نظم مكتب الشارقة صديقة للطفل، الجهة المسؤولة عن تنفيذ واستكمال متطلبات مشروع "الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين"، مؤخراً، عدداً من الجلسات النقاشيّة في الدوائر الحكومية، وإدارات المؤسسات المعنيّة بالطفل، والأطفال المنتسبين إليها، والجهات الإعلامية، بهدف مناقشة وطرح استراتيجية تعريفية بالمشروع على نطاق أوسع، والذي يأتي وفقاً للمبادرة العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، "المدن الصديقة للأطفال واليافعين".
وشاركت خبيرة الاتصال والتسويق بيغي حنا، مستشارة للتسويق والتواصل الاستراتيجي بالجامعة اللبنانية الأمريكية، في تقديم الجلسات النقاشية، التي هدفت إلى وضع إطار عام للخطة التعريفية التي يسعى مكتب الشارقة صديقة للطفل لتنفيذها في حملته الإعلامية الشاملة لنشر أهداف ومكتسبات المشروع بين أفراد المجتمع، في خطوة تعزز دور المؤسسات الإعلامية والمعنية بالطفل في العمل المجتمعي والحكومي المشترك، وتوسع نطاق عمل الجهات المستهدفة.
وانطلقت الجلسات النقاشية بحضور فريق التسويق التابع لمكتب الشارقة صديقة للطفل، بالإضافة إلى جلسة خاصة لعدد من الإعلاميين والإعلاميات، حيث سلطت الضوء على مفهوم "مدينة صديقة للأطفال واليافعين"، بالإضافة إلى استطلاع آراء الحضور حول أهم الممارسات والاستراتيجيات المحلية التي تنعكس على مساهمات مؤسساتهم في رعاية الأطفال، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة لهم.
وخلصت الجلسة النقاشية الأولى إلى ضرورة العمل في إطار منظومة متكاملة تشمل مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن البيئة المحيطة بالطفل التي تبدأ بالأسرة، وتمر بالمدرسة، ثم المحيط السكني، فمرافق الترفيه وغيرها، باعتبارها سلسلة متصلة يستقي منها الطفل تجاربه وخبراته، التي ستشكل ملامح شخصيته مستقبلاً.
واستضافت الجلسة الثانية الكوادر الإدارية في كل من مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين والمؤسسات التابعة لها، ودائرة الخدمات الاجتماعية، وحملة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وشبكة الشارقة لحماية الطفولة، والشرطة المجتمعية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، وهيئة الشارقة للكتاب، حيث ناقش الحضور السبل الكفيلة بتعزيز البيئة المثالية لأمن وسلامة الأطفال، ودور أولياء الأمور والمدارس في تعزيز وعي الطلبة بأهم مرتكزات المدن الصديقة للأطفال واليافعين.
واستضافت الجلسات التالية عدداً من الأطفال المنتسبين لـ"أطفال الشارقة"، والفتيان المنتسبين لـ"ناشئة الشارقة"، والفتيات المنتسبات لـ"سجايا فتيات الشارقة"، وطلاب من مدرسة فيكتوريا الدولية، والأطفال من حضانة الليّة التابعة لمجلس الشارقة للتعليم، وعدداً من أولياء الأمور من مجلس أولياء الأمور التابع لمجلس الشارقة للتعليم، وممثلين من جامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وهيئة الأمن والسلامة بمجلس الشارقة للتخطيط العمراني، وموظفي مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وموظفي المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وأقسام الاتصال الحكومي في مختلف الدوائر والجهات الرسمية بإمارة الشارقة، فيما شهد اليوم الأخير من الجلسات زيارة طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والاجتماع معهم، والمشرفين عليهم، وأولياء أمورهم.
وأكدت الجلسات في مجملها على أهمية تعزيز العمل المشترك بين مختلف القطاعات الحكومية، والمؤسسات الأهلية، وأفراد المجتمع بشكل عام، في مجال رعاية الطفل، وسبل ترسيخ مفهوم "المدن الصديقة للأطفال واليافعين" كثقافة عامة بين أفراد المجتمع، وصولاً إلى تحقيق أهداف المشروع بتوفير مناخ يتيح للأطفال معرفة حقوقهم، ويمنحهم فرص المشاركة في تشكيل المدينة التي يعيشون فيها، ضمن بيئة آمنة ترتقي بتعليمهم، وثقافتهم، وتطور مهاراتهم، ونشأتهم الصحيحة.
وقالت الدكتورة حصة خلفان الغزال، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل: "تندرج هذه الجلسات النقاشية في إطار الخطوات التي يتخذها المكتب إزاء التعريف بشكل أوسع بمشروع الشارقة صديقة للأطفال واليافعين، وتوسيع نطاق مشاركة المؤسسات والجهات المعنيّة في وضع الخطط الاستراتيجية له، بالاستناد إلى رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة".
وأضافت الغزال: "تشكل زيارة الخبيرة الصحية والاجتماعية في التسويق والإعلام بيغي حنا لتقديم هذه الجلسات التخصصية إضافة نوعيّة إلى المشروع، حيث خرجنا بالعديد من الأفكار والمقترحات التي سنستند إليها في وضع خطة إعلامية شاملة، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، وتوسيع قاعدة العمل المشترك لتشمل مختلف المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وصولاً إلى الأفراد، نظراً للمكتسبات الجوهرية المنبثقة عن نجاح المبادرة واعتماد الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين".
بدورها أوصت بيغي حنا بضرورة مشاركة أفراد المجتمع كافة في هذه الخطة باعتبارهم سفراء لهذا المشروع، مع التأكيد على ضرورة تركيز الخطة على فئة الأطفال باعتبارهم محور المبادرة، وبالتالي إشراكهم بصورة فاعلة من خلال تعريفهم بحقوقهم، وإتاحة الفرصة أمامهم لانتقاء خياراتهم واتخاذ قراراتهم.
وأضافت حنا: "سيرتكز العنوان الرئيس لخطتنا على تكريس مفهوم المدينة الصديقة للاطفال واليافعين كثقافة يومية، انطلاقاً من الأسرة التي تعتبر عنصراً بالغ الأهمية في هذه المعادلة، ثم المدرسة، والمجتمع بمختلف مؤسساته ومراكز الترفيه التي تعتبر المكان المفضل لدى الأطفال، والمنافذ التجارية المحيطة، لأنها جميعاً تؤثر في الطفل وتلعب دوراً مهماً في تشكيل جزء من تجاربه وشخصيته".