فاز فريق يضم ثلاثة من طلاب جامعة الأمير سلطان بالرياض بمسابقة "دراسة حالة حول حوكمة الشركات 2016" التي تنظمها "مبادرة بيرل" في إطار برنامج تعاوني طويل الأمد مع شركة "سيمنز". وشهدت المسابقة مشاركة 51 فريقاً طلابياً من 11 جامعة بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
ويتعين على المشاركين في المسابقة السنوية من طلاب إدارة الأعمال إعداد دراسة حالة قصيرة عن ممارسات النزاهة في مجالات متعددة – منها مكافحة الفساد وغسيل الأموال وأخلاقيات عمل سلاسل التوريد - في شركة خليجية يختارونها بأنفسهم. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز انخراط الطلاب في قطاع الأعمال، ومساعدتهم في كسب الخبرات العملية، وإبراز أهمية النزاهة لتعزيز التنافسية في مجال الأعمال.
واستضافت جامعة الأمير سلطان حفلاً خاصاً لتكريم طلبتها الفائزين بالمسابقة، وهم ود حضراوي، وليا فيلارهيموسا، ووعد العقيل، وذلك تقديراً لدراسة الحالة المميزة التي قدموها حول ممارسات العمل الأخلاقية في شركة العربي الوطني للاستثمار، وهي شركة مملوكة بالكامل للبنك العربي الوطني ومقره الرياض. وتقدم الشركة خدمات الحفظ، والاستشارات، والترتيب، والاكتتاب، والوساطة، كما تدير صناديق ومحافظ استثمارية خاصة.
وعقب النجاح الذي شهدته دورة العام 2016، أعلنت "مبادرة بيرل" وشركة "سيمنز" عن فتح باب المشاركة في المسابقة لعام 2017. وتدعو الشركات جميع طلاب إدارة الأعمال المقيمين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة وإظهار قدراتهم الإبداعية في مجال الأعمال، والتعرف على الجوانب الأساسية لحوكمة الشركات.
وقالت كارلا كوفيل، المديرة التنفيذية لمبادرة بيرل: "إن وضع دراسات حالة واقعية وإجراء تحليلات معمقة للاستراتيجيات التي تنفذها الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي توفر للطلبة خبرات عملية هم بأمس الحاجة إليها لمساعدتهم في بناء مهاراتهم وتحفيز قدرات التفكير النقدي لديهم. وتماشياً مع المساعي الحثيثة للحكومات الإقليمية إلى تطوير اقتصادات قائمة على المعرفة تغذي الابتكار والمرونة في مجال الأعمال، تعتبر هذه المسابقة جزءاً أساسياً من برنامج مبادرة بيرل وسيمنز للنزاهة والذي استقطب 6500 طالب من جميع بلدان مجلس التعاون الخليجي منذ العام 2013".
وأوضحت كوفل أن "النساء تمثلن أكثر من ثلاثة أرباع المتسابقين – أي 101 من أصل 129 مشاركاً - وهذا مؤشر قوي على أن مسابقتنا تستهدف جميع الطلبة بالتساوي للاستفادة من إمكاناتهم. وأغتنم هذه الفرصة لأهنئ الفائزين وجميع المشاركين على عملهم الشاق ونهجهم الإبداعي ومشاريعهم المهمة التي تسلط الضوء على أفضل الممارسات التي يطبقها القطاع الخاص في حوكمة الشركات والنزاهة في جميع أنحاء المنطقة".
وقال شادي الداوود، المستشار العام ورئيس قسم الامتثال القانوني في شركة سيمنز في المملكة العربية السعودية: "تدعم مبادرة سيمنز للنزاهة المشاريع التي تشجع الأعمال النظيفة والمنافسة النزيهة، وتساعد على تهيئة بيئة مناسبة للنمو الاقتصادي المستدام. وبالتعاون مع مبادرة بيرل، نتطلع إلى سنة أخرى ناجحة يتعرف الطلاب على أفضل الممارسات في القطاع الخاص. ونأمل مستقبلاً أن يأخذوا هذه الأمثلة ويطبقوها في حياتهم المهنية، مما سيترك أثراً إيجابياً على بيئة الأعمال في بلادهم".
من جهتها، قالت الدكتورة ريما اليحيى، نائبة رئيس جامعة الأمير سلطان: "نحن ملتزمون في جامعة الأمير سلطان بتعليم طلاب إدارة الأعمال لدينا كيفية ابتكار وبناء منظمات مرنة في ظل اقتصاد رقمي متطور. وتعتبر حوكمة الشركات والنزاهة والمساءلة من الأدوات التي تمكننا أن تحقيق التغيير المنشود ليس في ثقافة العمل فقط بل أيضاً في صميم عمل المؤسسات".
وأضافت: "نتوجه بالشكر الجزيل لمبادرة بيرل وسيمنز على طرح هذه المسألة الهامة - وخاصة بين الشباب الطموحين في المنطقة – بأسلوب عملي وتفاعلي ممتع. كما أشكر الدكتور أحمد اليماني، رئيس الجامعة، والإدارة العليا للجامعة، والموجهين وأعضاء هيئة التدريس وجميع المشاركين على الجهود الدؤوبة التي بذلوها. كما أحث جميع الطلاب المؤهلين على المشاركة في مسابقة 2017 المقبلة".
وحصل كل من الطلاب العنود العيسى، ودينا شيبت الحمد، وسارة الشويريخ، من جامعة الأمير سلطان، على المركز الثاني لدراسة حالة شاملة حول تجنب تضارب المصالح والامتثال لمكافحة تبييض الأموال التي يستخدمها البنك السعودي الفرنسي، بينما ذهبت جائزة المركز الثالث إلى سالك معين أكبر من الجامعة الأهلية عن دراسة حالة حول إجراءات مكافحة غسيل الأموال التي نفذتها شركة البحرين للتمويل.
في ظل تنامي عدد المتسابقين عاماً بعد عام، شهدت المسابقة في عام 2016 مشاركة العديد من الفرق، وقد وصل منها للمراحل النهائية كل من جامعة الأمير سلطان في المملكة العربية السعودية، وكليات التقنية العليا بدبي وجامعة زايد في دولة الإمارات؛ والجامعة الأهلية في البحرين. وقد ركزت أبرز 10 مشاركات على ممارسات النزاهة والمساءلة في مؤسسات القطاعين العام والخاص، مثل شركة العربي الوطني للاستثمار، وشركة البحرين للتمويل، والبنك السعودي الفرنسي، وشركة اتصالات، وكي بي إم جيه، وتاليس للحلول والخدمات الأمنية، والإمارات للصرافة.