر أساس ترميم 8 مساجد في مواقع عدة بمحافظة جدة تمثل المرحلة الأولى من مشروع العناية ببيوت الله تعالى وهي مسجد المعمار، مسجد الحنفي، مسجد عثمان، مسجد الخضر، مسجد أبو عنبة، مسجد اللؤلؤة، مسجد زاوية أبو سيفين، ومسجد الباشا وفق برنامج زمني ليتم فتحها للعبادة وأداء الصلوات.
ويضع حجر الأساس لهذه المشاريع مساء اليوم الأحد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة – رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، وعدد من المسئولين ورجال الأعمال الذين تبرعوا ببناء وترميم هذه المساجد التاريخية.
وتقود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومؤسسة التراث الخيرية إلى جانب عدد من الشركاء وفي مقدمتهم وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الشئون البلدية والقروية جهوداً كبيرة في ترميم المساجد التاريخية حيث تم حصر نحو 800 مسجد تاريخي وأثري، كما تم ترميم 21 مسجداً تاريخياً في الرياض، عسير، المنطقة الشرقية، المدينة المنورة، جدة، وينبع منها مسجد طبب في عسير ومسجد جوفا في الأحساء ومسجد الشافعي في محافظة جدة الذي افتتح العام الماضي وتم ترميمه على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – إلى جانب تأسيس برنامجاً في هيئة السياحة والتراث الوطني يعنى بترميم المساجد التاريخية بتوقيع مذكرة تعاون وتفاهم مشترك مع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .
ويهدف برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي أطلقته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع مؤسسة التراث الخيرية العناية بالمساجد التاريخية وإظهار قيمها الدينية والحضارية والعمرانية، وترسيخ رسالة المساجد التاريخية بوصفها مراكز إشعاع في حياة المسلمين، ومنطلق لمبادئ الوحدة والأخوة بين أفراد المجتمع، وبناء منظومة مؤسسية توحد جهود الشركاء في تنفيذ مشاريع العناية بالمساجد التاريخية، وكذلك بناء بيت خبرة وطني في مجال ترميم وتأهيل وصيانة المساجد التاريخية.
كما يهدف البرنامج إلى تبني تنفيذ مشاريع نموذجية للاسترشاد بها في بقية ترميم وتأهيل المساجد التاريخية، والتركيز على العناية بالمسجد كعنصر أساسي في تنمية أواسط المدن التاريخية والقرى والبلدات التراثية، واستعادة أصالة المساجد التاريخية التي هدمت أو أعيد بناؤها دون احترام هويتها العمرانية.
وتعمل هيئة السياحة والتراث الوطني في التعامل مع ملف العناية بالمساجد التاريخية وفق إطار شرعي هو أن الاهتمام بالمساجد القديمة وترميمها وإعادة بنائها ـ له أصل في الشريعة الإسلامية، كما أن المحافظة على المساجد التاريخية يجب أن تكون وفق ضوابط ومنها إذا كان المسجد مهجوراً ولا يصلي فيه أحد فيجب أن يكون ترميمه مبني على وظيفة تتعلق بالعبادة ولا يتخذ مزاراً، إلى جانب أهمية الجمع بين أهداف المحافظة على الآثار الإسلامية ومنها المساجد التاريخية وبين رعاية حقوق الله تعالى التي بنيت المساجد من أجلها.
وتؤطر هيئة السياحة والتراث الوطني عملها وفق إطار نظامي وهو الأمر السامي رقم (3212) وتاريخ 14/ 4/ 1429هـ القاضي بالمحافظة على الآثار الاسلامية التاريخية بما يجنبها الإزالة أو الاندثار بأي فعل من الأفعال بشرية كانت أم طبيعية والتأكيد على الجهات الحكومية بعدم القيام بأي عملية هدم أو حصر لأي آثار للتراث الإسلامي التاريخي (كالمساجد) وغيرها إلا بإذن من المقام الكريم، إلى جانب موافقة الدولة على برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة واعتماد مبلغ مالي كبير لهذا المشروع في برنامج التحول الوطني للمملكة.
وتوجت هذه الجهود بموافقة خادم الحرمين الشريفين على برنامج العناية بالمساجد التاريخية في الدرعية. وبرنامج العناية بالمساجد في جدة التاريخية، وكذلك قرار مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رقم (8/ر/34) وتاريخ 14/ 4/ 1434هـ بإنشاء برنامج تنفيذي في قطاع الآثار والمتاحف للعناية بمواقع التاريخ الإسلامي، إلى جانب نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/3) وتاريخ 9 /1/ 1436هـ، ولائحته التنفيذية.
وتنظر هيئة السياحة والتراث الوطني للمساجد التاريخية على أنها تراثاً عمرانياً وطنيا يتوجب المحافظة عليها، كما أن المحافظة على خصائص عمارة المساجد التاريخية من خلال العمل على استدامتها وتوظيفها بما يتوافق مع الهدف الذي بنيت من أجله، وعند تجديد، أو ترميم، أو صيانة المساجد التاريخية، يجب المحافظة على طابعها وخصائصها المعمارية التي تعكس تاريخها وهويتها المعمارية الأصيلة.
وتعمل الهيئة وشركائها ” وزارة الشئون البلدية والقروية ووزارة الشئون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية ” على تطبيق المعايير والمواثيق الدولية المتعلقة بالتراث العالمي عند ترميم وتأهيل المساجد التاريخية، وفي حالة التوسعة للمساجد التاريخية يجب أن يؤخذ في الحسبان الاستفادة من مبنى المسجد القائم، وأن يكون التصميم للوضع الجديد يتناسب والهوية العمرانية بالمنطقة من حيث الشكل ومواد البناء، إلى جانب عدم إجراء تعديلات على المساجد التاريخية بدون الرجوع إلى القيم التراثية والطرق والأساليب العلمية للصيانة والترميم، وتوفير الخدمات المطلوبة للمسجد التاريخي من اضاءة وتكييف ودورات مياه ومواقف للسيارات وغيرها حسب الحاجة، مع الأخذ في الحسبان متطلبات المعاقين وكبار السن في مرافق المسجد كافة.